مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: بعد 55 عاما على مذبحة بحر البقر

0:00

قبل 55 عاما وبالتحديد يوم 8أبريل عام 1970 كانت قرية بحر البقر مركز الحسينية بالشرقية كحال معظم القرى فى ريف مصر أنذاك, قرية بسيطة يستشعر أبناؤها أجواء الحرب ويتبادلون أخبارها وكل مايلتقطونه من أنباء تصل مسامعهم, ولم يكن أحد منهم يتوقع أن يدخلوا التاريخ, ويحفروا إسم بلدتهم بحروف من دماء بعد أن أصبحت هدفا لعدوان غاشم راح ضحيته 30 طفلا, بينما أصيب 50 آخرون من زملائهم والمعلمين وأبناء القرية المنكوبة, حيث استباحت طائرات العدو مقرا للمدرسة الابتدائية وأطلقت قذائفها عليها, لتقتنص عشرات الأرواح من الأطفال والكبار كشاهد على البربرية الصهيونية التى بقيت ذكراها عالقة فى نفوس أبناء القرية, رغم مرورعشرات السنين.
كان يوم 8أبريل 1970 يوما غير عادى فى تاريخ محافظة الشرقية, حيث كان هناك احتفال ضخم بمدينة الزقازيق احتفاء بإنشاء كلية الزراعة, تلك الكلية الوليدة التابعة لجامعة عين شمس وسط حضور عددكبير من الشخصيات, وفجأة حدث مالم يكن فى الحسبان, همسات مباغتة من شخص مسئول للمحافظ بوقوع حادث جلل أثار انزعاجه, واستدعى تحركه وخروجه فى الحال, مااسترعى انتباه وفضول الصحفيين وتحركهم خلفه, ليدركوا هول ماوقع, فقوات العدو استهدفت مدرسة للأطفال بإحدى قرى مركز الحسينية, فقد ضربت طائرات الفانتوم الاسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية بمركز الحسينية, فيما وصفت وقتها بأكبر مجزرة فى تاريخ العدو الصهيونى حاصدة عددا كبيرا من الأرواح ليلحقوا بصفوف الشهداء.
وبحر البقرإسم واحد تحمله عشرات القرى بالمركزمن1 وحتى 27 نسبة لإسم المصرف الشهير الذى يمر بها ويشطرها نصفين, لكن بحر البقر مسرح الجريمة النكراء هى بحر البقر2 لها وحدة محلية مستقلة, ومثلها مثل أغلب القرى الريفية التى تعتمد على الزراعة دون أن يميزها أى شىء آخر سوى أنها بلدة المجزرة التى بقيت أثارها تنحصر داخل بضعة أمتار فى مدخل القرية محل المدرسة القديمة.
كانت المدرسة تتكون من طابق واحد فقط, يضم ثلاثة فصول بها 150 طفلا قبل أن تتحول إلى كومة من الأنقاض, بعدما قصفت خمس طائرات حربية تابعة للجيش الإسرائيلى المدرسة فى نحو الساعة التاسعة من صباح اليوم المشئوم, ضمن تصعيد الغارات الاسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز, وكان الصوت رهيبا قويا للغاية وقريبا على غير المعتاد, ما أثار هلع الصغار, وفجأة حدث انفجارضخم هز القرية كلها.
ورغم توافد بعض من المنظمات والشخصيات على القرية بين الحين والآخر لتفقد آثار المذبحة على القرية, فإنها مازالت تعانى الإهمال والتجاهل إلا من زيارات سنوية فى ذكرى الحادث, وحتى المدرسة التى تهدمت بفعل الارهاب اللعين مازالت مساحة خالية إلا من عمود رخامى, تم تشييده كنصب تذكارى, دونت عليه أسماء التلاميذ من الشهداء, وهو محاط بسياج حديدى ليترحم عليهم كل من يتردد عابرا الطريق, دون أن تتحول منطقة الحادث لمتحف أومزار تاريخى, بينما تم نقل آثار ومتعلقات الضحايا من ملابس دامية وحقائب وكراسات وألعاب إلى قاعة مغلقة كمتحف بمقر المدرسة الجديد التى حملت الاسم نفسه.
إننى وبهذه المناسبة أطالب ومعى أهالى قرية بحر البقر بنقل المتحف من داخل المدرسة الجديدة إلى مكان آخر, ليكون متاحا أمام الجميع للزيارة طوال أيام الأسبوع, وليس خلال أيام الدراسة فقط, مع وضعه والمنطقة على خريطة المزارات كحال الكثير من دول العالم التى عانت ويلات الحروب, ليظل محط الأنظار شاهدا على تلك الوحشية والهمجية, وتصوير فيلم عن المذبحة بعدة لغات, لتعريف العالم بما عانته مصر خلال تلك الفترة العصيبة وقدرتها على تخطى الصعاب وتجاوزها.
