أحمد فرغلي رضوان يكتب : تاج ..خلي بالك من جمهورك
نتيجة التجربة لا تزيد عن كونها مقبولة فنيا ومناسبة لجمهور العيد الذي عادة يخصص جزءا من الإجازة للسينما ويشاهدون جميع الأفلام، وبعد إنتهاء إجازة العيد يكون لشباك التذاكر كلام آخر .
صناع الفيلم تحدثوا كثيرا عن أول تجربة سينمائية تقترب من أفلام السينما العالمية والأبطال الخارقين لعالم مارفل مع أنه كانت هناك محاولات قبل ذلك في الدراما المصرية مثل مسلسلي “سوبر ميرو ” و “الرجل العناب “، وفيلم “موسى”، ولم يبتعد” تاج ” عن المستوى الفني كثيرا للعملين في الفكرة و القصة وهي اكتساب قوة خارقة بالصدفة وكذلك تنفيذ الخدع لم يصل لمستوى عالمي مقنع خاصة للجمهور الخليجي الذي وجدته يضع الفيلم في مقارنات قاسية جعلتني أشفق كثيرا عليه.
لماذا لم تتم صناعة هذا العمل بهدوء ووقت أطول وتخصيص ميزانية أكبر والاستعانة بمخرج عالمي لخروجه بشكل أفضل طالما قرر صناعه الدخول في هذه المنطقة الفنية العالمية مع ملاحظة أن بطله هو من أغلى النجوم المصريين والعرب في التوزيع الخارجي ويحقق إيرادات ضخمة خارجيا، التعجل والاستسهال وضعف الإنتاج آفة كبيرة و يجب التفكير كثيرا قبل تلك المغامرات السينمائية الكبيرة.
الفيلم ممكن بعد مشاهدته لا تتذكر سوى بعض المواقف الكوميدية والتي قدمها بطل الفيلم بخفة ظل كبيرة خاصة مشاهده أمام دينا الشربيني، وكذلك عدد من المشاهد التي ظهرت فيها المؤثرات بشكل جيد، غير ذلك الدراما كانت في أضعف حالاتها على مستوى الشخصيات وتطورها مع سرد الأحداث غير المقنع، حتى الحدث الأساسي لم يستطع صناع الفيلم إيجاد مبرر درامي جيد للظهور المفاجيء للقوة الخارقة للبطل ! كان من المقبول أكثر مع أجواء الفيلم الكوميدية أن يجد البطل كتابا ويقرأ تعويذة أو أحد العلماء يجرب عليه اختراع ما يكتسب بعد ذلك تلك القوة بدلا من اللف والدوران وقصة الجد وتوريثه لها!
مشاهد متتالية غير مترابطة وكأن تتابع المشاهد حتى لم يكتمل في السيناريو ! تشعر أن البطل يكتب مواقف وافيهات حسب الأبطال المتواجدين في المشهد ! دون مراعاة للقصة والأحداث التي بعضها كان دراما مؤثرة خاصة بعد ظهور التوأم الشرير !
طبعا شخصية التوأم كانت من أضعف الشخصيات وغير مقنعة تماما وكان الأفضل أن يكون الشرير شخصا غريبا وليس الأخ التوأم ، كذلك شخصية عمرو عبدالجليل كان يجب إعطاءه مساحة أكبر في السيناريو .
منذ فترة و بطل الفيلم الفنان تامر حسني يكتب بوستات مطولة على السوشيال ميديا بمضمون ” توعوي ” للشباب وهي نقطة إيجابية بالطبع لفنان يتابعه الملايين أن يحثهم على العمل والتمسك بتحقيق الأحلام وعدم اليأس، ولكن لا تصلح أن تكون تلك الآراء مباشرة في مشاهد حوار مطولة داخل أحداث فيلم كوميدي.
بالطبع تامر حسني من أكثر النجوم اهتماما بالسوشيال ميديا ويجيد استخدامها لو أخذ جولة بين تعليقات الجمهور في مصر والعالم العربي! سيجد ردود أفعال غير جيدة لدرجة أن بعض تعليقات الجمهور الخليجي قالت إن “تاج” أسوأ أفلام تامر حسني وأعطوه بعض الوقت سيعترف بذلك ! ، نصيحة لبطل الفيلم خلي بالك من جمهورك ولا تتعجل في العمل القادم حتى لا ينفذ رصيدك لديهم، و المتابع لإيرادات أفلام تامر حسني ستجدها تتراجع من بعد فيلم “البدلة ” والذي قدمه عام 2018 وربما أنقذه مؤخرا شباك التذاكر في الخليج.
التمثيل في الفيلم متوسط لن تجد أي إبداع من أي شخصية تامر حسني أسوأ مشاهده في البداية خاصة الحوارية المطولة المباشرة وكان أفضل منها في بعض مشاهد المواقف الكوميدية.
أما دينا الشربيني مجرد تواجد وإضافة فيلم لأرشيفها كعدد في السينما وكذلك ساندي دور صغير و مجرد تواجد فقط ، أما عمرو عبدالجليل كان مبالغا في تقديم الشخصية وحاول تقديم كوميدية ولكنها كانت غير مناسبة لشخصيته في الفيلم وأسوأها مشهدا هزليا عن ملابس البطل الخارقة!
أخيرا البطل مطرب ولكن عدد الأغنيات في الفيلم تجدها مثل باقي الأفلام التي أبطالها من غير المطربين ! لماذا تفقد تلك الميزة والتي ميزت أفلامك في البدايات !؟ ولا تقدم أكثر من أغنية داخل الأحداث.
صناع الفيلم اجتهدوا في حدود المتاح إنتاجيا وقدموا تجربة سينمائية جديدة مقبولة ولو هناك جزء ثان لها يجب الاهتمام أكثر بسيناريو الأحداث و الشخصيات.