صفوت عباس يكتب : (حفظ ناقص و فهم قاصر وقرار مثير للجدل)
.. كل من يحاول تطوير التعليم او يكون علي رأس ادارته يلكوك عباره (يجب ان نتجاوز مرحله الحفظ والتلقين الي الفهم والابتكار) كاساس لاي عمل للتطوير متناسيا ان الحفظ الواعي هو اساس للفهم السليم وان نظاما يتهمونه بانه (حفظ وتلقين) صنع تفوقا تعليميا حقيقيا وتعلم به كل من تعلم بمصر قبل ١٩٩٠، ويكرس القائمين علي التعليم جهودهم علي العبث في حشو المناهج او تقليصها او تغيير سنوات الدراسه بحذف عام دراسي او اضافته او تغيير نظم دراسيه من شهاده ثانويه في عام او عامين وتغيير شكل الامتحان من اسئله مقاليه باعتبارها تدعم الحفظ الي اسئله اختيار من متعدد تختبر الفهم وبفروق تكاد تكون تعجيزيه في الاجابات تحرج اصحاب الفهم.. متناسين ان التعليم العام يقوم علي اساس (مدرسه ومعلم ومنهج).
.. بدات رحله تغيير هيكل السنوات الدراسيه بالغاء الصف السادس الابتدائي ١٩٨٨ وعاد ١٩٩٤
وقد قيل وقتها ان الاجراء كان تحت ضغط ظروف اقتصاديه لتوفير نفقات صف دراسي وقد تم دمج مناهج الصف السادس مع مناهج الصف الاول الاعدادي علينا ان نتخيل كم الارتباك الذي سببه الاجراء علي الاقل في اول تطبيقه!. كما مرت الثانويه العامه بنظم متعدده منذ انشائها عام ١٨٢٥ باسم المدارس التجهيزيه لكن الاهم ماعاصرنا حيث في العام ١٩٩٤ تم العمل بنظام الشهاده الممتده لعامين والي الي نظام العام الواحد في العام ٢٠١٢ ذلك بفعل برلمان الاخوان _لاردهم الله لعمل ترضيه شعبيه للحد من حاله الارتباك النفسي والاقتصادي الذي عانته الاسر المصريه بتاثير سنتي الثانويه العامه من ضغط مادي بفعل الدروس الخصوصيه، وعليه تنفست الاسر الصعداء لاختزال معاناتهم لعام بدلا من عامين… ثم تم تطوير نظم الامتحانات في اطار اختبار الفهم بنظام الاختيار من متعدد الذي اثار لغطا لصعوبته المتعمده للحد الذي ذكر لي في طرفه معلم قدير بان السؤال اتي باربعه اجابات اضاف اليها معلمون اكفاء اجابتين هما (.. جميع ماسبق و.. لاشيئ مما سبق)!!
.. مؤخرا قدم السيد وزير التعليم د. محمد عبد اللطيف مقترحا بنظام جديد اسماه ( البكالوريا) بعوده الدراسه في الشهاده الثانويه العامه الي النظام الممتد علي سنتين وبفرص امتحانيه متعدده ومقابل رسوم لاعاده الامتحان وروج الوزير لمشروعه بانه خيار يعزز الفرص ويحقق التعليم المتعدد بمواد اساسيه واضافيه ومواد مستوي رفيع ويحوي المشروع اعتبار التربيه الدينيه ماده اساسيه تضاف للمجموع مع تفاصيل اخري كثيره وممله.
.. انسي مشروع السيد الوزير الناس فرحتهم بقرار السيد الوزير باعتبار مواد اللغه الاجنبيه الثانيه والفلسفه خارج حساب المجموع ودشن حاله جدال ولغط شديده باعتبار أن :
.. الحاله التي كان عليها الناس من استياء من ضغط الدروس علي موارد الاسره لم تنته بعد بل زادت سوءا.
.. في ظل عدم وجود نظام مدرسي بكفاءه تغني عن الدروس الخصوصيه التي صنعتها بالاساس الاسره واستغلها بتغول المعلمون فان المقترح الجديد سيكرس لها وضعا اكثر توحشاً
.. رغم تشديد الوزير الحالي علي ضروره انتظام حضور الطلاب للمدرسه فانها مازالت تعاني غياب الطلاب الي الحد الذي يصل بطلاب الثالث الثانوي عدم الحضور مطلقا.
.. عجز المعلمين اصبح مشكله مركبه بفعل الزمن لم يحلها العدد اليسير الذي تم تعيينه هذا العام او المكلفين بالعمل بنظام الحصه وعليه فان احد اركان العمليه التعليميه منهار وبالاحري في المدرسه لتوجه المعلمين كليا الي الدروس الخصوصيه واعتبار المدرسه للتعريف بهم.
.. المشكله المعاصره للتعليم تفشت بفعل تولي الوزاره لغير متخصصين بالتعليم بدءا ب د فتحي سرور ود. حسين كامل بهاء الدين و د طارق شوقي وهم قانوني جامعي او طبيب او مهندس والاخير د. محمد عبد اللطيف القادم من التعليم الخاص حيث الامكانات تتجاوز المشكلات والسابق ذكرهم بمهن غير التعليم العام وكلهم كانوا بنوايا طيبه لكن عاندتهم امكانات غير طيبه وهذا حقق رؤي غير متفاعله مع واقع التعليم العام الامر الذي يجب مراعاته بوجود من تدرج بوظائف التعليم علي رأس الوزاره لتحقيق تفاعل حقيقي مع المشكلات.
.. المناهج بصفه عامه مشحونه بكم هائل قد يتجاوز قدرات الدارسين في ظل قصور في دور المعلم او تلاشيه.
.. الكتاب المدرسي لايقدم الا عناوين بشرح قاصر مما حدا بالابتعاد عنه لصالح الكتاب الخارج مما يشكل ضغطا علي موارد الاسره المصريه.
.. المباني المدرسيه رغم الجهود المبذوله لتوفيرها الا انها اقل من مواجهه الزياده السكانيه وعليه لو انتظمت العمليه سيكون التكدس حاضرا.
.. اللجوء للتعليم عبر الميديا والمنصات يعتبر عاملا مساعدا فاساس التعليم هو المعلم الشارح الميسر المصحح الممتحن وحيث ان في اعلي مراتب الدراسه بعد الجامعيه كشهادات الماجستير والدكتوراه لابد من وجود مشرف يوجه الطالب الذي بلغ مرحله علميه وعقليه عاليه فمابالنا بتلميذ في عمر الزهور.
…. اي محاول لتغيير وتطوير النظم التعليميه ان لم توفر اولا المعلم والمنهج الفعال في كتاب شارح ميسر في حاضنه المدرسه باتساع وقيم وتقييم وهيبه وان تخرج الحلول من عمق الواقع وتستلهم دروس الاخفاق والنجاح السابقه ستكون ليس الا حرثا في بحر وصناعه للغط وزوابع الكلام وتظل محاولات التطوير شبها بمن يرغب ان يطير بلا جناحين.