أنس الوجود رضوان تكتب: سيناء رحلة الوجود التى باركها الله

عندما وضعت قدمي على أرض الفيروز لم يكن مجرد وصول، بل لحظة امتزج فيها الواقع بالتاريخ، والحاضر بالمجد،أحسست أنني لا أسير على الرمال، بل على أرضٍ باركها الله وارتوت بدماء الأطهار رأيت أمامي الشهيد البطل أحمد منسي، ورفاقه من شهداء الوطن، وجوههم النبيلة ترتسم في الأفق، تلوح لنا من بعيد، تبتسم بفخر، وكأنهم يقولون: “نحن هنا ،لم نغِب
في كل خطوة شعرت بثقل الواجب، وعظمة التضحية. هنا لا تنبت الأشجار فقط،بل تنبت الحكايات والبطولات في صمت الجبال، وفي سكون الرمال، تتردد أصداء معارك خُضن بشرف، وسُطرت بدماء الرجال
أرض الفيروز ليست مجرد مكان، إنها ذاكرة وطن، ومقبرة للغزاة، ومهد للأبطال. فيها تشعر أن الروح تطهر، وأنك تقف على أطهر بقاع الوطن، محروسة بالسماء، ومصونة بدماء من عشقوا ترابها حتى الشهادة
وتحتفل “أرض الفيروز”، بعيدها القومي في ذكرى تحرير مدينة العريش من الاحتلال الإسرائيلي في 25 أبريل، وهو يوم له مكانة خاصة في قلوب المصريين عامة وأبناء سيناء خاصة، حيث يمثل تجسيداً للصمود والتضحية والإنتماء الوطني العميق
سيناء، تلك البقعة المقدسة التي شهدت مرور الأنبياء واحتضنت الوحي، كانت دومًا في قلب الأحداث، ساحة للصراع، ومسرحاً للإنتصارات، ومدينة العريش، عاصمة شمال سيناء، كانت ولا تزال رمزًا للصمود والعزة، فهي أول مدينة مصرية تم تحريرها على يد قواتنا المسلحة الباسلة خلال معارك الكرامة في حرب الاستنزاف تمهيداً لنصر أكتوبر المجيد
العريش محمية بالرب وجيشها،فهى ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للحصانة الإلهية والوطنية، حيث اجتمع فيها الدعم الإلهي مع القوة العسكرية المصرية التي سطرت ملاحم بطولية، ومع كل تحدى ، كانت العريش تقف شامخة، محاطة بحب الله، وحامية بسواعد أبطال القوات المسلحة والشرطة المصرية، الذين قدموا دماءهم فداءً لأرض الفيروز
الإحتفالات تعكس روح الانتصار
تتزين شوارع العريش ومدن شمال سيناء بالأعلام المصرية وتُقام العروض الفنية احتفالًا بهذه الذكرى الغالية، ووضعت وزارة الثقافة برنامجاً خاصاً يتضمن ندوات وعروض للفنون الشعبية ومؤتمرات لتعريف قيمة سيناء التاريخية كجزء أصيل للوطن
كما يتم تكريم أسر الشهداء والمصابين، وإطلاق مشروعات تنموية جديدة تؤكد على استمرار جهود التنمية وإعادة الإعمار في سيناء، وتوجيه رسالة واضحة أن أرضها ستظل في قلب الوطن ومصدر فخر لكل المصريين
شهدت سيناء نهضة تنموية كبرى في مجالات البنية التحتية، والإسكان، والتعليم، والصحة، والزراعة، مما يعكس إهتمام الدولة بتحويل سيناء إلى مركز جذب اقتصادي واستثماري، إلى جانب دورها الاستراتيجي والأمني
يبقى عيد تحرير العريش شاهداً على الإرادة المصرية التي لا تلين، وعلى أرض الفيروز التي رغم الألم تثمر أملاً ،إنها الأرض التي باركها الله، ويحرسها رجال أوفياء، جعلوا منها قلعة شامخة في وجه كل معتدى، وعلامة مضيئة في سجل التاريخ المصري.