مقالات الرأى

أمجد مصطفى.. فى تكريم “منير” غابت البساطة رغم أنها أم الجمال ..والمهارات وحدها لا تصنع فريق بطولات

الموسيقى والغناء أبسط بكثير من أن تكون استعراض للقوة، من الممكن ان نجمع أهم عازفين فى العالم فى حفل واحد ،لكن ما النتيجة فى النهاية،هل ستكون فى صالح جماعية العمل. ما أعلمه أن أى نادى فى العالم لا يمكن أن يحصل على توقيع أهم لاعبى العالم من حيث المهارة، مهما كانت قوة شخصية المدرب، لأن الأمر سيتحول فى الملعب الى أستعراض للمهارات و ليس الخروج بنتيجة طيبة، كذلك لا يوجد أوركسترا فى العالم يضم أهم عازفين فى العالم مهما كانت قوة المايسترو، لأن الفنان فى كثير من الأحيان أو اللاعب المهارى يكون عنده نزعة ذاتية لأبراز موهبته و بالتالى كل هذا سوف يؤثر على الأداء الجماعى و الانسجام، و ديناميكية العمل.لكنك من الممكن أن تجمع 9 أو 10 لاعبين لديهم القدرة على تنفيذ فكر المدرب مقابل أن يتواجد لاعب أو لاعبين على الاكثر يتمتعان بمهارة فائقة موظفة ايضا لصالح الفريق فتخرج بنتيجة مبهرة، نفس الأمر للفرق الموسيقية هناك صوليست صاحب قدرة عالية جدا فى الاداء “وتريات و نفخ وايقاع” وهناك مستوى اخر من العازفين بمعنى ان هناك مستوى أول يجلس فى المقدمة ومستوى ثانى وثالث يجلس فى الصفوف الخلفية،هذا مطلوب و الاخر ايضا مطلوب.لكن أن تضم فرقة أو اوركسترا عازفين جميعهم معلمين أو فريق كرة يضم لاعبين من اصحاب المهارات الكبيرة فهذا يعنى ان النتائج لن تكون كما يريد البعض،فريق باريس سان جيرمان ضم ميسى ونيمار و امبابى و لم يحصل على بطولة اوربا.
فى حفل محمد منير بجدة و فى ليلة تكريمة المبهرة من حيث التنظيم، تجمع مجموعة من أهم العازفين فى العالم الى جانب اوركسترا المايسترو هانى فرحات،وجدنا عازفين كبار مصنفين عالميا على خشبة المسرح يظهرون من وقت لآخر،على خشبة المسرح،يدخلون ويغادرون بعد اداء العزف،ورغم الامكانيات المبهرة التى اظهروها لكننى من وجهة نظرى المتواضعة انهم احدثوا نوع من الزحام لم تكن الليلة فى حاجة اليه،خاصة ان اوركسترا هانى فرحات ضم عازفين كبار فى الوتريات والنفخ و الايقاعات،ادوا ما عليهم بشكل جيد و خرجت الاغانى بشكل مبهر ،لكن كل هذا الابهار كان يتوقف و يحدث انفصال ذهنى من المتلقى بمجرد دخول كبار العازفين الذين دخلوا فى مباراة من الارتجالات ليس مكانها فى حفل منير،خاصة و كما ذكرت انهم يدخلون ويغادرون المسرح عقب اداء العزف،و ليس كما أعتدنا يقف الصوليست من بين عازفين الاوركسترا لأداء الصولو ثم يجلس فى مكانة،هذا ما اعتدنا عليه، ليس فى مصر فقط لكن على مستوى العالم. فالموسيقى والغناء أبسط بكثير من أن تكون ليلة لاستعراض القوة،البساطة أم الجمال كما يقول المثل، أرى أن منير وحده كفاية لعمل حدث كبير،لانه فعلا فنان كبير.
الشئ الثانى الذى كنت أتمناه فى حفل منير طالما أنها ليلة المشوار،أن يكون الفنان المصرى العالمى يحيى خليل من بين المتواجدين فى الحفل،لان النقلة الاهم فى حياة منير و انطلاق مشروعة الغنائى كان على يد هذا الفنان.
منير ويحيى لن يعيشا أكثر مما عاشا،ولذلك كنت أتمنى أن أرى يحيى على المسرح كما تواجد فتحى سلامة، كنت أتمنى أن أرى كل فنان على قيد الحياة قام ببناء طوبة فى مشروع منير،لاننى شخصيا اعتبر أن منيرهو الوجه الثانى للغناء المصرى،قبله كانت و لازالت المدرسة التطربية و بعده ابح لدينا مدرسة آخرى تعتمد على مفردات جديدة فى كل شئ طريقة الاداء و المظهر العام، منير كان مختلفا فى كل شئ.التكريم مستحق،أتمنى أن نقدم فى الاوبرا المصرية قريبا منير فى هذا القالب بوجود كل من صنعوا المشوار معه.

زر الذهاب إلى الأعلى