أمجد مصطفى يكتب : شيطان اسمه التريند
ما الذي أصاب الصحافة الفنية في مصر؟ سؤال أصبح يفرض نفسه علينا كصحفيين مهتمين بالشأن الفني قبل أن يشغل القارئ نفسه،بسبب ما نراه الآن٬ أنا شخصيا بدأت عملي الصحفي منذ منتصف التسعينات تقريبا،وكان كل همي أن اذهب إلى الكاتب الصحفي والناقد الفني الكبير عبد الرازق حسن رئيس قسم الفن في جريدة الوفد، في ذلك الوقت، بتحقيق أو حوار أو تقرير أو خبر،يتناول قضية تهم الفن المصري والعربي،وليس أي شيء شخصي وكان كل زملائي وقتها في القسم وكنت أصغرهم لديهم نفس الهدف،زميل يبحث عن قضية تهم المسرح،وآخر يبحث عن قضية تهم السينما،أو الغناء أو الفنون التشكيلية أو ماسبيرو،وبالتالي كان الجميع يستهدف القارئ ولا يستهدف الغرائز أو الشهوات أو النميمة،وقتها لم يكن هناك شيطان اسمه التريند أو صحافة السوشيال ميديا التي تعتمد في المقام الأول على الإثارة الغير حقيقية،نعم في الماضي كانت هناك عناوين مثيرة تهز الدنيا، لكنها كانت تبنى على معلومة حقيقية،وليس كلام من الخيال، من أجل هدف ما في خيال كاتب الخبر أو “البوست”.
في الماضي كنا نحاور الفنان من أجل أن نعرف تجربته الفنية وعمله الفني الجديد،الآن الحوار يتناول ماذا يحدث في غرف النوم؟ وللأسف بعض الفنانين يجدون في هذا الأمر منفذ سريع للوصول إلى الناس،وترديد اسمه أو اسمها.
الصحافة الفنية الآن أصبح مصدرها مدير إدارة الإعلام لدى الفنان وغالبا هو شخص لا يعرف شيء عن الفنان الذي يتولى أمره،وبالتالي كل ما يهمه أن يأتي آخر الشهر ولديه عدد لا بأس به من الأخبار لكي يقدمه إلى الفنان كنوع من البرهان على همته ونشاطه كمسؤول إعلامي عنه، في الماضي كان ولا بد أن تحصل على المعلومة من الفنان نفسه وإلا وقعت في منطقة الخطر، .
الصحافة الفنية كانت تقود الوسط الفني،وكنت تجد الفنان يبحث عنك والوصول إليك،لأنه كان قارئ جيد ومثقف ويعي قيمة ما يكتب،الآن لا الفنان مثقف ولا الصحفي يهمه أمر المشهد الفني،الكثير منا يبحث عن أخبار الزواج والطلاق،الكثير منا يبحث عن شيطان اسمه التريند.