رشدى الدقن يكتب: أقل من الطموح !
“أقل من الطموح” .. الجملة التى اختارتها الجزيرة الرياضية واسم دلعها “beIN SPORTS.”.. لتكون عنوانا على أول فشل لها فى مباراة افتتاح كأس العالم 2022 .. عنوان مهم قد يلخص البطولة من بدايتها لنهايتها .. الفريق القطرى واسم دلعه“العنابى” سجل أول خروج رسمى من البطولة التى تستضيفها قطر …وثانى فريق فىالعالم يخرج من دورى المجموعات ودولته هى البلد المضيف ..فلم يسبقه إلى هذا الإنجازسوى جنوب افريقيا عندما نظمت البطولة فى 2010 .
دعنا من جنسيات لاعبى قطر ..فكل مالها فى المونديال 4 لاعبين فقط يحملون جنسيتهاوالباقى جاء بالتجنيس فالمنتخب يضم أسماء من أصول مختلفة، لاعب خط الدفاع بيدروميغل من أصول برتغالية، بوعلام خوخي من أصول جزائرية، كريم بوضياف مولود فيفرنسا من أصول جزائرية، المعز علي من أصول سودانية، محمد مونتاري من أصل غاني،وبسام الراوي من مواليد مدينة بغداد.
وقبل انطلاق المونديال أعلن الإسباني فيليكس سانشيز مدرب المنتخب القطري الأول لكرةالقدم، القائمة النهائية التي ستخوض نهائيات كأس العالم . وهي قائمة تختلف عنالقائمة التي فازت بكأس آسيا 2019 ، بوجود 11 لاعبا جديدا لم يشاركوا في البطولةالقطرية .
استعدادات المنتخب القطري لم تكن منذ فترة قصيرة، بل بدأت قطر ببناء منتخب جديديغلب عليه عناصر الشباب، منذ إعلان فوزها بحق استضافة كأس العالم 2022. ومنذ عام2017 تم تعيين المدرب الإسباني فيليكس سانشيز مديرا فنيا للمنتخب القطري، سانشيزكان مدربا للشباب في نادي برشلونة.
أقل من الطموح .. هى الجملة الانسب أيضا لإفتتاح البطولة ..فالكل كان متوقع افتتاحيبهر العالم لكن الحقيقة جاءت مخيبة للىمال .. افتتاح غير مفهوم ..رأى فيه كثير منالنتابعين اهانة لكل العالم العربى ..بداية من اختيار مورجان فريمان الممثل الأمريكىالمتهم بالتحرش ومرورا بتقديم العربى اقل من الغربى فى الطول والثقافة فى مشهدسينمائى ضعيف … ونهاية بالزعم الغير دقيثق بأن البطولة هى بطولة كل العرب ولم نجدثقافة غير ثقافة البداوة .
بعيدا عن الإفتتاح فالواقع يقول أن ما يهم أي دولة تسعى لإقامة حدث عظيم مثل المونديالهو مدى الجدوى الاقتصادية منه، وهذا صار متعارف عليه في الاقتصاد الرياضي، ففيمونديال روسيا عام 2018 أنفقت الحكومة الروسية ما يعادل 13.2 مليار دولار في المقابلكانت إيراداتها تقدر بـ 13.5 مليار دولار أي أن أرباحها بلغت 300 مليون دولار تقريبا، أماأن تقيم قطر هذه الفعالية بتكلفة إجمالية فاقت 220 مليار دولار وهي الأعلى على الإطلاق– والرقم قابل للزيادة– فهذا دليل مهم على سوء إتخاذ القرار على الصعيد الاقتصادي.
كل ما سبق يوضح فداحة قرار إقامة هذا الحدث الأعظم في عالم كرة القدم في دولة قطر،وذلك أدى لإهدار تلك الأموال في سبيل ذكر أن قطر هي أول دولة في الشرق الأوسطوالوطن العربي قامت بإستضافة كأس العالم، وكان الأجدى لها إشراك دول الخليج لاقامةهذا الحدث الكوني والذي يفوق طاقة دول كبرى، ولها الاستفادة من تجربة كورياالجنوبية واليابان، ومؤخرا استضافة المكسيك وكندا وأمريكا لمونديال 2026، لتخرج قطروالمنطقة بتجربة أكثر ناجحة من التجربة الحالية.
الخسائر التى منيت بها قطر امتدت إلى مجموعة الملاعب التى بنتها او طورتها وتكلفتمليارات ويتسع بعضها لـ80 الف متفرج مع ان الثابت أن اضخم مبارة كرة قدم فى الدورىالقطرى لايحضرها أكثر من 3الاف نسمة وهو مايفتح الباب للتساؤل ..كيف ستعوض قطرهذه المليارات ..فملاعب كأس العالم 2022، هي واحدة من أكبر المرافق التي صرفت عليهاالدوحة وهى 8 استادات ، البعض منها جديد والبعض تم تطويره، وهي بالتحديد، ستادأحمد بن علي وستاد البيت وستاد الجنوب وستاد الثمامة وستاد المدينة التعليمية وستادخليفة الدولي وستاد لوسيل وأخيرًأ ستاد 974.
ستاد أحمد بن علي يعد واحداً من الملاعب التى تم تجديدها وتم بناءه فوق ملعب الريانبعد هدمه في 2015 بمنطقة أم الأفاعي بمدينة الريان ويتسع لـ 40 ألف متفرج…بتكلفةوصلت إلى 360 مليون دولار.
و يتسع ستاد البيت لـ 60 ألف متفرج، وقامت قطر بتشييد الملعب بتكلفة كبيرة بما يقربمن 847 مليون دولار، وهو الأعلى تكلفة بين ملاعب قطر 2022.
