مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب: ( ما بين دراما اليوم ودراما التسعينات )

0:00

لم اكن متعودا على مشاهده الدراما الرمضانية ولكن كان لي نصيب وشاهدت بعض حلقات من مسلسلات رمضان هذا العام. وكنت في بعض الأحيان الوز بالفرار عند مشاهدتي لبعض المشاهد أو الكلمات الخارجه في هذه المسلسلات، وفي احيان أخرى كنت أشعر بأعراض الضغط والمرارة، وكنت أقرر في أوقات كثيرة بالتوقف عن متابعة هذه المسلسلات مره اخرى….

ولكن الشيء الملاحظ على المسلسلات في هذا العام أنه على الرغم من وجود النجوم الكبار في الدراما المصرية مثل الفنان احمد عبد العزيز والفنان ماجد المصري وغيرهما الا ان السيناريو او المعالجة الدراميه لموضوعات وقضايا المسلسلات هذا العام لم تكن على قدر المستوى، وهنا وجدتني اسال نفسي سؤالا وهو لماذا لم تعد مسلسلات اليوم في قوه مسلسلات ودراما التسعينات التي كنا نشاهدها ثم نخرج الى الشارع فنجد الأطفال تقلدها وتمثلها وتتحاكى بها؟ هل يعود ذلك لغياب الكتاب الكبار مثل محمد صفاء عامر وانيس منصور وأيضا المخرجين الكبار مثل مجدي أبو عميره…

بمجرد ان نستمع لتترات المسلسلات القديمة يأخذنا الحنين ويرفرف القلب لزكريات هذه المسلسلات الجميلة بكل تفاصيلها والتي شكلت وجداننا لسنوات طوال، وكنا نتعايش مع هذه المسلسلات، ونحرص على مشاهدتها يوميا، ونتعلم منها القيم والثقافه والاتيكيت والاخلاقيات… لماذا اختفت هذه النوعية من المسلسلات؟ لماذا لم تعد هناك مسلسلات على شاكلة ضمير ابله حكمت، ومسلسل الايام لطه حسين، وسوق العصر، والمال والبنون، والفرسان، ويوميات ونيس… أين اختفت مسلسلات السيره الهلالية وقصص الف ليلة وليلة؟ الا يمكننا ان نصنع مسلسل مثل امين الدعاة للشيخ الشعراوي الذي لا نمل من تكرار مشاهدته كلما رأيناه معروضا على احدى القنوات….

في وقت من الاوقات انصرفت كثير من السيدات والاطفال والشباب الى حضور المسلسلات التركية والهنديه ووجدوا فيها ضالتهم وما يثري وجدانهم بعد أن غابت مثل نوعية هذه المسلسلات المصرية الجميلة لتحل محلها نوعية من المسلسلات المصريه التي لا يجدون فيها الا الترويج للعنف والبلطجة والعري والخمور وكأن المجتمع اصبح بيئه حاضنة لمثل هذه الاحداث السلبيه…

لذلك فمعنى ان يتحدث رئيس الجمهوريه حول هذا الموضوع ان هذه القضيه أصبحت خطيرة جدا وتمس امننا وسلامتنا الاجتماعيه وقيمنا الاسريه وموروثاتنا الثقافيه، وفي هذا ينقل سيادته احساس الكثيرين بانحراف الدراما في الفتره المؤخره عن رسالتها ودورها التنويري والتثقيفي والترفيهي …

النقد بداية التصحيح ولعلها تكون صرخة مدوية للمراجعة والتوقف عن خط الانحدار الذي تعاني منه الدراما المصرية مؤخرا ، فلنعقد المؤتمرات ولنستشير ذوي الرأي والخبرة وكبار الكتاب والمتخصصين في كيفية المعالجة، خاصة وأننا بحق نملك التقنيات والامكانيات التي تؤهلنا لانتاج أقوى المسلسلات … لتكن هناك سياسات عمل تنفيذية قابلة للتطبيق وليس توصيات عمل وانتهى الأمر لأن الأمر بجد خطير ويرتبط بقيمنا وثقافتنا ومستقبل وطننا …

زر الذهاب إلى الأعلى