مقالات الرأى

محمد منازع يكتب: عيد ميلاد القطة!

احتدم النقاش لأول مرة بينهما، حاول أن يقول “لا” في هذا الموقف، ليس رفضا ولا إثباتا بأنه رجل البيت، (لا سمح الله)، ولكن لأن الظروف هذا العام بـ”عافية”، ورغم ذلك وعدها بأن يلبي مطلبها في وقت لاحق عندما تحين الفرصة.
لم تستجب، وثارت في وجهه بشكل غير مسبوق، فليست هذه هي زوجته التى عرفها وتزوجها منذ أربع سنوات، تلك الرقيقة التي يشبهونها بالنسمة، ولا يكاد صوتها يُسمع، من كثرة تصّنع الرقة وأنها بنت ناس و”فافي”، ربما لم يكتشف الوجه الآخر لأنهما لم يتعرضا لموقف مماثل أو مشكلة شبيهة من قبل.
نظر إليها وهي تحتضن “القطة” وتربت عليها، بينما الأخرى مستكينة بين أحضانها تتلقى القبلات والحنان وما اعتادت عليه من معاملة منذ أن جمعتهما “الصداقة” قبل خمس سنوات واصطحبتها معها إلى عش الزوجية، ولا تفارقها لحظة، تذهب معها إلى النادي وبالطبع في مقدمة أفراد الأسرة في المصيف الذي يقضونه في الساحل الشمالي كل عام، وفي رحلة الشتاء إلى الغردقة، ودائما تردد لقطتها المدللة “أنا معرفش أعيش من غيرك”.
وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، لا يدري كيف يتصرف، فهو أضعف من أن يرفض طلبها، فقط عليه أن يبحث عن مخرج، دون المساس برغبتها أو محاولة مناقشة مطلبها أو حتى تعديله، بعدما هزته ثورتها العارمة التي رآها أكبر ممن ثورة بركان فيزوف الإيطالي الأشهر في التاريخ.
تذكر موقف عادل إمام في مسرحية “الواد سيد الشغال”، والخلاف الذي وقع بين ابنة الثري المعروف وزوجها الدبلوماسي بسبب الكلب “شحيبر” الذي تفضله عليه وتهتم بإطعامه الغذاء الصحي حتى لا يصاب بتلبك معوي، في الوقت الذي لا تهتم فيه بإفطار زوجها، حتى وإن كان الخدم هم الذين يعدونه.
قدم عرضا على أوامرها بأن يتم الاحتفال بعيد ميلاد القطة هذا العام في المنزل في احتفالية عائلية تجمع الأهل والأصدقاء، لكن عرضه قوبل بالرفض التام مع عدم مناقشته ولا طرح بدائل عن خطتها السنوية التي اعتادت عليها بتنظيم حفل عيد ميلاد القطة في فندق خمسة نجوم، مستنكرة كيف يكون موقفها أمام صديقاتها اللاتي اعتدن المشاركة في هذه المناسبة الكبرى كل عام، وتأتين محملات بالهدايا الثمينة للقطة المدللة التي تمتلك مجوهرات أكثر من سيدات كثيرات ثريات.
لم تستأذنه وقامت تلملم أشياءها عائدة إلى بيت أبيها، وقد وجهت إليه إنذارا شديد اللهجة تصل قوته إلى أكثر من قوة الكارت الأصفر في كرة القدم، إن لم يتخذ الإجراءات المطلوبة والتنظيم المعتاد فسيكون له معها شأن آخر وتتخذ قرارا قد لا يستطيع تحمل نتائجه.
لم يستطع أن يلبي رغبتها، فاتجهت إلى المحكمة تطلب الطلاق.. بسبب عيد ميلاد القطة.!!
من جانبي لادري إن كانت مخطئة أم على حق.!

زر الذهاب إلى الأعلى