مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : لماذا يريدون إفشال مصر؟ (الأخيرة)

رسالة إلى الرئيس

سيادة الرئيس لا أدري إن كان مقالي هذا سيصل إليك  أو يصبح مقالا من ضمن مئات المقالات التي تنشر في وسائل الإعلام يوميا وتمضي إلى حال سبيلها وإن كنت أتمنى أن يصل مقالي هذا إلى سيادتك حتى أكون قد استطعت أن أصل بصوتي وفكري إليك وأستطيع أن أصل إليك بأحلامنا وطموحاتنا وكل ما نتمناه لبلدنا الحبيبة مصر والتي لا شك أننا لم نخرج من الدنيا إلا بحبها ، فمصر يا سيادة الرئيس بالنسبة للمخلصين من أبنائها هي الحياة وهي المكسب الحقيقي وهي الغاية وهي الترف وهي الحقيقة مصر يا سيادة الرئيس بالنسبة للمخلصين والوطنيين من أبنائها هي الغنى والثراء وهي الهدف وهي الغاية وهي الشغل الشاغل لهم يا فندم ” مطلعناش من الدنيا غير بحبنا لبلدنا “

تناولت في سلسلة مقالاتي والتي كانت بعنوان ” لماذا يريدون إفشال مصر ” والتي كانت في ستة أجزاء المحاولات الخارجية والداخلية التي تريد إفشال مصر وتريد لها العودة إلى الوراء وإلى التخلف وإلى عدم التقدم والنهضة وتحاول وبكل ما تملك من جهد وعمل أن تفشل مشروع الجمهورية الجديدة ذلك المشروع الذي تقدمه مصر لشعبها وللعالم أجمع مشروع الجمهورية الجديدة مشروع رائد ومتميز ومختلف عن مشروعات مصر السابقة وهو المشروع الذي تقدمه سيادتك هدية لمصر ولشعبها وللعالم أجمع وهو المشروع الذي يجب أن يتلافى كل أخطاء مشروعات النهضة المصرية السابقة والتي لم تكتمل ولكننا نرى في سيادتك كل الإصرار والتحدي على إنجاح وتنفيذ مشروع الجمهورية الجديدة ونحن معك .

مبروك يا فندم ولايتك الجديدة على حكم مصر وإن كنا نتمنى أن يكون عنوان عهدك القادم هو ” العبور الجديد ” نعم يا فندم نحن في حاجة إلى عبور جديد عبور يأخذ مصر من شواطئ الغياب والفوضى والشلة والمؤامة إلى ضفة الحضور القوي الفعال في نفس كل مواطن.  عبور يأخذ بيد مصر إلى النظام الصارم والعدالة الناجزة والمساواة في الحقوق والواجبات عبور عظيم تحت قيادة سيادتك يقتحم خطوط الفساد ليف المتجزرة في عمق الدولة المصرية وكما فعلتها مصر في حرب أكتوبر العظيمة ودمرت خط بارليف العظيم كذلك يا فندم نريد أن تفعلها مصر مرة أخرى تحت قيادة سيادتك وتحطم خط فساد ليف الضخم الكبير.

نحتاج تحت قيادة سيادتك إلى عبور جديد عبور مختلف يعبر بمصر فوق مستوى الأحلام والطموحات عبور يعيد الأمل إلى نفوس المصريين عبور يعيد صياغة مفهوم الدولة المصرية بشكل مختلف وقوي وجديد داخل نفوس المصريين عبور جديد يعيد صياغة مفهوم الارتباط والانتماء بين المواطن وبلده من جديد عبور جديد يقتحم مفهوم الشلة في مصر ويدمرها ويغيرها ويعيد صياغة مفهوم العلاقة بين المواطن وبين حقوقه في دولته من جديد عبور يقتحم مفهوم الشلة في كل الوزرات والهيئات والمؤسسات الحكومية ويفككها ويشتتها ويعيد أصحاب الموهبة والكفاءة والعلم والخبرة إلى أماكنهم التي يستحقونها وتليق بهم عبور جديد يعيد إلى أصحاب الموهبة والأدب والفن قيمتهم وقدرهم ومكانتهم ويضعهم على رأس هيئات الثقافة والفن والأدب في مصر وخارج مصر عبور جديد تحت قيادتك يقتحم شلل الرياضة في مصر ويعيد هيكلة هذه المنظومة بشكل عصري حديث وعلمي وعالمي وعادل يقوم على الموهبة الحقيقية والكفاءة والعلم ويعيد مصر إلى صدارة العالم في الرياضة والألعاب المختلفة وليس في كرة القدم فقط عبور جديد يا سيادة الرئيس يقتحم شلل الإعلام ويعيد تقديم صورة إعلامية مصرية حقيقية عظيمة تقوم على العلم والكفاءة والخبرة والموهبة وتساهم في تقديم صورة مصر الحقيقية إلى الداخل وإلى العالم أجمع إعلام مصري وطني حقيقي يستطيع أن يكتسب ثقة المواطن في مصر بما يقدمه من حقيقة ومصداقية ومهنية راقية وبلغة محترمة رصينة وبفكر يقوم على احترام وتقدير عقلية المواطن المصري وبشخصيات ووجوه جديدة تستطيع أن تساهم وبشكل فعال في تشكيل عقلية وثقافة المواطن في مصر والارتقاء بوعيه العام .

