أحمد فرغلي رضوان يكتب : غسيل التيك توك أكثر..سواداً

لم تحظى منصة تواصل اجتماعي بجدل سلبي مثلما حظيت منصة تيك توك الشهيرة والتي أصبحت خلال سنوات قليلة ملء السمع والبصر مع أكثر من مليار مشترك حول العالم!
ولكن للأسف المحتوي السيئ هو الغالب على تلك المنصة بسبب سياسات تيك توك للحصول على أرباح مالية عكس باقي المنصات فهي تعتمد على منح هدايا مباشرة “تحول لنقود” من المتابعين لو أعجبهم المحتوي أيا كان !! وهو في الغالب يكون سباق في التفاهة والأكثر غرابة والأكثر سماجة وقبحا!
في المقابل هناك عدد من المستخدمين يقدمون محتوى ثقافي أو ترفيهي جيد وغير مسيء وكذلك عدد من الفنانين والمشاهير يستخدموه للترفيه وبث فيديوهات من أعمالهم .
ولكن اللافت من برز في استخدام هذا التطبيق وأصبح لهم متابعين بالملايين هم أشخاص مجهولين أصبحوا من المشاهير في شهور معدودة بفضل هذا التطبيق الواسع الانتشار ! وأصبح التربح السريع جدا والأموال الكثيرة التي يربحها هؤلاء المجهولين مصدرا لكي يسيل “لعاب” الكثيرين من المستخدمين وأصبحت المنصة مباراة مشتعلة بين المستخدمين في المحتوي الأكثر تفاهة بما إن ذلك هو الجواد الرابح وهنا شاهدنا عبر هذا التطبيق العجب العجاب أغلبه كان مسيء جدا أخلاقيا واجتماعيا وفضائح لا حصر لها يتم بثها من البعض !
وربما ساعد على انتشارهم وشهرتهم السريعة بين الجمهور استخدام عدد من النجوم والنجمات لفيديوهات هؤلاء المجهولين واعادة تقديمها مرة أخرى حتى لو كان بغرض السخرية والكوميديا ولكنه زاد من شهرة هؤلاء.
وفجأة وبدون سابق إنذار وجدنا الشرطة تلقي القبض على عدد من مشاهير التيك توك بعضهم للأسف أصبح يعامل مثل نجوم المجتمع ويتم دعوته في مناسبات فنية!!
وبالفعل تم إحالة بعض مشاهير التيك توك للنيابة واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم ولاتزال أوراق القضية لم تغلق بعد وتكشف أن هناك مافيا “خفية” تدير هؤلاء المجهولين بغرض “غسيل الأموال” وأشياء أخرى! خاصة وإن أرباح البعض في فترة وجيزة تجاوزت عشرات الملايين ! هناك لعبة خفية تتم بين من يديرون هؤلاء المجهولين من وكالات وبين من يقومون بتقديم الهدايا المالية لهم خلال سباقات البث المباشر.
هوس الشهرة الذي تحقق من خلال هذا التطبيق جعله حلم للجميع فتجد حسابات ومحتوى لجميع المستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية ! بالتأكيد هذا بسبب نجاحه في التأثير على الجمهور خاصة ما هم دون العشرين عاما.
هو تحول في ثقافة المجتمع المصري بشكل لافت تحول للأسوأ بسبب التعليم والأسرة في المقام الأول وأيضا للظروف الاقتصادية.
أخيرا خطر تيك توك النفسي تحدثت عنه دراسات كثيرة خاصة الاستخدام المفرط للتطبيق يؤثر على فقدان المهارات التحليلية وتراجع القدرة على تشكيل الذاكرة والتفكير السياقي ، وتدهور مهارات المحادثة، وتراجع القدرة على التعاطف، وزيادة مستويات القلق.
يجب أن تكون هناك توعية في المدارس وكذلك الآسرة من مساويء تلك التطبيقات عموما.
وننتظر من منصة تيك توك أن تواصل مراجعتها للمحتوى المسيء الذي يتم تقديمه من خلال المستخدمين في مصر .