عبد المعطى أحمد يكتب: شفرة سيناء!

نسيناها طويلا, وقصرنا فى حقها جملة وتفصيلا, وتحسرنا على ثرواتها بكرة وأصيلا.
مررنا عليها مرور العابرين, وسلكنا تجاهها سلوك السائحين الزائرين, لاسلوك المواطنين المقيمين.
ولن نتمكن من حل رموز سيناء, وفك شفرتها, إلا إذا أقمنا بها وتجولنا بين ربوعها, وصعدنا جبالها, وهبطنا إلى وديانها, وحفرنا أرضها, استخرج منها قدماء المصريين النحاس والفيروز والرخام.
وسيناء هى أرض الخير والمستقبل, فيها الأرض الصالحة للزراعة, وفيها البترول فى عسل وسدر ورأس طارق وفيران وبلاعيم وأبو رديس, وفيها المنجنيزفى أم بجمة, وفيها الغاز الطبيعى, وفيها الرخام والجرانيت فى الجنوب, والرمال البيضاء فى الشمال, والأسماك فى بحيرة البردويل بالسواحل الممتدة على البحرين الأحمر والأبيض.
وسيناء شبه جزيرة تمثل ملتقى قارتى آسيا وأفريقيا, تحدها من الغرب قناة السويس ومن الشرق حدود فلسطين, وهى عبارة عن مثلث قاعدته ساحل البحر المتوسط, وقمته رأس محمد على البحر الأحمر, عند ملتقى خليجى السويس والعقبة.
تنقسم سيناء حاليا إلى محافظتين شمال سيناء وعاصمتها العريش, وجنوب سيناء وعاصمتها مدينة الطور “طور سيناء”.
وتتدرج تضاريس شبه جزيرة سيناء بين سلسلة من الجبال الجراتينية الصلبة فى الجنوب, وهضبة من الحجر الجيرى فى الوسط, وسهل رملى ساحلى فى الشمال يتصل بسهول فلسطين, وأشهر وديان شمال سيناء وادى العريش الذى تجود فيه زراعة النخيل والزيتون, وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء حوالى 60 ألف كيلومتر مربع ويبلغ عدد السكان فى المحافظة الشمالية والجنوبية نحومليون نسمة على أكثر تقدير, فى حين أنها يمكن أن تستوعب 6ملايين نسمة, وهى نسبة ضئيلة جدا بالقياس إلى المناطق المزدحمة فى القاهرة والجيزة وغيرهما.
وتضم سيناء مجموعة من الواحات الصغيرة منها نخل وبير حسنة, والتعيمة, وأبى عجيلة, وأشهر جبال سيناء جبال كاترينا, ويبلغ ارتفاعه2637مترا.
وإسم سيناء مشتق من القمر, ومعناها”أرض القمر”, ومن الأسماء التى تطلق عليها “أرض الفيروز”, وتستطيع أن تطلق عليها أيضا أرض الخير الواعدة, أو أرض المستقبل.
فى هذا العام يمر45 عاما على انسحاب إسرائيل من سيناء فى 25 أبريل 1982, و36 عاما على رجوع طابا إلى الوطن الأم, ورفع العلم المصرى عليها فى 19مارس 1989.
بذلنا جهودا لابأس بها فى السنوات الماضية لإعمار سيناء خاصة فى مجال السياحة, ولتكن حركتنا فى السنوات المقبلة فى اتجاه فك شفرة سيناء, ومعرفة أسرارها واستغلال ثرواتها, ولن يتحقق ذلك إلا من خلال سلوك المواطنين لاسلوك العابرين الزائرين.
