مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : بوجونيا..يعيد التفكير في نظرية المؤامرة على الكوكب

0:00

فيلم غير تقليدي يمزج بين الواقع والخيال العلمي هو فيلم جريمة أيضا، الفيلم يعتمد على الحوار والمواجهة الجسدية و الفكرية بين أبطاله في مشاهد كثيرة، حوار حول نظرية المؤامرة من المخلوقات الفضائية على كوكب الأرض نجح المخرج يورجوس لانثيموس في صناعة أحداث مثيرة ومشوقة خلال مدة الفيلم رغم أنها تدور معظمها في مكان واحد، الفيلم مقتبس فكرته عن فيلم كوري سابق “انقذوا الكوكب الأخضر”.
تدور أحداث “بوجونيا” حول شاب مهووس بنظريات المؤامرة، يستعين بصديق له “معاق ذهنيا” ويقنعه بكل أفكاره وخطته لاختطاف الرئيسة التنفيذية لشركة كبيرة في صناعة الأدوية  مقتنعين بأنها في الحقيقة كائن فضائي جاءت لتدمير كوكب الأرض.
السيناريو جمع ما بين الجد والهزل والجريمة والكوميديا السوداء خلال نحو ساعتين ، صنع المخرج العديد من المفاجآت الغير متوقعة خلال سيناريو الأحداث خاصة النهاية الصادمة والرائعة في تصويرها ، كذلك الشخصيات الثلاثة بالفيلم تم رسمها بعناية ما بين الذكاء والبلاهة تجد شخصيات فيلم بوجونيا والمثير في وسط أجواء الغموض والجريمة تجد أجواء عبثية مع شخصية كوميدية ومواقف ضاحكة.
الفيلم يجعل المشاهدين يعيدون التفكير في كثير من الأمور خاصة في عصر المعلومات المتطور بشكل رهيب وكوكب الأرض وما يمكن أن يهدد مصيره في المستقبل! هو جزء من الثقافة الشعبية السائدة حول وجود مخلوقات فضائية.
الفيلم يجذب الانتباه في حواره الذكي ، كانت هناك مشاهد طويلة في مناقشة جدلية بين ايما ستون وجيسي بليمونز عن نظرية المؤامرة كانت مشاهد ممتازة من الممثلين في الأداء، وظل السيناريو يحير المشاهدين حول حقيقة البطلة هل هي مخلوق فضائي أم إنسان بشري حتى مشهد النهاية.
ممكن اعتبار الفيلم وأحداثه إسقاط على أصحاب الشركات العملاقة في صناعة الأدوية والسياسيين ومدى تحكمهم في مصير البشر.
في الفصل الأخير يتحول الفيلم فجأة لعدد من مشاهد العنف والتعذيب ولكن أفضلها مشهد التعذيب باستخدام ذبذبات الصوت رغم قسوته ولكن تم تصويره بشكل متميز، تم استخدام تقنية فيستا فيجن في تصوير الفيلم وهو الفيلم الثالث الذي يتم تصويره بتلك التقنية في السنوات الاخيرة بعد the brutalist , one battle after another.
النهاية التي اختارها المخرج لانثيموس صادمة وساخرة لمصير كوكب الأرض والمخلوقات التي تعيش عليه !
ايما ستون بلا شك ممثلة جريئة وموهوبة وأصبحت من أهم نجمات هوليوود وأداءها يؤهلها للمنافسة على الأوسكار وربما تفوز بها للمرة الثالثة، قدمت أداء متميز للشخصية وتفوقت في مشاهد عديدة سواء مشاهد التعذيب أو تظاهرها بالهدوء رغم الخوف والقلق من الموت الذي يهددها واختارت ايما ستون حلاقة شعرها “زيرو” أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم بشكل حقيقي.
جيسي بليمونز البطل أمامها كان ممتاز أيضا وخاصة مشاهده في الحوار أمامها. وكذلك مشهده في المستشفى مع الأم.
فيلم بوجونيا من الأفلام المختلفة هذا الموسم وأثار جدلا كبير بين الجمهور.

تقييمي للفيلم 7,5 /10 .

زر الذهاب إلى الأعلى