فنون وابداع

أشهد بأنى قد عشقت !

حياة يحيى

أعترف لك بأني قد عشقتك.. و أشهد بأنك أول من فض بكارة قلبى و أخر السالكين فى درب روحى.. لكنى لا أريد أن أكبر معك !
أنا أريد أن نعود طفلين معاً لنمارس جميع الحماقات و نعيش كل تلك الحياة سوياً نلهو و نلعب و نبكى ..
و أن نتعانق عن كل سنوات العمر التى قضيناها دون أن نلتقى .. و نضحك على كل النكات التى سبق و سمعتها وحدى .. و نعيد سماع كل أغنيات خوليو و أزناڤور ..
و نرقص سوياً تحت المطر ..
و أعيد السير معك بكل الطرقات التى مررت بها وحدى..
ونعيش سوياً رجفة القلب الأولى والقبلة الأولى .. وشهقة الميلاد الأولى ..
هل يمكن أن نعيد تشكيل ذكرياتى و ذكرياتك لننسج ذكرياتنا معاً .. و هل يمكن أن نعيد سوياً الزمن للوراء و أن نعيد كل لحظات العمر ..

أنا لا أريد أن أشيخ معك .. أريد أن نولد سوياً من جديد .. تستقبلنا الحياة .. ونستقبل شروق الشمس .. وننظر معاً للمغيب على شاطىء البحر .. نلعب بالرمل و بالطائرة الورقية.. و نتقاسم فنجان القهوة التى أشربها أنا بدون سكر وتشربها أنت قليلة السكر ..
ونرتشف الأحلام معاً .. وننام كالأطفال داخل كتاب ألف ليلة وليلة ..
فهل يمكنك أن توقف العمر قليلاً .. فأنا أشتاقك عن كل سنوات عمرى وعمرك .. و أختزلك مثل ذكرى معتقة فى خلايا الروح.. وفي حنايا القلب ..

أعترف لك بأنى كنت قبلك مثل
مثل لحن حزين..
مثل أغنية وحيدة ..
مثل برودة مساء الغريب..
مثل بكاء طفل يتيم ..
مثل لهفة الغريب للوطن ..
ولهفة العمر للحياة ..
أعترف بأني كنت مثل أرض أنهكتها الحروب .. و امتلأت بالخراب و الدمار ..
ثم أتى صوتك الذى بدا كأنه قادم من عالم غير عالمنا ليمحو كل هذا الخراب الذى حدث بداخلى ..

والآن هل يمكنك أن تعيد الزمن لأجلى و بعدها يمكننا أن نكبر سوياً و نشيب معاً و نجلس على وثير ذكرياتنا ننتظر المغيب سوياً لنعبر الجانب الآخر من الحياة .

ح يــــــــاة

زر الذهاب إلى الأعلى