اللواء مروان مصطفى يكتب : انهم يحذروننا مياه النيل وسيناريو سوريا أم سيناء
وبعدما نجحت مؤامرته في سوريا ، وفاز مع نتنياهو النصيب الاكبر من تورتة سورية ، ونال الرضا السامي من الرئيس ترامب ..أصبح اردوغان رأس حربة التحالف الثلاثي .
لقد خسرت إيران بعد طردها من سوريا … وخسرت روسيا بعد تفكيك قواعدها العسكرية ، وضعفت هيبتها العربية والافريقية والدولية ، وخصوصاً بعدما اجبروها على التخلي عن أقرب حلفائها .
ولما كانت مصر هي العقبة الكبرى لتحقيق حلم اسرائيل الكبري واحلام الولاية العثمانية .. فقد توافقوا علي استثمار نجاح المؤامرة في سوريا ونقلها الي مصر من خلال استغلال الازمة الاقتصادية التي يعاني منها المصريين ..لإثارتهم لخلق الشكوك والفتن بينهم وبين قياداتهم ، لدفعهم لخلخلة الامن والاستقرار بما يمهد لتحريك الشارع المصري وخلايا الاخوان النائمة ، والباقين من شباب يناير الثوري لإحداث الفوضى المطلوبة لإشغال قوات الجيش والامن.. بما يسمح بإدخال وتسريب العناصر الارهابية لتكرار السيناريو السوري ، بما يتيح اعادة القيادات الاخوانية الهاربة.. وتغيير نظام الحكم بما يسمح بتمرير صفقة القرن ، واقتسام التورتة المصرية بين اسرائيل وتركيا ومباركة أمريكية .
ونفذ الرئيس التركي وينفذ دوره المرسوم بدقة ودهاء ..فهو يقوم بتطويق التحركات المصرية لحماية منابع النيل في الصومال واثيوبيا ، واضعاف نفوذها في القرن الأفريقي بما يؤدى لمحاصرتها واجبارها على الاختيار ما بين ضمان حصولها علي مياه النيل والحصول علي قاعدة بحريه في البحر الاحمر لتأمين قناة السويس.. في مقابل التراجع عن رفض تهجير الفلسطينيين لصحراء سيناء .
وفي زيارة سريه لعدد من القادة الإسرائيليين للقاهرة … تحدثوا خلالها عن قلق اسرائيل البالغ ، وخوفها الشديد من حدوث تسلل للعناصر ارهابية من الحدود المصرية لتكرار السيناريو السوري في .. وهو بالتأكيد ما سيهدد امن اسرائيل القومي ويجبرها على التدخل ، وهوما لا ترغب اسرائيل في حدوثه… وأكدوا ان اسرائيل على استعداد للتعاون التام مع مصر وتأمين حدودها ، بما يضمن منع دخول اي فصائل ارهابيه وتأمين امنها واستقرارها ،وسوف تعاون مصر لتخفيف ضغوطات صندوق النقد الدولي ، وستعمل علي تحييد الانتقادات الدولية والاعلامية والمنظمات الحقوقية الموجهة لمصر بشأن الحريات السياسية وحقوق الإنسان.. كل ذلك مقابل شرطا وحيداً وهو موافقة مصر على دخول مليون ونصف فلسطيني وتهجيرهم طوعياً لسيناء بما ينهي الصراع في المنطقة.
ولما كان الرد المصري عنيفاً قاسياً وليس دبلوماسياً علي الاطلاق.. فقد سارع الإعلام الغربي وصعد من مواقفه وكثف الحديث عن امكانية تكرار السيناريو السوري في مصر، وعن بدء قيام فصائل المعارضة المصرية في التحضيرات لذلك ، واستغلوا صورة لأحد المصريين من( أعضاء تنظيم حازمون المحكوم عليهم بالإعدام ) خلال زيارته للجولاني وبصحبته مستشار الرئيس التركي وهللوا علي حدوث تنسيق كبير بينهما .
