مقالات الرأى
مشيرة موسى تكتب ” السندرة “

0:00
كنا لسه بنشوف الهلال ” الرؤية ” … فجأة بقينا خامسة منه … سبحان الله الأيام بتطير … زمان الكبار كانوا بيقولوا على رمضان ” ١٠ مرق و ١٠ خرق و ١٠ حلق ” وطبعا العيال بتوع الأيام دى هيفتحوا بقهم ويقولوا مش فاهمين … وكأنهم بيقولوا ” انزلى بالترجمة ” … فينك يا أنيس عبيد … طيب الخلاصة ان الاهتمامات بشهر رمضان عند العامة كانت متقسمة … ١٠ ايام اكل و١٠ إيام لبس العيد وال ١٠ الاخيرة للكحك … وكل عام وانتم بألف خير … كده خلص رمضان … من كام سنة توفى خالى عادل … هو كان قاعد مدة طويلة لوحده فى بيت العيلة فى مصر الجديدة بعد وفاة جدتى وخالاتى … المهم وقع عليه الإختيار انى أفضى البيت علشان نسلم المفتاح لصاحب العمارة … الحقيقة على مدى اكثر من اسبوع كنت اتردد يوميا على شقة خالى لاخليها … الآمر تطلب إجراء خطة … وكان على ان ابدأ بالسؤال التقليدى ” حد عايز حاجة من الشقة ” … وجاء الرد بالنفى … شمرت عن اكمامى وبدأت عملية الفرز والتقسيم … أسهل واخف الخطوات كانت توزيع الملابس والملايات والفوط والاحذية والذى منه … كله راح لأصحاب النصيب فى عدد كبير من شنط السفر بكل مقاساتها … على مدى تلات او اربع ايام جاء دور توزيع عفش البيت … سألت وعرفت مين محتاج سفرة ومين محتاج سراير ومين دواليب وسجاجيد ونجف وحددت مواعيد بفارق ٤ ساعات لكل صاحب نصيب علشان محدش يقابل حد … تغليف ادوات المطبخ والسفرة والأشياء القابلة للكسر اخذ وقت زيادة علشان الحاجات توصل سليمة لأصحاب نصيبها … طبعا فريق العمل اللى معايا ناله من الحب جانب … ليه انا بأااااه بأحكى الحكاية الطويلة دى … علشان اوصل لأهم مكان استمتعت باستكشافه … اللى هو ” السندرة ” … وطبعا اكيد برضه العيال مش هيعرفوا يعنى ايه وهيطلبوا تانى الاستعانة بأنيس عبيد … السندرة هو المكان اللى كل ستات زمان كانوا بيخزنوا فيه كل الكراكيب اللى عايزنها واللى مش عايزنها … جدتى زمان كانت اهدتني اول ما اتجوزت ” جرامفون ” تحفة واسطوانات منها اسطوانات للأنسة ام كلثوم … كلها كانت موجود فى السندرة … وهى بتديهولى قالت لى ” انا عارفة ان انت اللى هتحافظى عليه ” … وطبعا انا فعلا محافظة عليه جدااااااااا لحد دلوقتى … فى البيت ده كانت السندرة اعلى الحمام الرئيسى … المهم السلم الطويل جه … وبدأ عم محمد عملية التنقيب … بدأنا بالكتب وصناديق الصور القديمة … نسيت اقول ان جدتى كانت تسكن قبل الشقة دى فى شقة ضعف مساحتها … شقة من اللى فيها عشر اوض وسقف ٥ متر وبلكونات كتيييييير … نرجع للتنقيب وسبب الحكاية بتاعتى دى … لقينا …ضمن ما لقينا … صاجات الكحك السودة الكبيرة بتاعة زمان … فجاة افتكرت حكايات وحكايات عن الكحك … انا حتى شميت رحته تتصوروا … اكيد جدتى كانت احسن واحدة تعمل الكحك والبسكوت والغريبة … فى ” العشرة الحلق ” كنا واحنا صغيرين بنفرح ونحب نكون موجودين … الكحك كان بيتعمل انواع اشى سادة واشى بالمكسرات واشى بالعجمية … كان مسموح لنا اننا ننقش الكحك مع الكبار … وكان مسموح لنا كمان احنا الصغيرين نتفنن فى عمل كحك خاص بينا … يعنى كحك على شكل عروسة ووردة ونجمة … كل واحد وذوقه … الصاجات دى كانت بتروح بمواعيد “الفرن ” مع مخصوص علشان الكحك يستوى مع توصيات ” خللى بالك ليتحرق ” … ياااااه … ما اظنش لسه حد بيبعت صاجات الفرن دلوقتى … لكن اكيد لسه فى ستات شاطرة بتعمل كحك فى البيت … انا كمان لقيت حاجات كتير منها عدد ٢ بابور كبيير وكام طشت نحاس وكمان ميزان … ما هو البياعين زمان كانوا بيطلعوا لحد باب البيت … وكانت كل البيوت لازم توزن … مش عارفة ده له علاقة بمصطلح ” نوزن بره ” ولا لأ … الكراكيب كانت كتيييييير … لكن اكتشفت لاول مرة ان السندرة كان فيها شباك للأضاءة والتهوية وكمان كهرباء … يعنى ناس زمان دول كانوا بياخدوا بالهم من كل حاجة … على مانتقابل المرة الجاية ان شاء الله … هيكون نص الشهر جه … كل لحظة وانتم طيبين … ربنا يتقبل صيامكم وصالح الأعمال …