حازم البهواشي يكتب: الحل إيه؟!

فوازير الشارع المصري كثيرة، والحلول معروفة لكن لا أدري لماذا لا تُنفذ؟! فمثلًا: هذا شخصٌ يضع كتلةً خرسانيةً أمام الرصيف عند محله حتى لا تقفَ أيُّ سيارة، على اعتبار أن هذا (باب رزق)، _ وهو كذلك بالفعل، بارك الله في الأرزاق _ لكنَّ الشارعَ ليس ملكًا لك تتصرفُ فيه كيف تشاء، وركنةَ السيارة لن تمنع الرزق!!
وهذا آخرُ يُغلق جزءًا من الشارع بحديدتين وجنزير وقُفل (دون أن يكون مستأجرًا رسميًّا للمكان من الحي) حتى لا يقومَ غيرُه بركن سيارته في هذا المكان فيظل حصريًّا لسيارته دون وجه حق، وطبعًا يتم هذا برعايةٍ رسمية من السيد البوّاب _ حفِظه الله ورعاه _ الذي يقوم في أحايينَ كثيرة بعمل مشروع تجاري لركن السيارات أمام منطقةِ نفوذه!!
فزورة أخرى: أحد الكباري اتجاه واحد، أصبحت السيارات فضلًا عن (التكاتك والموتوسيكلات) تستخدمه في الاتجاهين، وهو كوبري له منحنى مما يَزيد من الخطر، وأيضًا الشارع الموجود به اتجاهٌ واحد، لكنه أصبح عَنوةً اتجاهين!!! كذلك أصبح أسفلُ هذا الكوبري موطنًا رسميًّا للنباشين وشاربي المخدِّرات، ومطلعُه (أقصِدُ المطلعَ الرسميَّ الذي أُنشِأ على أنه مطلع، وليس مَنْزِلُهُ الذي أصبحَ مطلعًا) موطنًا رسميًّا لإلقاء المخلفاتِ الثقيلة الناتجة عن تجهيز الشقق!! ويقوم الحيُّ كل فترة برفع كل هذه المخلفات التي تعود مرة أخرى، وكأن شيئًا لم يحدث!!
فزورةُ السايس أو مالكِ الشارع والمتحكم فيه لا تزال مستمرةً كعرض سينمائي لا ينتهي؛ فهو يحقق لصاحبِ السينما (السايس) مكاسبَ كثيرة، أما المتفرج (المواطن) _ والمفترض أنه بطلُ العرض _ فيخسر كثيرًا، وأحيانًا إذا توقفَ في شارعٍ طويل لقضاءِ مصالحَ متعددة، يُضْطَرُّ لدفع المعلوم ثلاثَ مرات؛ إذ يَخرج له مَن يدَّعي أنه سايس من تحت الأرض حتى وإن كان قد ركن صفًّا ثانيًّا!! وساعتَها (يا الدفع يا الشتيمة وقلة القيمة)!!
والفزورة الأخيرة هي فزورةُ الاستياء ممن تعطلتْ سيارتُه في الشارع، ويحاول جاهدًا أن يُنَحِّيَها جانبًا بعيدًا عن نهر الطريق، وربما يكون وحدَه دون مساعدة، فينال من النظرات و (الكلاكسات) والعصبية والسباب والشتائم ما يجعله يكره حياتَه لا يومه!! فلماذا كل هذا؟! وأين الرفق بالناس والتماس الأعذار؟!
تلك فوازيرُ حلُّها بسيطٌ معروف، لكن (وأنا ما لي؟! هو أنا اللي هصلح الكون؟! ما أخلليني في نفسي، وما ليش دعوة بحد)؟!!! والكلامُ الأخير فزورةٌ أخرى، ولكن احذرْ يا صديقي أن تكونَ مثلَ جُحا (الراجل المسخرة ده) على حد وصف شخصية رجل الأعمال (فهمي الكاشف) التي قام بتجسيدها الفنان “فريد شوقي” في فيلم (الغول) بطولة (عادل إمام ونيللي)!!! هذا الرجل المسخرة بعد ما قال: (وأنا ما لي) تحوّل عند (فهمي الكاشف) إلى رجلٍ حكيم، لكن (الأناماليَّة) كلفته كثيرًا !!!










