مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : سوق له انيااااب

0:00

.. في اريحيه عهود مضت كان  السوق يعني بائع ومشتري وبينهما سلعه وسعر نقد او مقايضه،  تعدي السوق مكانه  فكانت الصفقه تعقد في الشارع والمنزل والحقل، محكوما بقاعده ازليه للعرض (وفره وندره) وللطلب (قدره وعجز) وعليه كان السعر نقدا او عينيا يعلو ويهبط  حسب آليه العرض والطلب لاغيرهما ذلك لان الطلب كان مبعثه الحاجه الضروريه للعيش او متطلبات الحياه الاساسيه فقط الا فيما يتعلق بتخزين فطري للغد تحسبا للندره فيه وكانت هذه محكومه بتدني القدره علي شراء الكثير فيعود التوازن الالي للسوق حسب فروض العرض والطلب.
.. عندما تخلي السوق عن حاكمه من فطره التصرف عبر العرض والطلب من خلال تطور الزمان وتطور احتياجات الحياه وتطور القدره علي الشراء صنع السوق انيابه، وزادت حده تلك الانياب عندما اتسع مجال السوق ليصبح كونيا بدلا من محلي ومسافرا بدلا من مقيما وارتفعت قدرات البائع ليبيع عبر البحار و بضغط علي زر لتسبق رغبته المحموله علي اشاره الشبكه العنكبوته _تسبق _ بضاعته المحموله عبر ناقلات تمخر عباب البحر وتتجاوز سوقا ضيقا عاجزا الي اخر ضخما بقدرات شرائيه شرهه متوحشه.
.. عيار ناري يطلق في نزاع في اقصي الارض قبل ان يجتمع الساسه لاسكاته لاجل العدل او السلام يجتمع اهل السوق لبحث اثره علي سلاسل الامداد واسعار الطاقه ومتطلبات التامين البحري والنقل عبر الطرق الامنه والسريعه وعليه يضع السوق اسعارا لسلع ربما لم تنتج بعد لتشتعل فوراً علي اثره الاسعار في سلاسل المولات الضخمه وعلي ارفف حوانيت البقالين وعربات البائعه المتحركه عبر الازقه او حواري قري في مجاهل الدنيا وفي بطاقات شحن فاتوره الاتصالات المحموله والثابته واسعار الكتب الدراسية ومقابل الدروس الخصوصيه وتعريفه النقل الجوي في الدرجه السياحيه وعلي اجناب سيارات نقل الافراد ب(النفر) وحتي مركبات الريكشا والتوكتوك.
.. مع الزمان صنع الناس للسوق انيااااب عبر تطور ضخم لحاجاتهم ودخول اصناف اخري الي قائمه اساسياتهم بدءا من اصناف طعام الي متطلبات سكن مريح تجاوزت الطاقه فيه الطبخ والتدفئه بنار الحطب الي اجهزه طبخ وتنظيف وتهويه وتكييف وترفيه تدور علي مدار الساعه ووقود لاداره  مصانع وسيارات العمل والركوب وكهرباء لاناره وتشغيل ….. في سلسله لا نهائيه من عناصر استهلاك بشري متزايد..
.. مصطلح الجيوسياسه الذي تطور من وصف علاقه الارض ومابها وماعليها بالسياسه الي وصف الصراعات في مناطق من الارض ذات تاثير كبير في انتاج سلع السوق او معابر لنقله وقد لصقت اخيرا بحرب روسيا _ اوكرانيا وحرب اسرائيل _غزه بظلال امتدادها اقليميا لمضيق باب المندب واثره علي النقل التجاري للسوق العالمي واستخدام الممر الايسر والاقرب  (قناه السويس)، والحدثان اثرا وسيوثرا علي التدفق السلبي للسوق بما يضغط علي العرض والطلب ويخلق تضخما في السوق وهذا نابا صنعه الناس للسوق.
.. اغنياء الحرب والصدفه بقدرات شرائيه هائله تلتهم المعروض فيختل مقابل الطلب فتظهر قواطع جديده للسوق..
.. اللاجئون بفعل النزاعات تشكل اعدادهم الضخمه التي تصل لملايين يشكلون عبئا علي سوق الدول المضيفه يربك اقتصاديات سوقها فيجعله اشرس بخلاف ارباك في التركيبه الديموغرافيه وربما ارباك سياسي للمضيف الامر الذي اوصدت معه اوربا ابوابها امامهم ليتحولوا الي دول بظروف اقل اقتصاديا (مصر)
.. الاحتكار احدا انياب السوق التي صنعها الجشع البشري والذي يتفاوت من احتكار عابر للبحار الي احتكارات محليه   تعدت احتكار سلع استيراتجيه كالقمح والزيت والسكر الي احتكار البصل الذي جاوز سعره سعر افخر انواع التفاح.
.. ممارسات السوق الموازي “السوداء” في تجاره اوراق النقد الاجنبي وبالاخص الدولار والعملات المرتبطه به حيث وصل سعرها لضعف سعر السوق الرسمي الامر الذي شكل نابا جديدا للسوق يغرسه بلحم الناس حيث تقيم اسعار السلع مستورده ومحليه علي اساس سعر السوق الموازيه ليصنع تضخما يلتهم الناس بتحويل النقد لسلعه للمضاربه، والاحتكار وممارسات السوق السوداء للنقد قد تلقي بظلال فعل موجه لارباك سياسي لدول يمارسا فيها او ضدها فوق ارباك اسواقها.
.. الناس صنعت بجداره انيابا للسوق عبر نهمهم وصراعهم واحتكارهم وجشعهم ايسر  تلك الانياب للنزع هو الجشع عبر قوانين صارمه تمنع الاحتكار وممارسات السوق وقتل نهمهم بما يقلل استهلاكهم من الترف الي الاساسي بما يحقق قدرا من توازن العرض والطلب ويحجم التضخم وذلك الي ان يقضي الله امرا بنزع انياب السوق التي صنعتها الحروب وصراعات الجيوسياسه، وتبقي انياب السوق لتغرس بشده مؤلمه لاصحاب العوز والقله ويتجاوزها الميسورين… لكن اذا وصل الامر الي ركود وكساد السوق فانه سيلتهم الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى