مقالات الرأى

الدكتور عماد عبدالبديع يكتب : ( ثوابت الدين خط أحمر ! )

انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهي في حقيقة الأمر ليست ظاهرة بل حملة ممنهجة ومدروسة ومخطط لها ومدعومة للهجوم على ثوابت الدين الإسلامي الحنيف والتشكيك في ثوابته …

هل من يقود هذه الحملة لديهم بصدق نوايا طيبة فيما يدعونه بمراجعة الموروث الديني؟ لأنهم كما يدعون أنهم يؤمنون بالقرآن فقط وما دون ذلك يخضع للمناقشة والجدل، هل هي حملة لتجديد الخطاب الدين أم هجمة بل حرب ضروس هدفها القضاء على الدين وتشكيك الناس والشباب في قيمهم وتراثهم ورموزهم الدينية؟

أن تتحدث عن تجديد الخطاب الديني فهذا جيد والكل يطالب به، لأن الخطاب فن وقابل للتطوير والتعديل مع معطيات كل عصر، وكل خطيب مطالب أن يطور من نفسه وأن يتعامل مع الشباب بلغته التي يفهمها، فأنت حينئذ تطور في طريقة تقديم المعلومة الدينية ولا تطور في ثوابت ومباديء الدين .. أما أن تأخذ التطوير والتجديد كذريعة لبث السموم في عقول الشباب وتشكيكهم في ثوابتهم الأيمانية وقيمهم الدينية فتكون كمن يدس السم في العسل وهذا أمر مردود عليك …

في الحقيقة كان الكثير من المستشرقين أكثر انصافا وعدلا في التعامل مع قضايا الدين بل والدفاع عنه في أحيان كثيرة، بل ووصل الأمر إلى إسلام كثير منهم ولكن ابتلينا في هذا العصر بفئة محسوبة على هذا الدين وهو منها براء، يشككون ويهدمون في ثوابت الدين والسنة المطهرة، وللأسف من المنتسبين الدين نفسه !

والحقيقة فإن السؤال الذي أسأله دائما هل فرغ هؤلاء من تطوير كل العلوم والمعارف وتفرغوا وشغلوا أنفسهم بمراجعة الدين؟ أن الذي يحتاج إلى المراجعة في حقيقة الأمر هو تفكيرهم الأحمق وعقولهم المريضة ..

نسوا أن ذلك الدين في حقيقته هو دين العلم والعقل والتأمل.. فحين تسمع لأحاديثهم وأفكارهم تجدهم لا يتحدثون إلا جهلا ولا يقولون إلا زورا، وهم بعيدون كل البعد عن تعاليم الدين الحنيف ومقاصد الشريعة السمحاء، لا تجد عندهم إلا التدليس والتزوير والتحريف والترصد المتعمد وعدم ربط الأحداث بسياقها ولا إعمال للعقل عندهم …

هل أصبحنا نعيش عصر الظلام الفكري … الحضارة الإسلامية التي أنارت العالم وقت الظلام والجهل أصبحت اليوم متهمة! وكذلك العلماء المسلمون الذين أثروا الحضارة الإنسانية في كافة مجالات المعروفة الٱنسانية والذين تدرس نظرياتهم وعلومهم في أرقى الجامعات العربية إلى اليوم أصبحوا مصدر تشكيك …

الدول والأمم الأخرى وصلت لمراحل متقدمة في العلم والمعرفة والتكنولوجيا ونحن ما زلنا نتجاددل ونتحارب في فرعيات الفرعيات والتي لا تسمن ولا تغني من جوع …

يا دعاة الهرطقة رفقا بالشباب والنشء … فالشباب في أمس الحاجة إلى الإنتماء وحب الوطن والتمسك بالقيم والقدوة ، وليس في حاجة إلى التشكيك والفتنة والخروج على القيم والمباديء وتدمير الرموز والقدوة … ولكن دعوني أخبركم أن شبابنا وبفضل الله واع ومستنير ومتدين بطبيعته ولن ينساق أبدا لدعاويكم الباطلة وأفكاركم المريضة …

زر الذهاب إلى الأعلى