مشيرة موسى تكتب ” أوصيكم بالكبار “

من كام يوم … البوليس الأمريكي اكتشف موت الممثل العالمى ” جين هاكمان “(٩٥ سنة ) … وزوجته ” بيتسى اراكاو ” عازفة البيانو(٦٣ سنة ) … وكمان واحد من كلابه … حد هيقول ايه يعنى ما كلنا هنموت … لا بلاش قساوة القلب دى … ربنا ما يحكم على قلبكم ابداااااااا بالجفاء والقسوة … البوليس كان خايف يكون في شبهة جنائية … بعد البحث و التحقيق … طلع ان الزوجة ماتت الأول (نتيجة حالة مرضية نادرة ) … اما هو … ونتيجة لاصابته بالزهايمر فللأسف محسش خالص بموتها وطبعا معرفش يأخذ ادويته او حتى يعمل لنفسه أكل … ومات بعد مراته بأسبوع … مات من العطش والجوع … ومات معاهم كلبهم اللى كان عامل عملية ومحبوس فى قفص … هو كمان مات من الجوع … تتصوروا كل الشهرة والفلوس ما انقذتهمش من الموت بالطريقة البشعة دى … تليفون واحد بس …حتى من غير ما كان ينطق بكلمة واحدة ل “911 ” كان ممكن ينقذ هاكمان والكلب على الأقل … بلاش “911 ” … الناس تسألت فين العيال اللى من لحمه ودمه … تلات عيال طول وعرض … مفيش حد فيهم فكر على مدى اسبوعين … يرفع سماعة التليفون يسأل على الناس العيانة دى … بلاش العيال … فين الجيران وفين وفين … سمعت كلام فارغ كتيييير جدااااااااا عن علاقة هاكمان ومراته بالعيال وبالأهل والجيران … ما علينا الله يرحم الجميع … بس الواحد لما يفكر شوية … ممكن يسأل نفسه بشويش كده ” رايحة بينا يا دنيا على فين ” …
زى النهاردة (١٣ رمضان … سنة ٩٧ ) رحلت عنا أمى حبيبتى … الحمد لله اخواتى وانا كنا حواليها ومعاها وتحت رجليها لحد اخر لحظة … ما اتشغلناش عنها ولا بالشغل ولا بالاجتماعات … ١٣ يوم بالتمام والكمال هى كل فترة مرضها … تم خلالها تشخيص حالتها ( بحالة لوكيميا شرسة ) وبدأت أمى العلاج الفورى … ولكن يبدو أن أمى كانت فى عجلة من أمرها … وكان لديها رغبة قوية فى الإلحاق بأبى حبيبها وحبيبنا ” نحن أولاده ” … الله يرحم الغاليين … انا بأكتب الكلام ده ليه … اكيد مش غاوية نكد واكتئاب … لأ خالص طبعا … انا بس عايزة افكركم واوصيكم على كبار العيلة … ومش بس هما … لأ كمان اى ” كبار ” … اكيد عارفين ان جبر الخواطر صدقة … والسؤال عن المرضى صدقة … والاطمئنان على الناس اللى عايشة لوحدها صدقة … اسألوا على بعض … وما تتعاتبوش كتييير … مين سأل اخر مرة ومين ما سألش … محدش عارف ” اخر مرة ” دى هتكون امتى … على فكرة الندم شعور قاسي جدااااااااا ربنا ما يحكم على حد بهذا الشعور … زمان كانت جدتى بتعمل حساب الجيران فى اى حاجة حلوة بتعملها … كانت دايما تقول ” النبى وصى على سابع جار ” … كل لحظة وانتم طيبين … بدأنا الثلث الثانى من رمضان … ربنا ما يسيئكم فى حبايبكم …