أحمد الشيخ يكتب : قضية الأرض
مضى أكثر من شهر من القتال وما زالت قوات الإحتلال تقوم بالقصف المستمر الدائم بكل أنواع القنابل والصواريخ على اختلافها والتي يعد بعضها محرما ومجرما دوليا، وسلسلة من القصف الجوي العنيف للأهداف المدنية والمستشفيات والمدارس بشكل شيطاني،
رغم أن الإحتلال يعلم جيدا أنه لا تتواجد بأيا منها أي قوات دفاع مسلحة من قوات المقاومة الفلسطينية لكنه انتقام غاشم مجرَّم وفقا للقوانين والمعايير الدولية والإنسانية وقواعد الإشتباك والإستهداف النوعي، وهو نوع من رد فعل لا ينتج إلا عن خاسر لخسائر مادية وبشرية لا يعلن عنها صراحة، خوفا من أن يؤثر ذلك في صفوفه الواهية نفسيا المفتقدة لعقيدة الكفاح والدفاع عن حق مشروع،
مما يضعف معنوياته فتسمع عن حالات انتحار بين صفوفه، حتى أنه يعلن عن عدد كبير تم استدعاؤه من قوة الإحتياط لكن لا يعلن عن عدد الإستجابة،
خاصة وأنه فشل في إطلاق سراح أسراه المحتجزة لدى حماس، مما اضطره مؤخرا لأن يذيع كذبا إطلاق سراح إحداهن لكن أظافرها ذات الطلاء وأمور أخرى كشفت مدى الوهن الذي يضطر الى الكذب، حفاظا على المعنويات،
وبذكر الأسرى لعلنا تابعنا السيدة العجوز التي صافحت أحد جنود المقاومة وصرحت بالكثير عن الإنسانية التي تم التعامل معهم بها والرعاية الصحية الى آخره،
كل ذلك عقب استهداف تم تصنيفه أنه الأقوى مؤخرا والأكثر تنظيميا ومفاجئة لمستوطنات المحتل من قبل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والتي رغم كل ذلك ما زالت قادرة على توجيه الضربات،
يبدو أن الأمر هذه المرة تمت دراسته مسبقا والتخطيط له بشكل أفضل مما كان، لذلك نجحت في فرض قضيتها على طاولة الرأي العام العالمي وتحريك الأمر الذي كان يطمح المحتل أن تنساه الشعوب ويصبح أمرا واقعا أو مسألة تاريخية،
ومن أصداء هذا النجاح اكتساب المعركة لجيل جديد تم إبعاده عن المعرفة حول القضية وحول بداية الأمر، الجيل الذي تم إلهائه بمصطلحات السلام الكاذب والإنسانية المغشوشة، حتى تعلم أن الإنسانية مع اللاإنساني هي محض عبث وان الجرائم منها ما لا يسقط بالتقادم، وان صاحب الأرض الحقيقي الذي لم يبعها سلفها كما يشيع الجهلة هو من يموت عليها وهو من يعلق مفتاح العودة في صدره، لا من يفر الى المطارات،
انه خاسر فشل في إحداث اي معركة مكشوفة أو اختراق دفاعات القسام أو الإجتياح المزعوم، الذي أمطر الإعلام بتصريحات انه سيكون احدى الليالي الماضية ثم تراجع
عن صراحة التصريح وعلانيته الى انه هناك تدخلات لوقف الإجتياح، وكأنهم ينصتون الى أي تدخلات كانت لتهدئة او مرور شاحنات إغاثة حتى،
خاسر تصريحات رئيس حكومته ووزير دفاعه وصفت هذه الحرب بأنها صعبة وطويلة، وأن لها ثمنا باهظا،
تستطيع القول أنه فشل في تحقيق انتصار ميداني على الأرض وفقا لقواعد الحرب الدولية والقانون الدولي الإنساني
فالأرض تلعب لصالح صاحبها والمقاومة تخرج لهم من تحتها وتصطاد وتعود، وتفجر من النقطة صفر،
مما فضح ضعف قدرة المحتل على معركة في إطار المعركة وبضوابط المعارك الحربية،
رغم تفوقه تسليحيا وعدديا وحصوله على الدعم من الغرب بالسلاح والمال والعدة والعتاد، وحتى بالتصريحات في وصفه أن له حق الدفاع عن النفس وعدم الإعتراف بأنه محتل ولا يحق لمحتل الدفاع عن النفس، وبإعتباره قوة دينية في نظر البعض، أو القوة البيضاء في نظر البعض الآخر، مما يدفع كل العنصريين الى دعمه بشكل مباشر أيا كان الدافع فلا يزال بالتعبير العسكري يمشي واقفا ويستتر خلف الضربات الجوية، وكأنه على يقين أن الإشتباك المباشر هو الفخ الذي يستنزف قدراته ويكلفه المزيد من القتلى بين صفوفه،
يتلقى دعما من رعاته الغربيين ومن بينها أموالا بالطبع هي من مخصصات وميزانيات شعوب هذه الدول الداعمة،
مما أثار حفيظتها ودفعها للتظاهر العارم هنا وهناك رفضا لهذا العبث وهذه الغطرسة المبنية على لاشئ سوى الإنتقام الأعمى الغاشم،
وعلى الجانب الآخر يعلن الحوثيون صراحة استهداف نقاط عسكرية عند المحتل، نزولا على رغبة الجماهير اليمنية، أيا ما كان نتيجتها وأنه تم إيقافها أو اسقاطها من خلال أسلحة دفاع أمريكية، وعلى الجبهة اللبنانية يراوح حسن نصر الله، مما يضع المحتل وأمريكا في مأزق غير واضح المعالم وغير متوقع القادم فيه وإلى أي مدى يثبت كلا منهما أمام حرب مفتوحة نواتها عقيدة الكفاح المشروع والدفاع عن حقوق أصيلة وعن الأنفس والأبناء.