كشفت صحيفة “تايمز” البريطانية عن توزيع أقراص اليود على سكان مدينة نيكوبول الأوكرانية المحاذية لمحطة زابوريجيا النووية، وذلك تحسبا لوقوع تسرب إشعاعي، وسط تنامي المخاوف من احتمال وقوع كارثة نووية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير لها أمس، أن صافرات الإنذار التى تحذر من الغارات الجوية تنطلق بلا هوادة بمدينة نيكوبول في جنوب أوكرانيا، لكن عبر نهر دنيبرو يلوح في الأفق تهديد أكبر وهو محطة زابوريجيا النووية.
وأشارت إلى أن السلطات في نيكوبول، وزعت أقراص اليود على السكان ليتم تناولها في حال وقوع تسريب أو انفجار.
وبحسب “تايمز”، فإن الأقراص فعالة ضد بعض أنواع التسمم الإشعاعي، لكن العديد من السكان يتشككون بشأن ما إذا كانت ستوفر لهم الحماية.
ونقلت الصحيفة عن ليودميلا هوريكوفا، من سكان المنطقة، قولها: “لا أعتقد أن اليود سيساعد حقا إذا حدث شيء خطير، الأقراص لن تنقذنا”.
وعلى الرغم من المخاطر المزدوجة المتمثلة في الهجمات الصاروخية الروسية والإشعاع، لم تصدر السلطات في نيكوبول بعد توصيات بمغادرة السكان المتبقين في المدينة إلى مناطق أكثر أمانًا.
وكانت القوات الروسية قد سيطرت على زابوريجيا، أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا، قبل أكثر من عام.
ومنذ ذلك الحين، تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بالقصف الذي أدى بشكل متكرر إلى قطع خطوط الكهرباء الضرورية لمنع ارتفاع درجة حرارة المفاعلات الستة في المحطة.
ورأت ” تايمز” أن الوضع ربما يكون على وشك الخروج عن السيطرة، مشيرة إلى أنه بينما تستعد أوكرانيا لشن هجومها المضاد الذي طال انتظاره، هناك مخاوف من أن أي تصعيد في القتال بمنطقة زابوريجيا، قد يشكل تهديدا غير مسبوق للمنشأة.
وأفادت وكالة رويترز، نقلا عن شهود عيان، بأن القوات الروسية تعمل على تعزيز دفاعاتهم في المحطة وحولها، بما في ذلك تعيين مواقع لإطلاق النار على بعض مبانيه.
وحذر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الأسبوع الماضي، من وجود “تهديدات لا يمكن التنبؤ بها” على نحو متزايد على أمن المحطة والتي يمكن أن تسفر عن “حادث نووي خطير”.
كما حذر بترو كوتين، رئيس شركة “انرجو آتوم” المشغلة لمحطة الطاقة النووية، من أنه إذا توقفت المضخات عن العمل “سيكون أمامكم من ساعة ونصف إلى ثلاثة أيام ويحدث الانصهار”.
وكان قد تم استخدام المولدات الاحتياطية بالفعل 6 مرات عند انقطاع التيار الكهربائي بسبب القتال.
ويأتي تحذير مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدما أمرت روسيا بإجلاء المدنيين من المناطق القريبة من المنشأة بسبب ما قالت إنه تصاعد في القصف الأوكراني.
كما أفادت شركة “انرجو آتوم” بأن روسيا تنقل بعض الموظفين الأوكرانيين الذين كانوا يعملون على ضمان سلامة تشغيل المحطة إلى مناطق أخري تقع تحت سيطرة روسيا.
وأشارت الشركة إلى أن الخطوة قد تؤدي إلى “نقص كارثي في الموظفين المؤهلين” في المحطة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، أعادت هذه الأزمة إحياء الذكريات في أوكرانيا عن كارثة تشيرنوبل عام 1986، والتي تعتبر أسوأ حادث نووي في العالم.