مقالات الرأى

حسن الشايب يكتب: حكايتي مع تدخين الشيشة !

0:00

خدعوك فقالوا إن التدخين إدمان لا يمكن الإقلاع عنه !، وخدعوك أكثر فقالوا إن تدخين الشيشة أكثر أمانًا من تدخين السجائر.
كثيرا ما كنت أسأل نفسي: لماذا يصرُّ المدخن على التدخين وهو يعلم يقينا إنه لا نجاة من آثاره المدمرة والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة؟ ، وكيف له أن يصبح أسيرا للسيجارة أو الشيشة وهو يطالع بأم عينيه عبارات التحذير من الإصابة بسرطان الرئة على علبة السجائر نفسها دون أدني اهتمام أو تفكير في المصير الذي ينتظره آجلا كان أو عاجلا؟!
كيف للمدخِّن مواصلة حفر قبره بيده، وهو يقرأ ويشاهد بين فترة وأخرى التقارير التي تقول إن أكثر من 8 ملايين شخص حول العالم يموتون سنويا بسبب استخدام التبغ حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، والذي يفوق عدد الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة والتي بلغت حوالي 6.7 ملايين نسمة (إحصاء لوكالة رويترز للأنباء نشره موقع الجزيرة نت).
لا أخفيكم سرا، إنني وحتى سنوات قليلة مضت، كنت واحدا من مدخِّني الشيشة (الأرجيلة)، التي اعتدت عليها في أوقات الإجازات وبصحبة الأصدقاء، وكنت أعتقد أو أتوهَّم إن ضررها أقل كثيرا من تدخين السيجارة، وكنت أخدع نفسي أيضا بأن تدخين شيشة الفواكه مثل التفاح والعنب والخوخ وغيرها، أقل ضررا من المعسّل، ولم أفكر أو أتوقف أمام التقارير التي تقول إن تبغ الشيشة ليس أقل سُميَّة من الموجود بالسجائر، بل على العكس يستنشق مدخن الشيشة في جلسة واحدة قد تستمر ساعة، ما يعادل تدخين مائة سيجارة !.
ورويدا رويدا، أصبح تدخين الشيشة عادة يومية تلازمني،لدرجــة إنني اعتدتُ إنجـاز أعمالي ومبسم الشيشة لا يفارق فمي، دون مبالاة أو اكتراث لأصوات استغاثة من رئتيْ أو قلبي الذي كان يئنّ وتتسارع دقَّاته مع أقل جهد بدني أقوم به، وقد نتج عن ذلك إصابة إحدى الرئتين ببعض الالتهابات التي دقت ناقوس الخطر، ولكنها لم تكن كافية للتوقف نهائيا عن هذه العادة البغيضة، طالما يتم التوقف لفترة وأخذ بعض العلاج الذي يخفف أعراض التدخين، ثم بعد فترة تعود ريمة لعادتها القديمة !.
ولأن الآثار الضارة للتدخين لا تقتصر على أمراض الجهاز التنفسي فحسب، وجدتُ نفسي فجأة عضوا بنادي ضغط الدم المرتفع .. وتلك كانت نقطة تحول كبرى في حياتي ..!.
زر الذهاب إلى الأعلى