أحمد فرغلي رضوان يكتب : الحريفة2..الريمونتادا ناقصة أهداف !
في نهاية مقالي عن الجزء الأول في شهر يناير الماضي كتبت ،( برافو لصناع الفيلم ويمكنهم عمل جزء ثان، قلت ذلك بعد مشهد عودة ماجد من المطار هي نقطة انطلاق للجزء الثاني حيث يبدأ رحلة احترافه الأوروبي ويلحق به أصدقاؤه هناك ونعيش معهم قصة كوميدية جديدة لتحقيق أحلامهم، يجب الاستفادة من نفس الكاست سريعا والاستفادة من رد فعل الجمهور في موسم الصيف القادم مع الحريفة2 ).
ولكن لم أتوقع أن يتم الجزء الثاني هكذا سريعا وفي سابقة بالسينما المصرية تم الحريفة2 في نفس العام الذي عرض فيه الجزء الأول ! لك أن تتخيل الجزء الأول استمر في دور العرض حتى شهر مايو الماضي !
هو ذكاء من صناع العمل بكل تأكيد لاستثمار النجاح الكبير والمفاجيء للجزء الأول والذي نجح في تحقيق إيرادات كبيرة وصلت لنحو 74 مليون جنيه!
الفيلم يقوم ببطولته مجموعة من الفنانين الشباب وتم صناعة الجزء الثاني بنفس الأبطال، مع تغيير في مساحات أدوارهم بعضهم تراجع والبعض تم زيادة مساحة دوره ! ونفس المؤلف إياد صالح ولكن مع مخرج جديد هو كريم سعد.
بالتأكيد سرعة نزول الجزء الثاني ستكون عامل أساسي لنجاحه لأن الجمهور لا يزال مرتبط بالفيلم وأبطاله وسمعت تعليقاتهم داخل قاعة العرض يرددون أسماء الشخصيات والايفيهات الخاصة بهم، كان بجانبي مجموعة شباب وفتيات صغار تفاعلوا كثيرا مع الفيلم، وجدتهم يقارنون بين موقف أحد أبطال الفيلم وبين أحدهم ! الشخصيات قريبة منهم وصدقوها والأبطال فنانين شباب صاعدين ولذلك كانوا مقنعين للجمهور.
كذلك صناعة أفلام شخصياتها تحت العشرين عاما تحقق نجاحا مثلما حدث مع فيلم (بنات ثانوي) ، وهذه الشريحة تمثل جزء كبير من جمهور السينما ويبحثون عن أفلام تشبههم.
سيناريو الجزء الثاني يبدو كان به صراع في الأفكار الكثيرة لتنفيذها لدى المؤلف والمخرج وباقي صناع العمل وصراع مع الوقت لإنجاز وعرض الفيلم ، لذلك ستشعر أن السيناريو به تسرع لم يأخذ الوقت الكافي في الكتابة والمراجعة وتجاوز تفاصيل عن أشياء كثيرة في الحبكة والشخصيات.
مثلا رحلة احتراف ماجد كانت ممكن أن تكتمل بشكل أفضل بعيدا عن الدراما التي انتهت بها ! وكانت مبالغة ولا تشبه الأجواء المرحة في الفيلم ” كنت أخشى أن السيناريو يجعله يموت ونغرق في الدراما!!” مثلا كان يكفي أن يصاب في فترة الإعداد مثل معظم اللاعبين ويعود ويستكمل رحلة الجامعة مع رفاقه، هذا سبب أكثر واقعية.
كذلك مدة الفيلم طويلة جدا بالمقارنة مع قصة بسيطة مثل الحريفة وكان يجب اختصار مشاهد من مباريات الكرة تشعر إنك تشاهد مباريات بكامل وقتها مع الوقت الإضافي بالفعل ! وشعرت أن الجمهور بدأ يصاب بالملل في الثلث الأخير! وهو ثان فيلم مصري بعد (الهوى سلطان) أشاهده خلال الفترة الماضية تقترب مدة عرضه من ساعتين ونصف !! لماذا !؟
نجاح الجزء الأول إنه ركز على الساحات الشعبية المنتشرة والمراهنات بها وكان أول فيلم بعد (الحريف) يقترب منها وكانت حقيقية جدا ، في الجزء الجديد ذهبنا لدوري الجامعات والعالمية وكان يجب التركيز على الساحات الشعبية مرة أخرى خاصة الأقاليم.
الشخصيات بها خلل فني كبير ، لا توجد شخصية مكتملة بداية من ماجد الذي اختفت عائلته وشقيقته بدون سبب وصولا للنص الذي ظهر وكأنه ضيف شرف، أكرر ربما التعجل في صناعة الفيلم جعل السيناريو يكون هكذا، ولكن الهدف الإنتاجي تحقق وهو اللحاق بالنجاح الجماهيري للجزء الأول.
التمثيل يبرز في هذا الجزء نور النبوي وأحمد بحر في حين تراجع أداء أحمد غزي والذي كان كان أفضل كثيرا في الجزء الأول، في الحريفة2 أداءه به مبالغة كبيرة ” بتبريق” العينين في أكثر من مشهد وردود فعل عجيبة! كان يجب على المخرج ضبط أداءه بردود فعل أخرى! وباقي الممثلين قدموا أداء جيد، عبد الرحمن محمد ونورين أبوسعدة ونور إيهاب ، كذلك ضيوف الشرف رغم كثرتهم ولكن حضورهم كان جيدا، وتم استغلال بعضها في الكوميديا التي تعتمد على أسلوب المفاجئة مثل موقف أسماء جلال.
الحريفة2 فيلم جيد وسيحقق إيرادات كبيرة ولكن الجزء الأول كان أكثر تشويقا وأسرع في الإيقاع.
وأخيرا يجب الاستفادة من نفس الكاست وصناعة عمل سينمائي جديد بهم، من فترة طويلة لم يظهر مجموعة شباب صاعدين بينهم كيمياء هكذا ، توجد أفكار كثيرة لصناعة أفلام بهؤلاء الأبطال، أسهلها سيكون الحريفة3.
تقييمي للفيلم 6.5/10 .