كما صعدت اسرائيل دولياً هجومها علي الجيش المصري ، وحذرت من تعاظم قوته بما يمثل خطورة كبيرة على اسرائيل ، ونشرت صوراً لأقمار صناعية لمواقع عسكرية مصرية بداخل جبال سيناء ، وابرزت قيام مصر بأنشاء خط سكة حديد بمحاذاة الحدود الاسرائيلية لضمان سرعة نقل قواتهم واسلحتهم وليس لأغراض التنمية وهو ما حتم عليها التواجد في ممر فيلادلفيا … وطالبت الكونجرس بمعاقبة مصر لخرقها اتفاقية السلام ، ولخروجها من العباءة الأمريكية الي العباءة الروسية بانضمامها لمجموعة البريكس عكس التوجه الأمريكي .. وتسببت في فشل صفقة الرهائن بسبب انحيازها لحماس وعدم الضغط على قيادتها ، ولرفضها الشديد لمشروع تهجير الفلسطينيين لسيناء .
وتسربت اعلاميا ترديدات لبعض الدوائر القريبة من الكواليس ( والعهدة عليهم ) ان الزيارة الأخيرة للرئيس اردوغان للقاهرة تضمنت عدة رسائل هامة وقوية للجانب المصري تؤكد تلك النوايا الخبيثة :
الاولي : قيام مصر بالتوسط لدول الخليج للاعتراف بالحكومة السورية ، وللإسراع بالمساهمة لدعم اعادة اعمار سوريا .
الثانية : رغبة امريكا والاتحاد الأوروبي بقيام مصر بإعلان رفضها للتواجد الروسي في ليبيا باعتباره تهديداً لأمنها القومي ،وقيامها بممارسة الضغط علي خليفة حفتر قائد الجيش الليبى لإعلان رفضه لإقامة اي قواعد عسكرية روسية في ليبيا .. وفي حالة الرفض سيكون على مصر التخلي عنه ، وعدم مساندته عسكرياً وسياسياً… وسيتم التعامل مع الامور بطرق اخرى ..حيث سيتم فتح السجون الموجودة في(ادلب والرقة ) والتي تضم القيادات الداعشية والعناصر الاكثر شراسة ووحشية …ليتم نقلهم الي ليبيا للانضمام للفصائل المسلحة الموجودة هناك وتجهيزهم لمحاربة الجيش الليبي واسقاطه ومحاربة القوات الروسية مثلما حدث في افغانستان ، وهذا يتطلب قيام مصر بسحب تحذيرها السابق بشأن عدم الاقتراب أو تجاوز الخط الاحمر (خط سرت الجفرة) القريب من حدودها .
الثالثه : لمنع حدوث اية خلافات او احتكاكات بشأن التواجد والتحركات المصرية والتركية في ليبيا والصومال فإنه يتوجب علي مصر اختيار أحد الأمرين ( إما استمرار تواجدها في ليبيا أو في الصومال ) .
وفي النهاية يجب علينا جميعاً أن نتوقف امام تلك المخاطر التي تحيط بنا .. لاستيعابها ولنسترجع الذكريات والمشاهد المؤلمة الكثيرة لشعوب شقيقة وقريبة منا .. ضاعت دولهم ، ونهبت مواردهم ، وقسمت بلادهم ، وتفرقت شعوبهم ،وشردوا دون سابق انذار واصبحوا لاجئين بسبب الانخداع بشعارات مزيفة وهمية كاذبة مازالوا يخدعوننا ويضللوننا بها .
انها تطورات هامة وخطيرة قصدت عرضها عليكم دون تهويل أو تهوين .. تتطلب من المصريين مزيدا من الوعي والتكاتف والتماسك أكثر وأكثر ، والوقوف بصلابة خلف جيشنا وقيادتنا ، والتجاوزعن أي اختلافات أو خلافات او حتي انتقادات حتي نجتاز بعون الله وتوفيقه تلك المرحلة الخطيرة التي نمربها.
” واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ،
ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين “. الانفال٢٩
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب