مدحت عطا يكتب : فَتَح اللهُ…عليك…!!!
أحبتى وأصدقائى قُرائى الأعزاء فى مقالى اليوم سأتحدث عن تجربة شخصية حدثت لى منذ فترة ليست بالقريبة وتحديداً منذ عشرة سنوات بالتمام والكمال والمقصد من كتابة هذه التجربة فى صورة مقال بأختصار شديد حتى تكون عبرة وعظة لمن يُريد أن تكون نبراساً له عندما يجد نفسه محاطاً بمثل هذه الظروف التى مررت بها وأظلمت الدنيا فى عيونى حينذاك ولكن فضل الله عظيم فالإستعانة بالله هى الدواء لكل داء وهى التى تنير كل طريق مظلم وأيضاً وجود بعض الأشخاص وضعهم الله فى طريقى ليتم إنقاذى مما أعانيه دون أن أدرى ماهى عواقبه…!!!
تحديداً فى عام ٢٠٠٥ أكتشفت أصابتى بمرض شهير وخطير مصاب به معظم المصريين دون أن أدرى بأنه ملازم لى منذ فترة ولكنه كامن ولعبت الصدفة والقدر وحب عمل الخير فى إكتشافه عندما جاء أحد المعارف وطلب منى ومن بعض الزملاء حيث كنا فى مهمة عمل بالمستشفى التبرع بالدم لأبنه الطفل الرضيع وكانت الإستجابة سريعة دون تفكير لأنقاذ الطفل وشمرنا عن سواعدنا للتبرع ولكن قبل أخذ العينة كان لابد من تحليل الدم على جهاز لمعرفة مدى سلامة دماءنا وبعد هذه الخطوة أخذنى طبيب المعمل على جنب وطلب منى عدم التبرع وصدمنى صدمة لم تمحوها الذاكرة حتى الآن وأبلغنى بحقيقة الأمر وتقبلت الأمر بمساعدة الأهل والأصدقاء وفوضت أمرى لله وقلت فى نفسى لكل أجل كتاب فهو محدد بمقدار لايتأخر عنه أو يتقدم عليه ثم بدأت رحلة العلاج والتى أهملتها بعد فترة لظروف كثيرة وأهمال منى كان غير مقصود…!!!
وبعد عدة سنوات شعرت بألم فى كتفى يصعب وصفه وكان عبارة عن إلتهاب حاد فى مفاصل الكتف الذى أستدعى أن أخذ حقنة كورتيزون لتخفيف حدة الألم الذى جعلنى لا أنام لمدة ثلاثة أيام متصلة وقصدت أحد الأطباء تخصص عظام لأعطائى هذه الحقنة ولكن للأسف قام بضربها فى مكان خطأ فأصابتنى بكريزة سكر وصل إلى ٦٠٠ وحدة فى الدم وهنا بدأت معى رعشة السكر القاتلة والتى أستدعت فوراً الذهاب لطبيب أو المستشفى دون تردد وتدخل الأهل بسرعة ونصحتنى أختى الحبيبة إلى الذهاب لطبيب لها تجربة هى وبعض أصحابها معه وهو الطبيب الإنسان دكتور محمد فتح الله الخولى والمتخصص فى الباطنة والغدد الصماء والسكر والأستاذ بطب عين شمس…!!!