ثبت يقينا, أنه لاأمن ولاأمان ولاسلام بدون قوة تحميه, وأنه لاولاية للدول الضعيفة أو المستضعفة فى الدفاع عن مصالحها ومقدراتها, وأن مصر التى تعهدها الله عز وجل بالحماية والأمن”أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين” ليست فقط درعا لحماية مصالحها ومقدراتها وأمنها, وإنما صارت رضى من رضى, ورفض من رفض, حصنا وأمنا ودرعا وقوة لحماية الأمن القومى العربى من المحيط إلى الخليج.
فى تصريح أثار ضجة بالولايات المتحدة الأمريكية قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب: إنه “لايمزح” بشأن سعيه لشغل فترة ولاية رئاسية ثالثة, فى إشارة على أنه يفكر فى سبل لتجاوز حاجز دستورى يمنعه من الاستمرار فى قيادة البلاد بعد انتهاء فترة ولايته الثانية فى أوائل عام 2029, موضحا أن هناك طرق يمكن من خلالها القيام بذلك, وذكرت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية أن ترامب يمكنه البقاء لولاية ثالثة أو حتى رابعة حتى عام 2037 عندما يبلغ من العمر 90 عاما بسبب التعديل رقم 22 فى الدستور الأمريكى الذى يمكن من خلاله تخطى الحظر على انتخاب مرشح لمنصب الرئاسة لأكثر من فترتين متتاليتين, والمعروف أن التعديل ال22 الذى أضيف إلى الدستور الأمريكى عام 1951 بعد انتخاب الرئيس فرانكلين د.روزفلت لأربع فترات متتالية ينص على انه: “لايجوز انتخاب أى شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين”, فهل يفعلها ترامب؟!
بالنسبة للتطوير الحادث لميدان العتبة الذى كان يطلق عليه قديما إسم ميدان “العتبة الخضرا”, وإخلائه من الباعة الجائلين والتكدس البشرى أقول:إن هذا الميدان يربط بين القاهرة القديمة وامتدادها المخطط الحديث فى عهد الخديوى إسماعيل والمسمى القاهرة الخديوية, وكان من معالمه الشهيرة مبنى المطافى, والبوستة الخديوية, وعمارة تيرنج التى أنشئت فى العام 1915 والتى كانت تعد حينها أول مركز تجارى عصرى يضارع مراكز أوروبا التجارية هو ومبنى صيدناوى الخازندار وعمر أفندى بشارع عبد العزيز, الذى يسبقهم بقرابة نصف قرن, وتحدهم حديقة الأزبكية العريقة, وإذا عرجنا جهة ميدان الأوبرا نجد تمثال إبراهيم باشا, وجراج الأوبرا الذى زرع مكان دار الأوبرا الخديوية كأول أوبرا بالشرق الأوسط, والتى نتمنى عودتها مرة أخرى لمكانها, ليعود لنا رونقها السابق الذى يتذكره جيلنا, ووثقته السينما المصرية بأفلام الأبيض والأسود, وأشهرها فيلم” العتبة الخضرا” بطولة إسماعيل ياسين وأحمد مظهر وصباح.
مصر تشهد حاليا أكبر عدد من اللاعبين المحترفين مقارنة بالفترات السابقة, فأسماء مثل محمد صلاح, ومحمود حسن”تريزيجيه”, وعمر مرموش, ومصطفى محمد, وأحمد حجازى من أبرز لاعبى الدوريات الأوروبية والعربية, إلى جانب انتقال محمد عبد المنعم إلى نادى نيس الفرنسى يعكس تطور مستوى الاحتراف فى الكرة المصرية.كما أن المواهب الاستثنائية تظهر عالميا بشكل دورى , مثل مارادونا, وميسى, وكرستيانورونالدو, فضلا عن أن محمد صلاح أصبح جزءا من هذه المنظومة, حيث تمكن من الوصول إلى قائمة أفضل ثلاثة أو خمسة لاعبين فى العالم, مايجعله نموذجا يحتذى به, وأظن أن وزارة الشباب والرياضة فى مصر تعمل على مشاريع لاكتشاف المواهب مثل”كابيتانو” والمسابقات المحلية, وأن الأندية والدورى المحلى والوكلاء يجب أن يسهموا فى إبراز هذه المواهب.
يقول مصطفى صادق الرافعى:”إن ساعة من ساعات الضعف الإنسانى الذى نسميه الحب تنشىء للقلب تاريخا طويلا من العذاب”.

زر الذهاب إلى الأعلى