مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : من صفعة عمر إلى صفعة عمرو !

نسخة الفنان عمرو دياب في السنوات الأخيرة بالتأكيد لا يفضلها أغلبية جمهوره عن نسخته في الماضي .
حيث كان نادرا ما يظهر في الأماكن العامة والمناسبات ولذلك كانت الأخطاء والشائعات قليلة ، اللافت التغيير الكبير الذي حدث فجأة في شخصية عمرو أو تحديدا كثرة الظهور في المناسبات والأماكن العامة في أكثر من مكان في السنوات القليلة الماضية وهو ما كشف شيئا فشيئا الشخصية التي ظلت لسنوات طويلة بعيدة بل بعيدة جدا عن العيون وكاميرات الهواتف.
ظل المطرب الأول والأكثر شهرة في مصر والعالم العربي لا يظهر إعلاميا إلا ما ندر وكذلك لم يبدأ ظهوره العام يتكرر وكان حديث وسائل الإعلام وقتها إلا بعد ارتباطه عاطفيا بإحدى الفنانات وهنا كانت بداية التغيير في شخصية المطرب الشهير وبدأ الجميع يتسابق في نقل صور وفيديوهات له في أماكن السهر “والتي صنع لها أغنية خصيصا” !
كانت الرسالة أنني أعيش مرح وحياة شاب في الثلاثين وهنا بدأت السخرية تنتشر مع صور وفيديوهات للمطرب الكبير والذي كان اكثر عندا واستمر في الظهور العام في مناسبات وأماكن لا تعد ولا تحصى وتخلى عن “تحفظ” النجومية الذي لازمه لأكثر من ثلاثين عاما كان فيها بعيدا جدا عن أعين الجميع وترك ملايين المعجبين يتخيلون شخصيته كيف تكون ؟
كثيرين شاهدوا عمرو عن قرب وأكدوا لي أنه يتحدث بعفوية زائدة ولذلك كان يعتذر دائما عن اللقاءات التليفزيونية لأنه بالفعل تخرج من عبارات بلهجة “عامية وشعبية” قد تفاجيء الكثيرين.
أنا شخصيا كنت أقف أمامه عقب انتهاء حفله في مهرجان موازين بالمغرب ومعي المذيعة والتي وضعت المايك أمامه  ليتحدث عن الحفل ارتبك وقال لها معقول أسجل كده “بعبلي” وهي كلمة تحتاج كتابا لشرحها للجيل الجديد! هو لا يجيد انتقاء كلماته ولا أعيب عليه في ذلك!
الحادث الأخير ذكرني بحادثة مشابهة في رد الفعل كنت شاهد عليه وهو عندما “صفع” الفنان العالمي عمر الشريف إعلامية عربية وكنا في جولة مع النجم العالمي داخل مقر مهرجان تريبيكا السينمائي في الدوحة والصحفية كررت في إلحاح إلتقاط صورة معه أكثر من مرة أثناء الجولة حتى خرج عن شعوره أمام الجميع !
والحقيقة أن الإنسان معرض لفقد أعصابه وعدم السيطرة على ردود أفعاله خاصة وسط الزحام أو لو كان هناك تجاوز من المعجبين، في رأيي كلاهما أخطأ المطرب والمعجب، النجومية تقتضي ضبط النفس لأقصى درجة سواء في التعامل مع الإعلام والرد على أسئلة قد تكون محرجة أو في المناسبات العامة وتطفل المعجبين وطلباتهم ، تصرف المعجب حسب الفيديوهات كان مبالغ فيه وهو يحاول الاقتراب وجذب المطرب من ملابسه لالتقاط الصور ! حتى لو أنت شخص عادي واقترب منك شخص آخر ووضع يده على جسمك ستنزعج! ولكن بالتأكيد رد الفعل كان مبالغ فيه جدا وبه قدر كبير من العصبية من المطرب الكبير تطلب أولا الاعتذار عن رد فعله وثانيا الهدوء والعودة للاختفاء مرة أخرى لأن الأخبار السلبية له مؤخرا طغت على الأخبار الإيجابية.
اللافت وسط ذلك تجد عدد من النجوم المحبين “للمكايدة” يحاولون القفز فوق الحدث والاستفادة منه بصورة أو فيديو بأنهم الملاك البريء مع المعجبين! تجسيدا للمثل الشعبي الشهير “عدوك ابن كارك”.

زر الذهاب إلى الأعلى