مقالات الرأى

انس الوجود رضوان تكتب: نداء لوزير الثقافة: برجاء تكريم المبدعين على طريقة اشرف زكي

0:00

حين زرت الشاعر والناقد الكبير محمد فريد ابو سعده، انتابتني مشاعر متناقضة يصعب وصفها. فرحة غامرة أن ألتقي قامة أدبية بهذا الحجم، اعرفه منذ طفولتى ،وحزن عميق يأكل القلب حين رأيت هذا المبدع الكبير، صاحب التجربة الشعرية والنقدية الثرية والمكانة الرفيعة، يختتم سنوات عطائه في دار للمسنين. تساءلت: هل هذه هي نهاية الرحلة لمن أناروا لنا الطريق بالكلمات؟ لمن عبروا بنا أزمنة من الألم والحلم والأمل؟

وسط هذا المشهد، تذكرت ما فعله الفنان القدير الدكتور أشرف زكي، حين حول دار الضيافة الخاصة بنقابة المهن التمثيلية إلى مكان يليق بالفنانين الكبار، لم يكن مجرد مبنى حديث أو تجهيزات راقية، بل كان انعكاساً لإيمان عميق بأن الفنان قيمة لا تُنسى، وأن الكرامة في شيخوختهم ليست ترفاً، بل حق أصيل.

لقد رفع الدكتور أشرف زكي السقف عالياً، وقدم نموذجاً عملياً يُحتذى به في كيفية رد الجميل لمن أعطوا، وساهموا في بناء وجدان المجتمع

من هنا، أجدها فرصة لأطلق نداءً لوزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، و لكل مسؤول عن الشأن الثقافي في مصر:

ألا يستحق مبدعونا دار ضيافة تليق بهم؟ ألا يحق لهم أن يجدوا في آخر العمر يداً تمتد إليهم بالعرفان، لا بالشفقة؟ إن رعاية المبدعين ليست مجاملة، بل هي رسالة حضارية تعكس تقديرالوطن لأبنائه الحقيقيين.

أدعو الدكتور أشرف زكي أن ينظر في أمر الشاعر فريد أبو سعدة، وأن يكون له نصيب في هذه الدار الراقية، كما أدعو الوزارة إلى تعميم هذه التجربة، وإطلاق مشروع قومي بعنوان: “دار المبدعين”، يضم تحت سقفه كل من أعطى بإخلاص، في صمت أو ضوء.

المبدعون لا يطلبون سوى الإحترام، ونحن لاننساهم .

زر الذهاب إلى الأعلى