مقالات الرأى

رثاء للإعلامية الكبيرة مرفت سلامة.. قلب نَقِي ورحلة عطاء لا تنتهي بقلم :أنس الوجود رضوان

0:00

رحلت الإعلامية القديرة مرفت سلامة تاركة خلفها بصمة إنسانية ومهنية لا تُمحى، وذكريات دافئة تعيش في قلوب كل من عرفها أو عمل معها. فمنذ بداياتها في التليفزيون المصري، صنعت لنفسها مكانة خاصة، ليس فقط بما قدمت من برامج متميزة في المسرح والثقافة، بل بشخصيتها الراقية التي جمعت بين الإحترام، والحنان، والصدق، والإخلاص.

كنتُ أتذكرها دائماً وهي تتعامل مع الجميع بروح الأسرة
إمرأة تحمل قلباً صافياً لا يعرف الخُبث، وتدخل أي مكان بنقاء يترك أثراً طيباً لم تكن مجرد إعلامية؛ كانت نموذجاً لتهذيب النفس ورقي التعامل، حتى أطلقتُ عليها كما كنت أحب أن أمزح معها “طبيبة الإعلام النفسية”.

تدرّجت مرفت سلامة في المناصب داخل ماسبيرو حتى وصلت إلى رئاسة القناة الفضائية المصرية، وقد تركت خلالها أفكاراً وبرامج لها قيمة ورؤية. كان مكتبها مفتوحاً للجميع، مليئاً بخيرات الله وكرمها اللامحدود، تستقبل كل من يحتاجها بإبتسامة محبة لا تنطفئ.

وعلى الرغم من وصولها إلى منصب نائب رئيس التليفزيون، لم تغيرها المناصب ولم تُبعدها عن الناس. بقيت قريبة من الجميع، تمنح الود، وتُحسن الإصغاء، وتحافظ على علاقات إنسانية صادقة قل أن تتكرر.
وحين أُحيلت إلى المعاش، لم يتغير شيء
كنت دائمًا على تواصل معها، نتحدث تليفونياً ونتبادل الضحكات ونسترجع أجمل الذكريات. كانت تسكن بالقرب منى، كنت ازورها على فترات متباعدة ، وجودها يمنح القلب راحة لا توصف
ولم يتوقف عطاؤها عند العمل الإعلامي، فقد أهدت مكتبة زوجها الكاتب الكبير دكتورفوزي فهمي إلى أكاديمية الفنون التي أسهم في تأسيسها، في مبادرة تعكس تقديرها للعلم والثقافة، وألهمتني أن أهدي بدوري مكتبة زوجي الكاتب صبري موسى لإحدى الجامعات ليستفيد بها الشباب.
رحل الجسد، لكن حبها باقى في قلبي.
تركت إرثاً من الطيبة والوفاء والعمل النزيه، وإشراقة ستظل تضيء كل من عرفها.
سلام لروحها الطيبة
وسيبقى ذكرها الجميل حياً لا يغيب.

زر الذهاب إلى الأعلى