عبور جديد يا سيادة الرئيس يقتحم الحياة السياسية والحزبية في مصر ويعيد صياغة وتقديم مفهوم الحياة السياسية والحزبية الحقيقية التي تقوم على التعددية وتبادل الخبرة والأدوار السياسية وتساهم وبشكل متكامل في إثراء الحياة السياسية والحزبية في مصر

عبورجديد يا سيادة الرئيس يمنع احتكار الحياة السياسية والحزبية في مصر واقتصارها على حزب واحد يتصدر واجهة الحياة السياسية والحزبية في صورة استنتساخ لصورة الحزب الوطني الديمقراطي وكأننا نتحدى قوانين الطبيعة في التقدم والتطور وهذه الصورة الحزبية القائمة على الاحتكار وتصدر المشهد السياسي والحزبي تضر بمصر وبالحياة الحزبية فيها أن تعود بها إلى الوراء وتصنع حاجزا كبيرا بينها وبين الشباب والمواطنين في ممارسة حياتهم السياسية

لا يوجد أحد في مصر يداينك بشيء يا سيادة الرئيس سوى شهداء وأبطال مصر ولا يوجد أحد في مصر له عليك حقوق سوى البسطاء من شعب مصر العظيم أما ما سوى ذلك فلا يوجد أحد له عليك دين أو له حق يحاول تقديمه لكم وللمواطنين يا سيادة الرئيس شعب مصر شعب عظيم وشباب مصر هم الأمل وهم المستقبل ومن حقهم الطبيعي أن يمارسوا دورهم السياسي والحزبي في بيئة سياسية وحزبية نقية وطبيعية وشفافة وبعيدة عن ممارسات الاحتكار السياسي والحزبي وصوت الحزب الواحد

يا سيادة الرئيس نريد من سيادتك عبور جديد في اقتحام ملف التعليم في مصر ونريد من سيادتك أن تعيد مشروع التعليم المصري العالمي الذي قدمه العالم الكبير الدكتور طارق شوقي والذي كان سيعيد مصر إلى حضارتها وتقدمها في تجربة التعليم المصري ذلك المشروع المصري العالمي الذي يبحث عن مواطن الإبداع والفكر لدى شباب مصر ويقدمهم في صورة علماء ومفكرين وإن حدثت أخطاء في تطبيق ذلك المشروع العالمي في الماضي فنعيد تقييم التجربة ونتلافى جميع الأخطاء السابقة في التطبيق ونعيد تقديم المشروع بشكل علمي حديث ذلك المشروع الذي سوف يعيد مصر إلى ريادتها وإلى مكانتها الحضارية مرة أخرى ولن يتحقق ذلك إلا بأن يكون مشروع تطوير التعليم المصري هو المشروع القومي الأول للدولة المصرية وللجمهورية الجديدة وبعده تأتي أية مشروعات قومية أخرى فلن تتقدم مصر إلا بالتعليم ولن تكون هناك حضارة مصرية مالم يكن التعليم المتقدم والمتطور هو العماد الأساسي لهذه الحضارة

