مقالات الرأى

د. غلاب الحطاب المحامى يكتب: قادمون بحماس الشباب وخبره الشيوخ

0:00

اسمحوا لي هذا الأسبوع ان اتحدث عن شان خاص وان كنت اراه شأن عاما لتعلقه بركن هام من اركان منظومة العدالة بشكل عام . أتحدث اليوم عن المحاماة . والمحامي وبيتنا الكبير نقابة المحامين.
ذلك الصرح العريق الذى خرج من تحت لواءه العديد من الوزراء والمسئولين والشخصيات العامة والسياسين والأدباء والمثقفين والمبدعين في مجالات كثيرة . بل ان المحامين قادو العمل السياسي على مدار تاريخ طويل من النضال الوطني عبر تاريخ مصر الحديث , قاد النقابة ستة وعشرون نقيبا بداية من الأستاذ إبراهيم باشا الهلباوي ثم تلاه الوزير عبد العزيز باشا فهمي مرورا بالاستاذ احمد لطفي , مرقص حنا , مكرم عبيد , عمر عمر , عبد الرحمن الرفاعى , احمد الخواجة , سامح عاشور رجائى عطية , وصولا الى النقيب الحالى الاستاذ عبد الحليم علام .
من هولاء النقباء من سطر بأحرف من نور تاريخا مجيدا لنقابة المحامين ومنهم من مر على النقابه كمرور الريح بأطراف النخيل .
ولا اقصد هنا المدة الزمنيه التى قضاها كل نقيب على مقعد النقابه .
اتحدث عن الاثر الذى تركه كل نقيب ايا كانت مدة ولايته طالت او قصرت والتاريخ خير شاهد على ان نقابة المحامين منذ إنشاءها عام 1912 مرت بفترات كانت من السمو والعزه ومصدر فخر لكل من ينتسب اليها . لما قامت به النقابه من اعمال جعلت مهنة المحاماة فى صدارة الوجاهة الاجتماعية ونبراسا للرقى والكرامة .
ورغم آن النقابة انشئت كمؤسسة مهنية مستقلة وتتمتع بالشخصية الاعتبارية الا ان النقابة فى فترات الضعف والهوان تجاذبتها محاولات عديدة لتسييسها , وماج بها الاهواء يمينا ويسارا . الأمر الذى اضعف دورها الرئيسى وهو العناية بمصالح المحامين وضمان إستقلالهم التى هى من اسمى الرسالات وباتت الأن بلا هوية بعدما غلبت المصالح الشخصية للقائمين عليها مصالح جموع المحامين والمحاماة , حتى قادنا الصراع على مقعد النقابة الى تجاذب الاتهامات وكاننا فى حلبة لسباق الديوك التى تتناقر بلا هدف.
نفس الوجوه , نفس الحوارات نفس التوجيهات نفس كلمات الاستقطاب لا جديد على مدار سنون طويلة . اعضاء ونقباء اقتصر دورهم على المجاملات وحضور المناسبات والرحلات وبعض المؤتمرات التى تقام على شواطئ المصايف وثرثرة الكلمات واقترحات جوفاء تزرها الرياح قبل ان يقوموا من مقامهم ومن ثم تهدأ الرياح كما هبت , ويعود كل شئ الى الخلف كما كان .
حتى ترهل الجسد النقابى فكريا وخدميا . واصبح المحامى بلا غطاء وبلا حماية , تعصف به رياح قسوة الظروف المادية ومشقة العمل يصارع فى حلبة منظومة العدالة وحيدا.
ومنذ أن التحقت بالعمل بالمحاماة وانا اراقب عن كسب أحوال النقابة وما يدور بكواليسها .
هذا الصراع الدائر حول مغانمها وكنت دائما أتساءل متعجبا هل يستأهل ما يحصل عليه أعضاء النقابة من منفعة سواء كانت مادية او معنوية كل هذا الصراع بين المتنافسين الذي قد يصل الى حد الخوض فى الإعراض وتبادل الاتهامات .
ولكن عندما صرت اكثر نضجا واقتربت اكثر من الحدث وعلمت ان نقابة المحامين تدار بلا لوائح مالية ولا ادارية منضبطة .

وان للقائمين على النقابة سيفا وذهبا , وأن الذهب يذهب للموالين بلا حدود او قيد والسيف للمعارضين والمطالبين بالمساواة فى الحقوق وخدمات النقابة, اموال انفقت على عمليات التجميل وشفط الدهون .
واخرين تسولوا نفقات العلاج الضرورية , الفريق الاول يحظى بمعرفة اعضاء المجلس او النقيب والفريق الثانى لاحول له ولا قوة .
لكن أري وجوها هذه المرة تبشر بالخير , ومن هذه الوجوة المبشرة لفت انتباهى منذ الانتخابات التكملية التى اعقبت أستشهاد النقيب السابق المرحوم رجائى عطيه فى محراب العدالة وهو .
الاستاذ / نبيل عبدالسلام والذى جاء وصيفا للنقيب الحالى فى سباق الانتخابات التكملية , وعندما قرأت فكر هذا الرجل ومدى وعيه النقابى وثقافته القانونية الغزيرة ظللت اتابعه وارقب سجله النقابي والمهني علمت مدى طهارة يد هذا الرجل نقابيا ًوانه محام قدير على المستوى المهني صاحب فكر مستنير ورؤية واضحة ،الأمر الذي دعاني الي استضافته في برنامج محامي الشعب على فضائية قناة الحدث اليوم وكان هذا لقائي الاول بسيادته , تحاورنا قبل الحلقة واثناءها على الهواء مباشرة،تحدث فأبدع فكراً وروئ واعلن عن نقابي مخضرم ،كان ذالك قبل فتح باب الترشيح بفترة،وعندما علمت بنيته للترشح على مقعد النقيب العام لنقابة المحامين في دورته الجديدة استأذنته في الأعلان عن ذالك من خلال البرنامج ورحب سيادته وعلى مدار حلقتين كاملتين طرح سيادته ملامح برنامجه الانتخابي الذي كان مثار اعجابي بل واعجاب الألاف من أعضاء الجامعية العمومية بنقابة المحامين برنامج انتخابي طموح يمكن تحقيقه على ارض الواقع ،برنامج أعتقد سوف ينقل نقابة المحامين نقلة حضارية يصون لها كرامتها قبل اموالها المهدرة
الأمر الذي جعلني اتساءل هل حقاً سوف تشرق شمس نقابة المحامين من جديد بعد مدة ليست قليله من الضبابية وعدم وضوح الرؤيه على كافة المستويات الأدارية والمالية وكأنها قلعة محصنة ودائرة مغلقة ، اما آن ألاوان ان يعلم المحامي ما يدور خلف الأبواب المغلقة… سؤال اجباري فهل سيجيب عليه الأستاذ نبيل عبد السلام حال فوزه بالمقعد ؟؟ ……….

زر الذهاب إلى الأعلى