مقالات الرأى

د.أمانى فاروق تكتب : الطفولة الرقمية: بين الفرص والمخاطر

0:00

في زمنٍ تسارعت فيه التكنولوجيا وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بات الأطفال هم الأكثر تأثرًا وتفاعلًا مع المنصات الرقمية هذه الوسائط الجديدة تُشكل نافذةً واسعة على العالم الخارجي، ولكنها أيضًا قد تكون بابًا يؤدي إلى تحديات ومخاطر غير مرئية. هنا، تظهر الحاجة الملحة لصناعة محتوى رقمي هادف ومناسب للأطفال، يعزز من قدراتهم ويقيهم من الانجراف نحو محتوى سلبي أو ضار.

وتُعدّ المنصات الرقمية اليوم ساحةً واسعة لتقديم المحتوى التعليمي بطرق مبتكرة ومشوقة. فالفيديوهات التعليمية، والألعاب التفاعلية، والقصص الرقمية، كلها أدوات تُسهم في تنمية عقل الطفل وتعزيز مهاراته اللغوية والاجتماعية. عبر هذه المحتويات، يتعرف الطفل على عوالم جديدة ويكتسب معارف تساهم في بناء شخصيته، هذا التعلم الممتع يُحفز الأطفال على الاستمرار في الاستكشاف والبحث عن المعرفة، مما يجعلهم أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل.

لكن، وكما أن للمحتوى الرقمي وجهًا مضيئًا، فإن له أيضًا جانبًا مظلمًا، حيث أن التعرض المفرط لهذه المنصات يمكن أن يؤدي إلى الإدمان الرقمي، مما ينعكس سلبًا على صحة الأطفال الجسدية والنفسية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك محتوى خطير وغير ملائم، خاصة على منصات مثل تيك توك، التي تجذب الأطفال من خلال مقاطع قصيرة مشوقة، هذه المقاطع قد تتضمن رسائل غير مناسبة تشجع على سلوكيات خطرة أو أخلاقية وغير متوافقة مع قيمنا العربية.

وهنا، يأتي دور الأسرة كحائط صد أول وأخير، فمن الضروري أن يكون الآباء والأمهات على دراية بما يتعرض له أطفالهم، وأن يوجهوا اهتمامهم نحو المحتوى الذي ينفعهم ويعلمهم. وعليهم أيضا تحديد أوقات مشاهدة محددة، وتوجيه الأطفال نحو البرامج والألعاب التي تُثري عقولهم وتساهم في نموهم الإيجابي.

وختاماً، إن لم نكن نحن كآباء وأمهات قادرين على تخصيص الوقت لمتابعة وتوجيه أطفالنا نحو المحتوى الهادف، فإن هناك من يملك الوقت والوسائل لإغراقهم في محتوى ضار. هذه الجيوش المجندة خلف الشاشات تسعى لجذب أبنائنا نحو مسارات قد تكون مدمرة لمستقبلهم. لذا، يجب علينا أن نتصدى لهذه التحديات بنفس الحماس والقوة، بل وأكثر، لنحافظ على هذا الجيل ونوجهه نحو طريق النجاح والإبداع.

زر الذهاب إلى الأعلى