مقالات الرأى

حازم البهواشي يكتب: البطولة الحقيقية ليست في كوت دي ڤوار!!

0:00

شغلتنا أمورٌ كثيرة في هذه الآونة، أو ألهتِ البعضَ عن متابعةِ شأن إخواننا في غزة وما يحدث لهم، وكلها أمور تحتمل آراء كثيرة: مَن سيفوز بكأس الأمم الإفريقية؟ مَن سيفوز بكأس آسيا؟ هل محمد صلاح ممثل ويدَّعي الإصابة أم أنه مصاب فعلًا؟! هل تحررَ المنتخبُ المصري الأول لكرة القدم بعد خروج صلاح، ولذلك بدا الأداء أفضل في الشوط الثاني لمباراة غانا ثم أمام الرأس الأخضر؟! هل يسعى صلاح لصناعة مجدٍ فردي أم أنه مهتم بالحصول على بطولة مع منتخب بلده؟! هل يصح أن يترك صلاح المعسكر ويعود إلى إنجلترا؟! لا يملك أحدٌ الإجابةَ التي يُمكنها أن تُقنِعَ غيره المخالفَ لرأيه!!

هل تُتابِعُ مفاجآت بطولة الأمم الإفريقية في كوت دي ڤوار؟! هل شاهدتَ ما يحدث لمنتخبات الشمال الإفريقي؟! هل رأيتَ كيف لعب المنتخب الموريتاني وكيف صعِد لأول مرة إلى دور الـ 16 وحقق أولَ فوزٍ له؟! هل تابعتَ الحصانَ الأسود للبطولة منتخب كاب ڤيردي / الرأس الأخضر؟! هل شاهدتَ منتخب فلسطين وهو يحقق أول انتصار له في كأس آسيا؟! ليس من حقي بالتأكيد أن أحجر على اهتماماتك ومتابعاتك، لكننا وسط هذه الأحداث أو المُلهيات _ سمِّها ما شئتَ _ يجب ألا ننسى إخواننا في غزة، مَن يموت منهم قصفًا ومن يموت جُوعًا ومن يموت تحت الأنقاض!! يجب ألا ننسى عدَّادَ الموتى الذي تجاوز خمسةً وعشرين ألفًا حتى كتابة هذه السطور!! فضلًا عن 63 ألف مصاب، ناهيك عن عدد المفقودين، والنازحين الذين قدّرتهم الأونروا ( وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة ) بمليون و700 ألف !! إذًا البطولة الحقيقية ليست في كوت دي ڤوار أو قطر، البطولة الحقيقية في خان يونس حيث خرج 24 صهيونيًّا من الدور الأول _ على حد تعبير الـ (سوشيال ميديا) _!! وارتفع عددُ قتلى العدو في العملية البرية إلى 200 حسب إعلانه هو!! البطولة الحقيقية لدى هؤلاء الصامدين ضد عدوان دولي غاشم في شهره الرابع، دون أن يتراجعوا أو يستسلموا، ودون أن يُحققَ العدوُّ أهدافَه التي يسعى إليها في ظل تواطؤٍ من القوى الكبرى _ ليس بمستغرب عليها _ وخذلانٍ من بعض الأشقاء سيندمون عليه، بَيْدَ أننا يجب أن نعيَ أن نشيدَ السلام يتلوه سفاحون سَنُّوا الخرابَ والتقتيلَ، وأن محاربي الصحراء والمرابطين الحقيقيين موجودون في غزة.

دمَّر أعداءُ الإنسانية غزة حجرًا وبشرًا، لكنهم لم يُحققوا بُغيتهم بل وتراجعتْ أعدادُهم وزادت خسائرُهم وصاروا في وضعِ المهزوم المأزوم، إذ لم يُضعِفوا المقاومة ولم يُحرروا الأسرى رغم فرق الإمكانيات لصالح العدو في الآلة العسكرية والآلة الإعلامية، ذلك أن عقيدةَ صاحب الحق لا يُمكن مقارنتُها أو وضعُها في كِفةٍ واحدة مع عقيدة المغتصِب!! تُثبت الأحداثُ صِدقَ وعدِ الله، وأنه حتمًا كلمته _ سبحانه _ هي العُليا وجندُ الله يسيرون نحو النصر حتى وإن كان متأخرًا، حتى وإن لم يتحقق إلا بعد جيل أو جيلين. تؤكد الأحداث أن الوعي بالقضية يصنع الفارق، فيجب ألا ننساق وراء زيف يؤخرنا، في ظل ثقة بالنفس تزداد يومًا بعد يوم والعدو في مأزق رغم الدمار الذي أحدثه.

سلوا أصحاب التكنولوچيا الجبارة: هل اكتشفتم خريطةَ الأنفاق؟! هل أمليتُم شروطَكم لخروج أسراكم؟! هل عالجتُم مرضاكم النفسيين من الجنود جراء ما رأوه في الحرب؟! هل اقتربتْ نهايةُ المقاومة أم اقتربتْ نهايتكم؟!
عزيزي القارئ: أرجو ألا تنسى متابعةَ البطولة الحقيقية.

زر الذهاب إلى الأعلى