تسيطر الحيرة إذا مافكر المرء فى الكتابة عن العملاق الذى لم يعتل “عرش زينب”فحسب, بل تربع على عروش قلوب الجميع, سافر المرء بأحلامه معه فى “خريف” لم يخل من “السمان”, نجح بجدارة فى أن يأسر” العائلة” بحكمته وفلسفته, ولما” التعلب فات” كان” عصفور النار” يحلق بعيدا بجسارة يحسد عليها. هو محمود مرسى(1923-2004) أو “دون كيشوت العصر” عبقرى الدراما بلا منازع” الرجل الصح فى الزمن الغلط” هو”أبو العلا البشرى” الفنان الذى ارتبطت الشاشة الرمضانية بإسمه. الثابت الوحيد أمام الراغب فى استعادة ذكرى وفاته التى تحل اليوم 24 أبريل أنه لم يكن يؤدى فحسب دور “أبو العلا البشرى” الذى كان يحارب طواحين الفساد التى تلتف بأذرعها الأخطبوطية حول مستقبل أجيال متتالية, لأن محمود مرسى وأبو العلا وجهان لعملة واحدة, فإذا كان نبل ووطنية البشرى قد ألقيا به فى تهلكة السجون والملاحقات, فمحمود مرسى هو الطالب الذى سافر إلى فرنسا ليدرس الإخراج السينمائى, وعندما نفدت أمواله بعد أن أمضى فى باريس 5سنوات حصل على وظيفة مذيع فى القسم العربى بالإذاعة الفرنسية, وماكاد يستقر بها, وينظم وقته بين العمل والدراسة, حتى فوجىء بأن عليه مغادرة باريس مطرودا, عندما قررت السلطات الفرنسية الانتقام لقرار الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس, ومن باريس إلى لندن, كانت محطته التالية عندما التحق بالقسم العربى بهيئة الاذاعة البريطانية”بى. بى.سى”, وبعد سبعة شهور من تعيينه استقال على الهواء إثر وقوع العدوان الثلاثى الغاشم على مصر.عاد محمود مرسى لتبدأ رحلته فى الإذاعة المصرية ومنها إلى عالم الفن والتمثيل ليصبح واحدا من أهم نجوم الدراما فى مصر, فقدم بوجهه المعبر الشر بطريقة غير تقليدية, مكتفيا بوقع نظرات عينيه.
عن عمر يناهز 90 عاما رحلت يوم 24 أبريل 2021أستاذة التأليف والتحليل الموسيقى الدكتورة عواطف عبد الكريم أحد أهم الأكاديميين والمربين فى مجال الموسيقى الأكاديمية فى مصر والشرق الأوسط, وتربى على يديها أجيال من الباحثين والدارسين المحترفين فى مجال الموسيقى الكلاسيكية والأكاديمية, وكانت من بين رواد التأليف الموسيقى فى مصر والعالم العربى, وقد لاقت مؤلفاتها فى مسرح العرائس ومسرح الجيب نجاحا كبيرا, حيث عملت مع سعد الدين وهبة, ويوسف إدريس.كما قامت بتأليف مجموعة كبيرة من موسيقى المسلسلات وبرامج وفواصل إذاعية إلى جانب مؤلفاتها لآلة البيانو, ومن بينها ألبوم” العازف الصغير” للأطفال والذى عزفته وتعزفه أجيال من الدارسين لهذه الآلة, وكانت عواطف عبد الكريم أول سيدة مصرية درست الموسيقى دراسة أكاديمية محترفة فى واحدة من أكبر المؤسسات التعليمية فى العالم, وهو كونسير فاتوارسالزبورج”موتسارتيوم”, وشاركت فى إنشاء قسم التأليف والنظريات بالمعهد العالى للموسيقى” الكونسيرفاتوار” التابع لأكاديمية الفنون المصرية, وظلت لسنوات طويلة أحد أعمدته, وشغلت منصب مقرر لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه التابعة للمجلس الأعلى للثقافة, وكانت رئيسة تحرير مجلة “آفاق” الصادرة عن اللجنة, وأسست قسم الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى, وقامت بالتدريس فيه, وشغلت منصب عميد كلية التربية الموسيقية جامعة حلوات. كما شاركت فى إصدار أول موسوعة للمصطلحات الموسيقية الغربية المترجمة إلى اللغة العربية.
يقول الجاحظ عن القراءة ومطالعة المفيد من الكتب:”القراءة هى عقل غيرك تضيفه إلى عقلك”.