يا سيادة الرئيس نحتاج تحت قيادتك وفي عهدك الجديد إلى تغيير شامل وحقيقي في كل الهيئات والمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة في مصر نريد هيكلة تامة وشاملة وأشكال ووجوه ثقافية جديدة تملك الفكر والرؤية والموهبة تعيد ماضي مصر العريق في الفن والثقافة والشعر والأدب وتؤثر بثقافتها وأدبها وفنها في تشكيل الوعي والوجدان المصري والعربي نريد يا سيادة الرئيس في عهدك الجديد أن نرى الأدباء والشعراء وأهل الثقافة والفكر وهم يعالجون في أفخم المستشفيات ويحصلون على معاشات مالية تليق بهم وتجعلهم يعيشون عيشة كريمة نريدهم يا سيادة الرئيس وهم يشتركون في الأندية الرياضية الفاخرة ويحصلون على عضويات الفنادق الكبرى واشتراكات القطارات المجانية نريد أن نرى في عهدك إكرام أهل الأدب والشعر والثقافة والفن فهؤلاء يا سيادة الرئيس هم قوة مصر الناعمة وعقلها المفكر وأساس نهضتها الثقافية والفكرية والحضارية

يا سيادة الرئيس نريد من سيادتك في عبورك الجديد وفي ولايتك القادمة على مصر أن تقتحم ملف تجديد الخطاب الديني وفي كل مؤسسات الدولة المصرية الإسلامية والمسيحية نريد من سيادتك أن  تدعو لمؤتمر مصري يهدف إلى تطوير آليات وأساليب وأدوات الفكر الديني الإسلامي والمسيحي في مصر نريد أن تكون هناك أدوات وأساليب ومفاهيم دينية عصرية حديثة وتليق بأدوات ومستهدفات العصر الحديث نريد تغييرا كبيرا وشاملا في فكر وثقافة ووعي كل القائمين على المؤسسات الدينية في مصر .

يا سيادة الرئيس إننا بحاجة ملحة وسريعة إلى إعادة هيكلة وتقديم كل منظومات الدين والقيم والأخلاق والوطن والمجتمع لدى المواطن المصري. بحاجة إلى أن يؤمن المواطن بأنه ليس رقما مهمشا في تعداد سكاني حكومي وإنما رقم صعب ومهم في معادلة نمو ونهضة الدولة مصرية والجمهورية الجديدة. بحاجة إلى إعادة صياغة للعلاقة بين الحكم والحكومة والمواطن علاقة مبنية على الاحترام والثقة والإيمان والواجبات والاحترام المطلق للحقوق. بحاجة إلى عقد مقدس جديد بين الحكم والمواطن وعلاقة وطنية مختلفة تناسب الإنسان المصري الحديث بفكره وثقافته وانفتاحه على العالم والإيمان الكامل بحقوقه والرغبة المطلقة في العيش في أمن وسلام ورفاهية. بحاجة إلى خطاب حكومي يحترم فكر وثقافة وعقلية المواطن في مصر؟

” هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ” هكذا تحدثت في يوم من الأيام يا سيادة الرئيس عن الشعب المصري وتحدثت بكل صدق وتلقائية وبكلمات خارجة من القلب ووصلت إلى قلب كل إنسان مصر ونحن في انتظار أن تتحول هذه الكلمات إلى واقع ملموس تغير من واقع ومن حياة الشعب المصري وتأخذ بيده إلى عهد وواقع جديد يليق بمصر وبشعبها العظيم وهو معك دائما إلى عبور جديد.

 يا سيادة الرئيس نتمنى من سيادتك أن تكون مرحلة العبور الجديد عبور عظيم وشامل في نواحي الحياة السياسية والحزبية والثقافية والفنية والأدبية والرياضية والدينية عبور ينقل مصر في عهدك الجديد إلى الانطلاق بالجمهورية الجديدة وبمصر الجديدة إلى أفاق العلم والثقافة والتقدم والحضارة.

 يا سيادة الرئيس مصر كلها تنتظر منك هذا العبور العظيم ومصر كلها برجالها ونسائها وأطفالها وشبابها هي حزبك وظهيرك السياسي في القلوب والعقول قبل اللافتات والشوارع والمقرات الحزبية

يا سيادة الرئيس إننا نقف معك ونساندك ونؤيدك ونقدم لك كل أوجه الدعم والتأييد والمساندة وكل ما نرجوه منك أن تحقق آمال وأحلام المصريين الجديدة وأن تستكمل مشروعات الجمهورية الجديدة تلك المشروعات التي تقوم على الاستثمار في الإنسان والبنيان ونحن معك وبك في مصر العظيمة المتقدمة مصر الحضارة والعلم والثقافة والفكر معك وبك في الجمهورية الجديدة

زر الذهاب إلى الأعلى