همت صلاح الدين تكتب : الاستراتيجيات الثقافية في عصر العولمة (2)
الأصول الثقافية محفز لتعزيز أنشطة التجديد الحضري
ما الذي يجعل المدينة تبدو أكثر مرونة؟ في عالم يواجه التحديات المزدوجة المتمثلة في زيادة التحضر وتغير المناخ ، كان من الأهمية إعادة التفكير في المدن بحيث تكون قادرة على مواجهة الضغوط التي ستجلبها هذه التغييرات فجاءت استراتيجية التجديد الحضري التي تقودها الثقافة 20-30 تكشف نظرة عامة عن المدن في البلدان المتقدمة ، مثل الولايات المتحدة واليابان وسنغافورة وبعض البلدان الأوروبية ، أن استراتيجيات التجديد الحضري التي تقودها الثقافة أصبحت داعمة للنمو الاقتصادي أشار تقرير نشرته لجنة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إلى أن التجديد الحضري الذي تقوده الثقافة أصبح وسيلة معترف بها للمدن لاكتساب القدرة التنافسية العالمية وكذلك تحسين مناظر المدينة والأداء الاقتصادي الحضري (Evans، 2005؛ Miles & Paddison
يشير المقريزي إن القائد الفاطمي جوهر الصقلي كان يريد أن تكون العاصمة الجديدة القاهرة حصنًا منيعًا يحول دون دخول القرامطة أرض مصر. بينما يؤكد ابن سعيد علي خصوصية القاهرة بالنسبة للفاطميين بأسلوب الرحالة فيقول: “مدينة رائعة تفنن الفاطميون في بنائها وكانت مقراً لخلافتهم ومركزاً للإشعاع العلمي والثقافي” حتى الشدة المستنصرية ,جاء امير الجيوش بدر الدين الجمالى فوجد القاهرة خاوية على عروشها فأذن للناس غير الفاطميين للبناء مرة ثانية فاتسعت مساحتها وازدهرت مبانيها وظلت القاهرة على هذه الحالة حتى نهاية الدولة الفاطمية
ايضا شهدت القاهرةُ تطورًا عمرانيًا كبيرًا في الفترة التي تقع ما بين الضم العثماني لها عام 1517 حتى مجيء الفرنسيين عام 1798، فقد سجّلت لنا التراجم أسماء ولاة ساهموا في هذا التعمير مثل الوالي «سليمان پاشا الوزير» والوالي «سنان پاشا، والوالي» «أحمد پاشا الخادم» في القرن السادس عشر و الرحالة المسلمون إلى مصر والقاهرة «محب الدين الحموي» بالإضافة إلى قيام أهل القاهرة أنفسهم بتشييد عمائر جديدة على مر القرون العثمانية، زاد العمران طوال الفترة المذكورة، فيذكر «أندريه ريمون» في كتابه «المدن العربية الكبرى» أن المساحة المبنية للقاهرة المملوكية لم تزد بحال من الأحوال عن 450 هكتارًا، بينما بلغت هذه المساحة في عام 1798م ( خرائط وصف مصر للحملة الفرنسية) 660 هكتارًا؛ أي زاد حجم عمران المدينة أكثر من 50% مما كانت عليه قبل الدخول العثماني- اصبحت بنيتها التحتية متهالكة الآن – على مدى العقد الماضي، نمت شهية المستثمرين بسرعة تجاه أدوات التمويل الخضراء والموجهة اجتماعياً. عام 2021، تمّ إصدار أكثر من 1.6 تريليون دولار من الديون المستدامة، 33% مرتبط بتحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية الحوكمة المؤسسية. ” “يُعدُّ الامتثال للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية الآن شرطاً مع العديد من مديري الأصول المؤسسية لن يقدموا التمويل أو يحتفظوا بأصول في مشاريع لا تتوافق مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية، وهو ما يعني أن الحكومات بحاجة لاعتماد تلك المبادئ وتسلسلها من خلال متطلبات المشروع للمطورين من القطاع الخاص، لإتاحة المزيد من الخيارات المتاحة لتمويل التنمية وزيادة احتمالات تحقيق أهداف النهضة الحضرية 30- 20التى تعتمد على التجديد الثقافى , ، تأتي برامج التجديد مصحوبة بتحديات كبيرة للحكومات والمطورين على حد سواء، لإعادة بناء بنية تحتية دون المستوى القياسي أو غير كفؤة بيئياً، تتطلب تحقيق توازن بين التطوير وإحلال الأغنياء بالفقراء، حيث يمكن أن يكون تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية مستداما مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي والاقتصادي الأصيل مهمة صعبة جدا، يمكنها تعزيز احتمالات النجاح اكثر من تحديد : احتياجات المصريين لتمسكهم بذكرياتهم التاريخية.
——-
مستشارة تنمية ثقافية وتراث
رئيس جمعية تراثيات للحرف اليدوية