أحمد فرغلي رضوان يكتب : الجوكر 2 .. هل صدمت الموسيقى الجمهور ؟
نحو 40 دقيقة من وقت الفيلم تحول خلالهم السيناريو إلى الموسيقى والأغنيات بين الجوكر و هارلي كوين.
بالطبع كان الأمر صادما لجمهور الجوكر والذي أنتظر مغامراته المثيرة والمجنونة ولكنه ظل يتابع يومياته ما بين مستشفى السجن والمحكمة، أعتقد أنها مغامرة خاسرة ما قام بها المخرج تود فيلبس هذه المرة والذي شارك أيضا في كتابة السيناريو مع سكوت سيلفر حينما قرر تحويل سرد أحداث الفيلم لشكل غنائي موسيقي وهي “مخاطرة” بلا شك وكذلك استغراق السيناريو بالكامل لأكثر من ساعتين في السجن وجلسات المحكمة حيث تبدأ الأحداث بانتظار آرثر فليك بدء محاكمته عن خمس تهم قتل شاهدناه يرتكبها في الجزء الأول ويفاجئنا بجريمة سادسة يعترف بها أثناء المحاكمة.
مزاج الجمهور وتحديدا في مثل تلك الشخصيات الناجحة والتي ارتبط معها منذ سنوات وبشكل درامي معين صعب أن يتم تغييره هكذا بشكل كبير ، ولذلك من يشاهد تعليقات الجمهور سيفكر مائة مرة قبل قرار مشاهدة الفيلم، غضب الجمهور له مبرره لأنه بقدر حبهم للشخصية الأثيرة وللجزء الأول جاء غضبهم كبير.
اختار سيناريو الجوكر 2 والذي انتظره الجمهور بعد الجزء الأول الناجح جدا والذي عرض عام 2019 وحصل خواكين فينيكس بسبب أداء المميز على أوسكار أفضل ممثل اختار صناعه أن يركز السيناريو أكثر هذه المرة على تحليل شخصية الجوكر وهو محور المحاكمة هل هو مريض أم مخادع هل ارتكب جرائمه بكامل وعيه أم بسبب انفصام في الشخصية ؟
الجمهور كان يتوقع تشويق وإثارة وجنون أكثر لشخصية الجوكر بمشاركة ليدي جاجا في البطولة ولكن وجد السيناريو يكاد يخلو من أي إثارة وتشويق وغارق في الدراما النفسية وتحليل شخصية أرثر فليك “الجوكر” وصولا لنهاية صادمة للجمهور.
حتى الخط الرومانسي الذي تم إضافته بوجود “جاجا”من أجل خلق قصة حب بينها وبين الجوكر لم يكن مثيرا وكان يمكن تطوير ذلك الخط الدرامي بشكل أفضل بعد تعلق الجوكر بها سريعا وقوله انه أصبح الأن ليس وحيدا ولكن لم يتم اعطاء هذا الخط الدرامي مساحة كافية رغم طول مدة الفيلم ، واستهلاك الوقت في الاستعراضات الغنائية بينهما، عندما يتخيل أرثر مشاهد الحب بينهما والرقص والغناء،
تأخر ظهور الجوكر كان أيضا من بين سلبيات الفيلم حيث أراد المخرج التركيز على الشخصية الحقيقية “أرثر فليك” وهو ما أثار استياء الجمهور وكان من أفضل مشاهد الفيلم في الجزء الأخير عندما قرر الذهاب للمحاكمة بشخصية الجوكر والترافع بنفسه.
نجح الفيلم في مشاهد المحاكمة عندما أظهر الجانب النفسي لشخصية الجوكر مع حكايات بعض الشهود في القضية خاصة مشاهد لقاءه بصديقه ثم استماعه لشهادة جارة الأم وكشفها عن اعتراف الأم لها عن شخصية الابن واضطرابه النفسي وبدا ذلك على تعبيرات وجه الجوكر في واحد من أفضل مشاهد الأداء أيضا لخواكين.
التمثيل يتفوق بشكل كبير من خلال البطل خواكين فينيكس في تجسيد الشخصية ومرة أخرى يفقد وزنه بشكل لافت وقدم العديد من المشاهد الممتازة وربما نشاهده مرة يحصل على جوائز كبرى.
ليدي جاجا أداء وحضور جيد، ولكن السيناريو الممل لم يساعد شخصيتها للظهور بشكل أفضل.
المشكلة ان الجمهور كان ينتظر تكملة لشخصية الجوكر ولكن المفاجآة سيناريو الفيلم عن شخصية الجوكر الحقيقية ” آرثر فليك والغوص داخل النفس البشرية وشخصيته الحقيقية ومشاعره وأسباب مرضه النفسي ، بأسلوب سرد مسرحي إلى حد ما، وربما لو هناك من يشاهد هذا الجزء ولم يشاهد الجزء الأول سينال إعجابه.
على مستوى الإيرادات الافتتاحية كانت أقل من المتوقع وإنه صعب تكرار إيرادات الجزءالاول والتي تخطت مليار دولار ، حيث جاءت أيرادات أسبوع الأول داخل الولايات المتحدة نحو 37 مليون دولار فقط !
تقييمي للفيلم 6/10 .