مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (أمنيه من ورق .. اليوم التالي لسقوط بلطجي العالم)

0:00

إذا ضاق واقع الضعفاء جنحوا للخيال ربما فيه متنفسا ، ومع أمريكا المتصدره للعالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا والتي كرست افعالها لتصير صاحبه اكبر نصيب من مقت وكراهيه سكان العالم بتصرفها بسلوك “بلطجي”، فخيالهم يتمني سقوطها.

اغلب سكان النصف الشرقي الا قليلا يتمنون سقوط امريكا، وحاليا (مع إدارة ترامب) قد يماثلهم سكان نصف الكوكب الغربي، البعض لايخجلون من هذا والبعض يضمر امنيته ويخفيها بقوه رغبه في استمرار الحمايه او الدعم او عدم الاطاحه به. و هؤلاء يرون خيالهم ممكن فقد زالت الامبراطوريات الرومانيه والفارسيه والعثمانيه البريطانيه.

العارفون بشئون الدنيا يقولون انها امنيه صعب تحققها مع دوله تحتل صداره العالم سياسيا و
وعسكريا وبقوه اقتصاد يعادل ناتجه المحلي في ٢٠٢٤ ٢٩ ترليون دولار بنسبه ٢٩٪ من الناتج العالمي وهذا كرس مكانتها في كافه المجالات وان كانت دشنت تصدرها للعالم سياسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي فصارت قطب العالم الوحيد.

من يتمنون سقوط امريكا يعزون هذا الي قيمه الدين الامريكي التي تجاوزت ٣٦ ترليون في العام ٢٠٢٤ وبعجز في ميزان المدفوعات يبلغ فوق ٩٠٠ مليار دولار وعليه فانها بعثره ماليه قد تقضي عليها ازاء تخلفها عن السداد وان دينها قد سبب ظواهر اقتصاديه ابرزها التضخم والبطاله وضعف معدلات النمو، هذا مع حاله الانقسام والتمييز التي كرسها اليمين الامريكي الجمهوري ضد اليسار الامريكي الديمقراطي مع المهاجرين و الملونين والمثليين وانصار الاجهاض هذا قد يخلق حاله تهدد تماسك المجتمع الامريكي وسلامه و ديمقراطيته ومع رفع الحمايه عن الفقراء قد يخلق سببا قويا للسقوط.

سياسه المَن بالدعم او الحمايه التي تتبعها اداره ترامب وتجاهر بها وتطالب بمقابل لها من دول الناتو او بالشرق الاوسط قد تخلق ضغطا نخبويا او شعبيا في تلك الدول يصنع استغناء عنها كما في اوروبا او الشرق الاوسط وهذا قد يصنع سلاما تنتفي معه الحاجه للحمايه او الدعم مما يشكل ضعفا بنفوذ من يملك او يدعي الحمايه والدعم ويبدد مكاسبه منها.

.الحروب والعقوبات الاقتصاديه ورسوم الحمايه التي تهدد وتفرضها اداره ترامب الان لعلاج حاله العجز بميزان مدفوعاتها والتي يعزوها البعض لعدم قدره اقتصادها منافسه الجوده والسعر لمنتجات اوروبا والصين وبرغبه دفع الدول لتستثمر وتنتج لديها للهروب من ضغط تلك الاجراءات لكنها تواجه بحاله التضخم الامريكي التي قد تجعل منتجها غير منافسا، _قد _تخلق اجراءات تتبناها الاطراف الاخري تجاه امريكا مما يعزز فرص خنق اقتصادها خاصه انها قد تحفز لاجراءات مضاده من كل العالم الذي طالته الاجراءات وهنا ستكون الكارثه.

.. سياسات ماسك في التقشف والحد من الانفاق محليا ودوليا والضغط علي التوظيف الحكومي قد تخنق انشطه حيويه مثل الدفاع والتعليم والحمايه الاجتماعيه وتعزز البطاله وهذا يخلق وهنا للنظام العام لديها بما يعجل بالانهيار وتقوض المكانه الدوليه التي يصنعها دعم وكالات التنميه والبيئه واللاجئين.

… وبفرض صدق هذا الطرح والتمني وحدوث فعل يعصف بتصدر امريكا لكل المجالات او يدحر تقدمها فان العالم سيكون رهن حاله تتجلي مظاهرها في اليوم التالي للسقوط :

.. صراع علي زعامه العالم بين الصين وروسيا ودول الاتحاد الاوربي مجتمعه او منفرده.

.. صراعات اقليميه تلعب امريكا ولو نظريا دورا في تجنبها مصل الصراع العربي الفارسي والعربي الاس رائيلي والصيني الهندي والباكستاني الهندي والصيني التايواني وصراع الكوريتين.

.. تنامي دور الجماعات الارهابيه التي يعزو البعض انها صنيعه أمريكا لكنها تحاربها عندما تشب عن الطوق وتخرج عن سيطرتها فتقع تحت طائله عقاب امريكي يحد من انتشارها

.. غياب الدور الامريكي قد يعجل بإضطراب او تهاوي انظمه حكم مرتبطه او مدعومه او تحتمي بامريكا.

.. تغير الخريطه السياسيه العالميه وحدود الدول التي تشكل امريكا حمايه لها لصالح الدول المهدده او الطامعه بها او الساعيه للتحرر منها.

.. غياب حاله الاعتماديه الاقتصاديه والسياسيه ودفع الدول للاعتماد علي ذاتها للبقاء.

.. خروج جزء كبير من اقتصاد العالم سيؤدي حتما لخنق الاقتصادات المرتبطه به وكبح نشاط الاستثمار في العالم وسقوط البورصات وتهاوي اسعار النفط والاقتصادات والدول المرتبطه به.
.. بطء معدلات النمو وارتفاع التضخم وزياده معدلات البطاله او الفقر عند شركاء امريكا الاقتصاديين.

.. تفكك كيانات تدعمها أمريكا كالناتو او صنعت لمكافحه تغول امريكا كبريكس

.. تقويض نشاط المنظمات الدوليه التي تتبناها او تدعمها امريكا.

.. مراجعه لافكار اليمين السياسي في العالم ومراجعه الفكر الرأسمالي الصِرف والميل لافكار سياسيه واقتصاديه معتدله او هجينه

الطرح الخيالي بسقوط بلطجي العالم لو تحقق فسيصاب العالم بحاله اهتزاز تصيب كتير من سكانه ولمده وترسم شكلا جديدا للحدود والقيود والافكار تشبه حاله مخاض مؤلم سيعاني منه سكان العالم الحاليين الي ان يدبر القادمون امرهم وفق معطيات جديده قد يصنعها حلم او اوهم الكارهين لامريكا والي حين صنع بلطجي جديد للعالم ان لم يتوازن العالم بوجود بلطجيه جدد.

زر الذهاب إلى الأعلى