مقالات الرأى

هند الضاوي صوت الإعلام الذي لا يساوم بقلم : أنس الوجود رضوان

0:00

في زمن بات فيه الإلتباس سيد الموقف، وتداخلت فيه الحقائق بالشائعات، يبرز بعض الإعلاميين كنقاط ضوء نادرة، تذكّرنا بجوهر الرسالة الإعلامية، وبقيمة الكلمة حين تقال في وجه الزيف.
ومن بين هؤلاء، سطعت الإعلامية هند الضاوي، لتمنح الإعلام العربي لحظة نادرة من الشموخ، وموقفاً يُسجل في صفحات المهنية والشرف الوطني
في مواجهة مباشرة على الهواء مع الإسرائيلي إيدي كوهين، لم تكن هند تُدافع عن رأي، بل عن كرامة وطن، وعن تاريخ أمة، وعن ثوابت لا يمكن المساومة عليها، ردها لم يكن مجرد رأي إعلامي، بل بيان عز صادر من قلب واعي، ولسان ناطق بالحق، حين قالت:

> “السيدة في مصر كانت ملكة، أما إسرائيل فهي كيان مصطنع في الشرق الأوسط، ينطبق عليه المثل الشعبي المصري: عويل ولسانه طويل.”

بهذا التعبير الشعبي العميق، اختصرت الضاوي موقفاً تاريخيًا، وعرّت خطابًا دعائياً اعتاد على إختراق الشاشات دون مقاومة تُذكر،و لكنها لم تكتفِ بالكلمات، بل فرضت حضوراً وطنياً يُحتذى به، جمعت فيه بين حكمة الصمت وقوة الرد
ما قامت به لم يكن رد فعل لحظي، بل نتاج وعي معرفي ووطني، واستشعار بالمسؤولية المهنية أمام ملايين المشاهدين. وهنا تكمن القيمة: حين يرتقي الإعلامي بمهنته من مجرد ناقل للخبر، إلى صوت ضمير الأمة.
إننا لا نكتفي بالإشادة، بل نرفع نداءً صادقاً بأن تُكرّم هند الضاوي رسمياً، وأن يُدرس هذا الموقف في معاهد الإعلام، ليكون نموذجاً على أن الشجاعة لا تتجلى فقط في ساحات القتال، بل أيضاً على الشاشات، حين تُقال الكلمة في لحظة فارقة، فتقلب الموازين وتُعيد للناس ثقتهم في الإعلام.

تحية تقدير واحترام،
لهند الضاوي
الإعلامية التي قالت: لا.
فأحدثت نعم كبرى في نفوسنا جميعاً.

زر الذهاب إلى الأعلى