محمود سامح همام يكتب: الموقف المصري من الأزمة الفلسطينية.
حذرت مصادر مصرية رفيعة المستوى مراراً وتكراراً في تصريحات من دفع الفلسطينين العُزل تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف بدعوات للنزوح الجماعي، كما أكد لنا الموقف المصري أنه لم يتوانى منذ تفاقم الأوضاع في الأراضي المحتلة، كما أنها كثفت الإتصالات بكافة الأطراف الفاعلة للمجتمع الدولي لوقف التصعيد وحقناً لدماء الشعب الفلسطيني، كما أكدت لنا الاحداث أن رؤية القاهرة كانت بعيدة المدى عندما حذرت الجميع من خطورة الموقف وتداعيات ذلك على ثوابت القضية الفلسطينية، كما أنه من الواضح أن تلك القصفات المكثفة من قوات الاحتلال على قطاع عزة يعد الهدف الضمني لها هو نزوح السكان وتفريغ القطاع بالكامل وتصفية القضية الفلسطينية باعتبار أنه اخر ارض تابعة لدولة فلسطين.
ويمكننا في سياق الازمة تناول بعض السيناريوهات المحتملة للدولة المصرية حيث أنها وكيل القضية الأول في المنطقة، كما أن لتلك الأزمة تداعيات مباشرة تهدد الأمن القومي واللوجستي والديموغرافي للقاهرة.
فالبداية سنسلط الضوء على السيناريو العسكري المحتمل من الجانب المصري، لاسيما فالأونة الأخبرة قُصف معبر رفح ثلاث مرات في جنوب قطاع غزة من قوات الاحتلال الأسرائيلي ، مما يجعلنا نتنبأ بأن حشد بعض معدات وقوات الجيش المصري عند معبر رفح له عدة دلالات منها تأمين أسطول قوافل التحالف الوطني للمساعدات المفترض إرسالها لغزة لإغاثة الفلسطنيين، كما يمكننا القول أن هذا الحشد بمثابة تحسباً وجاهزيةً لأي تجاوزات على الحدود المصرية من جانب دولة الاحتلال الأسرائيلي، كما أنها للتشديد على عدم مرور أي مواطن فلسطيني لسيناء.
استكمالاً، نستطيع أيضاً وضع سيناريو أخر وهو السيناريو الدبلوماسي من الجانب المصري،وذلك لعدة دلالات منها تصريحات مصر المتشددة حول ضرورة إيجاد حد للتجاوزات الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، وأن قوات الاحتلال قد تجاوزت حق الرد، وأنها ترتكب عقاباً جماعياً في قطاع غزة، كما أن مصر تحاول جاهدة أن تضمر مؤتمراً عالمياً للسلام وحل الأزمة الفلسطينية المتصاعدة، كما أن مصر أثبتت قوتها الدبلوماسية مسبقا في وقف التجاوزات المتتالية لقوات الاحتلال في غزة وأن فلسطين كانت ولا زالت أولوية منذ القدم لدى مصر.
ختاماً، بعد ذكر السيناريوهات المحتملة للجانب المصري في حل الأزمة الفلسطينية، يمكننا ترجيح السيناريو الدبلوماسي لمصر في حل الأزمة الفلسطينية حيث يعكس التزامها القوي وإرادتها الحقيقية لتحقيق السلام في المنطقة. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية المكثفة، يمكن أن تلعب مصر دورًا حاسمًا في تحقيق الاستقرار والعدالة في الشرق الأوسط.، وبفضل الجهود المستمرة للدبلوماسية المصرية، يمكن تحقيق تقدم في حل الأزمة الفلسطينية. على المدى البعيد، يمكن أن تسهم هذه الجهود في إحلال السلام الشامل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمان. تتمتع مصر بعلاقات واسعة النطاق مع الجميع، بما في ذلك الفلسطينيين ودولة الإحتلال الإسرائيلي والدول العربية والدول الإقليمية والدول الغربية. وتستخدم مصر هذه العلاقات المتينة للعمل على تشجيع الحوار بين الأطراف المعنية وتعزيز الثقة وتحقيق التوازن في العلاقات.