وهنا بدأ اللقاء حيث طلب منى على وجه السرعة بعض التحاليل والاشاعات لكى يقرر طريقة العلاج بعد تشخيص المرض وتم عمل المطلوب ووجدت فى ملامحه بعد قراءة التقارير شخص آخر حيث أدخلنى فى دائرة اللوم والعتاب لم أسمعها من قبل من أى طبيب وكانت حلقاتها هى عبارة عن تحذيرات شديدة اللهجة وأستهجانات منه وغضب شديد لأهمالى فى حق نفسى ولكنها مغلفة بخوف ونصائح فورية لكى أتخطى هذا الخطر مما جعلنى أشعر بأنه أخ يخاف على أخاه من المرض أو الفقد حيث قال لى بلفظ لن أنساه وأُذكرُه به كل فتره “أنت واخد إجازة من الموت فأنت إنسان مهمل للغاية” وكان هذا الحديث أمام أختى الكبيرة وفاجئنى بأن مرضى القديم بدأ فى النشاط ولابد من علاجه على الفور ولحسن الحظ فأن هذا المرض بدأت السيطرة عليه بوسائل علاج حديثة جاءت بنتائج ناجحة بنسبة عالية تصل إلى ٩٠٪ أو أكثر فحمدت الله وبدأت رحلة العلاج والتى أستمرت أكثر من عامين تخللها تنوع ما بين اليأس والتفاؤل ولكن تغلب التفاؤل على نفسى بسبب أسلوبه فى التعامل معى بطريقة هادئة فيها من الطمأنينة والتشجيع لعبور هذه المرحلة الصعبة مما أثلج صدرى حيث رأيت فيها من هذا الطبيب الإنسان تقديراً ما لم أجده عند الكثير ممن يمتهنون هذه المهنة عالية الإنسانية فهو طويل البال مع مريضه يسمعه جيداً وبشغف وصبر عالى المسئولية فهذه الصفه معدومة فى معظم الأطباء فتجد بعضهم لايبالى بأى كلام من المريض ويكون أعتماده الأساسى فى التشخيص على تقارير التحاليل والأشعات فقط ولكن هذا الطبيب مختلف تماماً فهو يستقبلك أستقبال المحبة والأخوة حيث لَزمتهُ الشهيرة “ازيك ياعم فلان…!!!”
فلذا تجد معظم المرضى قبل الدخول اليه يتبارون فى الحديث عنه بكل خير وثناء وخصاله المتميزة وخاصة فى سماع المريض ومايعانيه وهذا يجعل الحالة النفسية للمريض تعلو…أليس نصف الشفاء فى حالة المريض النفسية الجيدة…!!!
أما من الناحية المهنية فتشخيصه للمرض بنسبة كبيرة ممتاز وطبيعى حيث يقوم بمنحك العلاج المناسب الذى تظهر نتائجه فى أقرب وقت على المرضى حيث تم شفائى وتوقف جرعة علاج المرض اللعين وهذا الطبيب الإنسان يحترم تماماً ظروف المصريين المادية فمقابل الكشف مبلغ لايُذكر ولايتقاضاه طبيب خريج حديث وهذه شهادة حق فهو يؤمن بمهنته التى منحه الله فيها من البراعة والإنسانية جعلته يزهد فى جمع المال من بعض المرضى الغلابة والشاهد إن بعض الأطباء وصل كشفه إلى مبلغ خيالى حيث ذكر لى أحدى المرضى بأنه يحتاج إلى عمل جمعية للذهاب إلى هذه النوعية من الأطباء وعلى ذلك نقول أن الطبيب صفة من صفات الله تعالى وليست أسماً قال البيهقى فى كتاب الأسماء والصفات فأما الطبيب فهو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الصحة والشفاء وليس بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور فلا ينبغى أن يُسمى بهذا الاسم أحد سواه فأما صفة تسمية الله جل ثناؤه فهى أن يذكر ذلك فى حال الاستشفاء مثل أن يقال اللهم إنك أنت المُصح والممرض والمداوى والطبيب ونحو ذلك فالطبيب إذا حسنت نيته أثيب ثواباً عظيماً لأن عمله يدخل فى الإحسان وتفريج الكرب ونفع الناس مع الصبر والبذل فى دفع البلاء عن المرضى…!!!
وأخيراً عزيزى القارئ لقد أخذتُ عنوان مقالى من إسم الطبيب الإنسان محمد فتح الله الخولى وأقول له نفع الله بك كل البشرية وزادك من علمه وفتح الله…عليك…!!!
وإلى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!