مقالات الرأى

عبد المعطى أحمد يكتب: سر اختلاف يوم الميلاد

0:00

رغم أن المسيحيين الغربيين يحتفلون بميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر, بينما يحتفل به مسيحيو الشرق ومنهم مصر سنويا فى 7يناير, إلا أن الواقع يؤكد عدم وجود أى خلاف عقائدى حول هذا اليوم, لكن الاختلاف فقط فى التقاويم, فالكنيسة القبطية تتمسك بالتقويم المصرى القبطى الذى اخترعه العلامة “توت” رب العلم ومخترع الكتابة فى عام 1441قبل الميلاد, وبناء عليه تحدد موعد الميلاد يوم 29كيهك 7يناير من كل عام, أما الغربيون فيتمسكون بالتقويم “الغريفورى”الذى وضع فى عهد البابا الرومانى “غريغوريوس”عام 1582- كما يقول ابراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب- وفيه تتقدم السنة الغربية 10أيام عن التقويم القبطى الشرقى, ويوما كاملا كل 128سنة!
وحسب التعاليم الرسولية فإن عيد الميلاد لايرتبط بالتقويم الغربى منفردا, لأننا لو قمنا بتعديل أعيادنا وتقويمنا ليتماشى معهم ستتغير معه الخريطة الزراعية فى بلادنا والتى من أجلها تم اختراع التقويم المصرى, ولو فرطنا فيه يفقد تاريخه وهويته, ومواعيده وأعياده وأصوامه وكل طقوسه.
أول شجرة كريسماس ظهرت فى الولايات المتحدة عام 1850, وتباع سنويا36 شجرة على مستوى العالم, وتتصدر مدينة “أوريجسون” الأمريكية قائمة المبيعات التى تقدر بنحو 9ملايين شجرة سنويا, وأول من أدخلها البيت الأبيض الرئيس الأمريكى الرابع عشر “فرانكلين بيرس” فى عام 1856, وأضيئت أول شجرة فى التاريخ عام 1882 عقب اختراع “توماس أديسون” للكهرباء على يد إدوارد جونسون. وفى عام 1963 أطفىء شجر الميلاد أسبوعا من يوم 22إلى يوم 30 ديسمبر حزنا وحدادا على اغتيال الرئيس الأمريكى جون كنيدى, وقد حرمت الكنيسة وضع عقود الزهور الجافة والبلاستيكية على أبواب الكنائس التى ابتكرها الاسكندنافيون لارتباطها بالعقائد الوثنية.
نهاية عام, وبداية آخر هى فجر جديد, وأمل جديد, وطاقة إيجابية ودعم, ودليل على الاستمرار والتطور والتعمير, وعلينا جميعا أن نجلس مع أنفسنا نفكر فى كل ما قدمناه, وفى مالم نتمكن من إنجازه, وأن نجعل من احتفالنا بنهاية عام وبداية عام جديد بمثابة عهد ووعد مع أنفسنا أن نسعى لكل خير, ولكل حب, ولكل جمال, وأن نبذل قصارى جهدنا لكى يكون الخير والحب رسالتنا, وأن نبتعد عن أفعالنا الخاطئة ونسعى للأفضل, ثم أن ندرك حقيقة مؤكدة أن نهاية عام دليل على مرور العمر, فلانجعل أعمارنا تمضى إلا فى كل مايعود علينا وعلى الآخرين بالخير فى الدنيا والآخرة, وعندها نستطيع أن نبتسم ونقول: وداعا لعام سعيد مضى, ومرحبا بعام أسعد يبدأ, وكل عام وجميعنا ومصر بخير وسلام.
انضمام مصر لمجموعة البركس ابتداء من يناير الحالى 2024 خطوة على الطريق الصحيح ستساعد فى التبادل التجارى بالعملات المحلية مع الدول الأعضاء, مما يخفف من الضغط على العملة الأجنبية, وأيضا خلق سوق جديد للاقتصاد, سواء كان ذلك من خلال التعامل بعملات دول الأعضاء والتخلى عن الدولار أو من خلال قوة العلاقات القائمة بينهم, وبالتالى فإن انضمام مصر إلى مجموعة البركس التى تضم حاليا 11دولة جاء نتيجة رغبة قوية من دول الأعضاء فى التحالف وعلى رأسها الهند وروسيا والصين وجنوب أفريقيا بدخول مصر, حيث يمثل هذا التحالف تعاونا اقتصاديا تكنولوجيا بين عدد من الدول المتقدمة ذات ثقل كبير على مستوى العالم.
لايمكن أن يقضى الكمبيوتر على الكتاب, فأنت لاتستطيع أن تقرأ كتابا على شاشة الكمبيوتر دون وجع فى قاع العين, ولاتستطيع أن تمسك الشاشة بين أصابعك وتقلبها كما تفعل بالكتاب, ففى لحظات تستطيع أن تتصفح أى كتاب, وأن ترى أوله وآخره وفهارسه وهوامشه وأهم الأسماء, ويمكن أن تحول بعض السطور على الشاشة إلى ورق مطبوع, ولكن لاتستطيع فى لحظات أن تحول كتابا من أوله لآخره من الشاشة إلى الورق, ولذلك أنا لست سعيدا تماما بالكمبيوتر, إنه ينفعنى فى الحصول بسرعة على التعريف بكلمة أو موضوع, وقد جربت ذلك كثيرا, ولم استرح إلى نهاية التجربة, فالكتاب أو الموسوعة فى الكمبيوتر مكتوبة ومعروضة بطريقة خاصة ولاتروى رغبتى فى أن أعرف الذى أريد, وأحيانا أضيق بها تماما وأعود إلى دوائر المعارف.
مفتاح الأمل هو أن يدرك الجميع- قبل فوات الأوان- أن المتغطى بغير عروبته عريان!

زر الذهاب إلى الأعلى