مقالات الرأى

دكتور عماد عبد البديع يكتب: ( حزب الجبهة الوطنية حلقه جديده من النضج السياسي للدولة المصرية )

لا شك أننا تابعنا في الفتره الاخيره تدشين حزب سياسي مصري جديد وهو حزب الجبهة الوطنية، والذي صاحبه حالة من الحراك السياسي التي شهدها المجتمع المصري منذ الاعلان عن عن تاسيسه وإقبال المواطنين في مختلف المحافظات على عمل التوكيلات للحزب لاستكمال المتطلبات القانونية لتأسيسه، والذي يضم كوكبة من المثقفين والسياسيين وبعض الوزراء السابقين المشهود لهم بالكفاءة، والذين قد يكونوا ذوي توجهات سياسية مختلفة ولكن يجمعهم حزب سياسي واحد يستهدف في المقام الأول والأخير مصلحة الوطن والمواطنين كما أعلن الحزب.

يثبت هذا الحراك السياسي كل يوم شغف الشباب المصري بالحياة السياسيه في مصر، وحرصه على الاندماج والمشاركه السياسية وانشغاله بهموم وقضايا وطنه، وحرصه على توصيل صوته والمشاركه في اختيار من يمثلهم ومن يتحدثون باسمهم . فبرغم الظروف الإقتصادية وانشغال الشباب بالجري وراء لقمة العيش الا أن الشباب المصري مساهم ومشارك بفعالية وإيجابية في المجال العام السياسي المصري …

كما يعطي ذلك مؤشرا قويا على أن الجمهورية الجديدة تحرص كل الحرص على دعم الحياه السياسيه في مصر، وتفعيل المشاركه الحقيقيه، وإثراء المجال العام السياسي المصري، من خلال ضخ مياه جديدة في بحر السياسة المصريه الذي ظن أو توهم البعض لفترة أنه جف! هذه الدفعة وهذا الإيمان من القيادة السياسية المصرية بأهمية المشاركة لا المغالبة وأهمية عدم تصدر حزب سياسي واحد للمشهد السياسي المصري يعكس إيمان القيادة السياسية المصرية بأهمية مشاركة جميع الأحزاب في النقد والبناء والإصلاح والمنافسة والقضاء على ظاهرة الاستقطاب السياسي …

إننا نمتلك كتله تصويتيه كبيرة تتجاوز 70 مليون صوت، كما أننا نمتلك كتله شبابيه هائله تمثل القوه والطاقه والوقود المحرك للدولة المصريه …ولكن يبقى الشيء المهم هو مدى استفادة الأحزاب السياسية المصرية من ذلك من خلال التواصل مع الشباب في مختلف المحافظات، والتوعية ببرامج الأحزاب، ومحاولة استقطاب الشباب من خلال الاشتراك في أنشطتها والانضمام الى عضويتها لكي يكون لها ارضية صلبة وظهير شعبي تتمكن من خلاله المنافسة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية؛ فالحزب يبقى مجرد حزب على ورق ما لم يكن له ظهير وجمهور على الأرض… وهذه القضية هي التي نعاني منها في مصر وهي وجود اعداد كبيره من الأحزاب تخطت حاجز ٩٠ حزب ولا نعرف من أسمائها الا القليل!!

لذلك اجد أن الفرصة سانحة في ظل هذا الجو السياسي الملائم وتفهم القيادة السياسية لأهمية مشاركة الأحزاب في مسؤلية البناء والتنمية، فالأحزاب ـكما في كثير من الدول المتقدمةـ ليست للنقد فقط او المعارضة من إجل المعارضة … لماذا لاتنضم مجموعة من الاحزاب تحت تكتل حزبي واحد بدلا من كثرة وتعدد الأحزاب؟ ما المانع ان يكون لدينا حزبين او ثلاثه او اربعه اقوياء يتنافسون فيما بينهم بدلا من تشتيت انتباه المواطنين والناخبين؟ في امريكا مثلا يوجد حزبين قويين وكذلك في بريطانيا وفرنسا وكثير من الدول الاوروبية حتى في اسرائيل!! لماذا لا نصل الى هذه التجربه؟

الجدير بالذكر أن مصر دوله قويه ودوله لها تاريخ وباع طويل في الحياه الحزبية والبرلمانية. مصر لها تاريخ عريق في التمثيل النيابي والبرلماني وانشاء المجالس النيابيه المتخصصه قبل العديد من الدول في افريقيا ومنطقه الشرق الاوسط. ان التجربه السياسيه المصريه تجربه فريده تضيف وتطور دائما وتسعى الى الوصول الى حاله النضج السياسي الذي يمكن من حسن ادارة الدوله المصرية … إننا مدعون جميعا لتحقيق رضا المواطن، ونهضة مصر والوصول لمكانتها التي تستحقها مسؤوليتنا المشتركة كمواطنين وحكومة ومجتمع مدني وأحزاب وناخبين ومنتخبين…

زر الذهاب إلى الأعلى