وستاد الجنوب أيضًا يعد واحد من الاستادات التي تم إنشاءها خصيصًا من أجلاستضافة مباريات كأس العالم ويستع لـ 40 ألف متفرج بتكلفة وصلت لما يقرب من 656 مليون دولار.
وستاد الثمامة ويتواجد بالعاصمة الدوحة، وتبلغ سعة مدرجاته 40 ألف متفرج، وتم بناءهذا الملعب بتكلفة تصل إلى ما يقرب من 342 مليون دولار.
وستاد المدينة التعليمية ويتسع لـ 40 الف متفرج.و تكلفة بناءه وصلت إلى 700 مليوندولار..وستاد خليفة الدولي..تم إضافة 12 ألف مقعد لمقاعده ليصل إتساع مدرجاته إلى 40 ألف متفرج بتكلفة وصلت إلى 374 مليون دولار.
وستاد لوسيل و يتسع لـ 80 ألف متفرج .. وتم تشييده بتكلفة تصل إلى 767 مليوندولار…واخيرا ستاد 974 ويتسع لـ 40 ألف متفرج ولم يتم تأكيد كم تكلفة بناء هذا الملعب.
اذا كانت هذه هى الخسائر فمن أكبر الرابحيم كم مونديال قطر 2022 … المفاجأة التىكشفتها التليجراف البريطانية أن حركة طالبان المستفيد الأكبر من البطولة فقد ذكرتصحيفة “التلغراف” نقلا عن مصادر، أن “حركة “طالبان” حققت الملايين من المونديال منخلال توفير معدات البناء لتشييد الملاعب في قطر“.
ونقلت “التلغراف” عن مصدر من مكتب طالبان بالدوحة قوله إن “كبار مسؤولي طالباناستخدموا رواتب مربحة مرتبطة بمحادثات السلام لشراء ومن ثم التعاقد من الباطن علىالآلات الثقيلة لبناء البنية التحتية للبطولة على مدى العقد الماضي“، إذ عاشت مجموعةكبيرة من قيادة طالبان في الدوحة، من عام 2013 فصاعدا، حيث شاركوا في محادثاتسلام طويلة الأمد مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وقال المصدر الذي عاش في الدوحة في العقد الذي سبقت سيطرة طالبان على أفغانستانعام 2021: “لقد استثمرت طالبان بشكل كبير في بناء كأس العالم، وكانت البطولة بمثابةبطة ذهبية..لقد دفعوا لهم الملايين“.
وأضاف: “كان لدى بعض أعضاء طالبان ما بين ست إلى عشر قطع من الآلات الثقيلة فيالدوحة ، وكانوا يكسبون ما يصل إلى 10000 جنيه إسترليني لكل آلة شهريا“.
كما وصف مصدران كبيران منفصلان في طالبان كيف تم منح المسؤولين بدلات مربحةللعيش في البلاد خلال مفاوضات السلام، والتي تم استثمارها بعد ذلك في آلات البناءالثقيلة، وفق الصحيفة.
وأوضحت التلغراف أنه “من المفهوم أن السلطات القطرية – بموافقة الولايات المتحدةوالأمم المتحدة – دفعت لأعضاء المكتب السياسي لطالبان في الدوحة راتباً شهريا قيمتهآلاف الجنيهات كجزء من الجهود المبذولة للمساعدة في تسهيل محادثات السلام معالغرب، وأنه تم تزويد المسؤولين الزائرين بسيارات دفع رباعي فاخرة ورعاية صحيةمجانية وتوصيلات طعام منتظمة“.
وذكرت “التلغراف” أن “الأموال تم دفعها نقدًا في البداية ثم تم تحويلها مباشرة إلىالحسابات المصرفية لمسؤولي طالبان، مما يجعل من الصعب على السلطات الأمريكيةوالقطرية تتبع الإنفاق“، فيما قال القطريون إن “المدفوعات الشهرية تمت مراقبتهابالتنسيق مع الولايات المتحدة، بما في ذلك إجمالي المبالغ وكيف وأين تم إنفاقها“.
في حين أنه ليس هناك ما يشير إلى ارتكاب مخالفات أو أي تورط في ترتيبات طالبانللبناء من قبل السلطات القطرية.
وزعمت مصادر متعددة، وفق “التلغراف“، أن الرجل الوسيط في طالبان الذي يعيش فيالدوحة، الحاج أحمد جان، وزير البترول والمناجم السابق في أفغانستان بين عامي 1996 و2001 ، أشرف على تأجير الآلات لشركات البناء المسؤولة عن بناء ملاعب كأس العالموالبنية التحتية“.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أفغاني سابق في الدوحة قوله: “لقد كان سرا في السفارةالأفغانية في الدوحة أن فريق مفاوضات طالبان والمكتب السياسي يتقاضون رواتب جيدةمن النظام القطري وأنهم استثمروا هذه الرواتب في معدات البناء لكأس العالم“.
وأفادت “التلغراف” بأن “شبكة حقاني التابعة لطالبان، كانت تجمع الأموال والتبرعات منالأفغان المقيمين في دول عربية أخرى، وتعدهم بأن الأموال ستُستثمر في مشاريع مونديالقطر“، حيث “تثير صلات طالبان المزعومة ببناء كأس العالم، رغم أنها ليست غير لائقة أوغير قانونية، المزيد من الأسئلة حول البطولة التي تتورط فيها مزاعم الجدل وسوءالمعاملة“.
الخلاصة البطولة فعلا تستحق العنوان الأبرز التى استخدمته الوحة نفسها …أقل منالطموح .!