محمد محمود عيسى يكتب : ثلاثية النجاح والإبهار المصرية

لا يمكن أن نفصل تنظيم مصر لمؤتمر شرم الشيخ الدولي للسلام والمكاسب المصرية العظيمة التي تحققت لمصر من وراء تنظيم هذا المؤتمر عن الزيارة التاريخية العظيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبلجيكا ومشاركة مصر في قمة مصر والإتحاد الأوربي والحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الرئيس السيسي في الأماكن التي قام بزيارتها هناك ولا يمكن أن نفصل ذلك كله عن افتتاح المتحف المصري الكبير وتلك الاحتفالية العظيمة التي نقلتها القنوات الفضائية العالمية والتي أبهرت الجميع في الداخل والخارج وجعلت أنظار العالم تتجه إلى مصر معلنة عن إعادة تقديم الحضارة المصرية إلى العالم من جديد وكأن هذه الحضارة المصرية من ضمن أسرارها أنها حضارة حية متجددة تجدد نفسها من تلقاء نفسها وتحافظ على نفسها من الإندثار والنسيان حضارة تملك من الأسرار ما تتحدى به الزمن لكي تجبره على أن يجعلها شامخة على مدى العمر والأزمان
مؤتمر شرم الشيخ الدولي للسلام وقمة مصر والاتحاد الأوربي وافتتاح المتحف المصري الكبير ثلاثية مصرية من النجاح والإبهار وإحياء الروح الوطنية والالتفاف حول الوطن والتمسك بكل خطوات النجاح والتقدم أتذكر وجوه الناس وهي ترقص في الشوراع والميادين فرحة بافتتاح المتحف المصري الكبير وأتذكر تعلق الناس بشاشات التلفاز وهي تتابع بشغف وحب وفخر مشاهد افتتاح المتحف المصري الكبير وكأنها تدافع عن جيناتها الفرعونية الحضارية الأصيلة والمتأصلة في الروح والفكر والثقافة المصرية والمتوارثة على مر العصور والأزمان وأتذكر أيضا ردود الأفعال المصرية والعالمية على تنظيم مصر لمؤتمر شرم الشيخ الدولي للسلام وكيف استطاعت مصر أن تنتصر لقرارها وتدافع عن سيادتها وحدودها بكل عزة وكبرياء وشموخ وأتذكر كيف استطاعت مصر أن تتحمل كل هذه الضغوط الدولية الرهيبة التي مورست عليها لكي تضعف وتتنازل عن سيادتها وترابها وتتجاوز كل هذا الترغيب والترهيب وتقود معركة من أعظم معارك الدبلوماسية المصرية وفي تناغم دقيق ورائع بين مختلف الأجهزة المصرية حتى استطاعت أن تنتصر على قادة هذه المؤامرة وتفرض هي قرارها وخطتها .
نتذكر القمة المصرية مع الاتحاد الأوربي تلك القمة التي يتم تنظيمها مع الدول الكبرى والمؤثرة في العالم كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والهند ولكن هذه المرة يتم تنظيمها مع مصر إعترافا بدورها وقوتها وتأثيرها ونفوذها ويتم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون والمشاركة بين مصر والاتحاد الأوربي
مصر تقدم نفسها للعالم بشكل مختلف وجديد وفي سبيل ذلك تعيد صياغة كل مفاهيم القوة الناعمة أو القوة الشاملة بشكل يضعها في مكانة التأثير والقوة والنفوذ ويعيد أيضا تغيير مفهوم العالم للقوة والمكانة والتأثير والنفوذ المصري لأنه لا يمكن بأي حال من الأحول أن نفصل هذه الأحداث المصرية الثلاث مؤتمر شرم الشيخ الدولي للسلام وقمة الاتحاد الأوربي وافتتاح المتحف المصري الكبير عن بعضها البعض حيث أن لكل منها تأثيرات تراكمية متداخلة وكل تأثير منها يؤدي إلى الآخر فيما يشبه التدرج نحو المكانة والقوة واستعادة القيادة والتأثير في المحيط والمنطقة وباستخدام كل مفردات وأساليب القوة الشاملة والتي تضم عوامل القوة الخشنة وتأثيرات القوة الناعمة
ولا يمكن أن نفصل بين ثلاثية النجاح والإبهار المصرية التي حدثت خلال الأيام والأسابيع الماضية والتي كما قلنا استخدمت فيها مصر عناصر القوة الشاملة والتي دمجت بين القوة الناعمة والقوة الخشنة بدون أن تعيد مصر تقييمها الشامل والكامل لكل عناصر القوة الشاملة والناعمة داخل المجتمع المصري والمسارعة في إجراء ثورة تصحيح كبيرة وشاملة وإعادة هيكلة تامة للشأن الداخلي بالكامل ومع عملية إصلاح هيكلي ومؤسسي لجميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية والحكومية في مصر وبأسرع ما يمكن مع إعادة تامة لكل مراحل ومقدمات الوصول إلى هذه المؤسسات وبشكل يتناسب ويليق مع المكانة الدولية القوية التي وصلت إليها مصر خلال الأيام والأسابيع الماضية ولكي نحافظ على كل مكتسبات شمولية الصورة المصرية لدى الدول والمراقبين والمؤسسات الدولية وفي صورة تعكس قوة ورقي وتقدم الشأن المصري الداخلي خاصة في المؤسسات التشريعية والرقابية والبرلمانية والحكومية لأنه لا يجب أن تحقق مصر كل هذه النجاحات على الصعيد الدولي والخارجي ولا تكون مؤسساتها التشريعية والرقابية والحكومية بنفس قوة وأداء المستوى والنجاحات الدولية لأن الصورة المصرية في هذه الحالة يجب أن تكون كل تفاصيها واحدة وكل تفصيلة وجزئية فيها تعكس مدى قوة وشموخ ورقي الدولة المصرية داخليا وخارجيا










