مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : لماذا يحاولون دائما إفشال مصر؟

بدأت مصر عمليا أولى مراحل وخطوات الدفاع عن مشروعها الحضاري الجديد. هذا المشروع الحضاري الذي درس كل المشروعات السابقة بعناية ودقة فائقة ومن كل الوجوه ووضع امام عينيه أسباب إخفاق وفشل هذه المشروعات وخاصة مشروع نهضة محمد علي ومشروع الزعيم جمال عبد الناصر. ووضع صناع القرار والقائمون على رسم وتخطيط مشروع مصر الجديدة كل التحديات والصعوبات التي من الممكن أن تواجه المشروع المصري الجديد بالمقارنة بالتحديات والصعوبات التي واجهت المشروعات المصرية السابقة أمام أعينهم وقد كان من أهم هذه الصعوبات والتحديات التي دائما ما تواجه أي تجربة نهضوية جديدة هي رغبة الغرب والدول الكبرى في ضرورة إفشال أي مشروع تنموي مصري يعمل على تنمية وتقوية مصر ووضعها في موقع القوة والصدارة والقيادة والتنوير في داخلها وفي محيطها العربي. وعلى الرغم من أن الظروف الدولية في العصور الماضية كانت تختلف عن الظروف والأسباب والأهداف في العصر الحاضر وأيضا مع حالة الضعف العربي الواضح وافشال وهزيمة العديد من الدول العربية الكبيرة ساهم كل ذلك في تراكم وثقل حجم المواجهة والعداء مع الدولة المصرية ومشروعها الجديد ولم تكن الرغبة في إفشال مصر وإعادتها إلى الوراء رغبة الدول الكبرى الغربية فقط بل قد تتشارك في هذه الرغبة وذلك الهدف بعض الصراعات الإقليمية المجاورة وعلى ذلك كانت المسؤولية ضخمة وبالغة الصعوبة على قادة المستقبل المصري ومن يقدمون ويدافعون عن مكانة مصر وريادتها ومشروعها الجديد.  والسؤال هنا هل استثارت مصر بمشروعها وجمهوريتها الجديدة قوى الشر لكي تعجل بمؤامراتها ومخططاتها التي تهدف إلى إفشال تلك الجمهورية الجديدة التي سوف يقدمها الرئيس للعالم وللمصريين.  هل استيقظت قوى الشر على جهل تام بمكونات وأهداف تلك الدولة المصرية الجديدة.  هل اكتشفت قوى الشر أن مصر خلال السنوات القليلة المعدودة الماضية استطاعت أن تصنع وتقدم مشروعها الحضاري والقيادي الجديد في غفلة من الزمن وفي غفلة من مراكزهم أجهزتهم. هل عملت قوى الشر على إبراز وتقديم كل العمليات المناهضة للمشروع المصري الجديد داخليا وخارجيا داخليا من خلال عمليات التطويق الاقتصادي وتحالفات الاحتكار والغلاء والجشع والضغط الاقتصادي وفوضى التجارة والأسواق ومن خلال صنع حالة من الفوضى الإعلامية والفنية وحالة من التغييب الثقافي التام وخارجيا من خلال عقد بعض التحالفات والصفقات السرية مع أطراف الصراع والمناطق الملتهبة المحيطة بمصر وعلى كل حدودها لتفجير وإشعال الصراعات فيها وها هي السودان وأتية في الطريق ليبيا وغزة ناهيك عن الأزمة المعلبة وهي سد النهضة وإثيوبيا .  وعلى الرغم من كل سبق واستعراض أدوات إفشال المشروع المصري قد يتساءل البعض هل مصر الجديدة التي كان ينوي الرئيس تقديمها للمصريين والعالم تستدعي كل هذه المؤامرات. نستطيع أن نقول حسب تاريخهم البغيض مع مصر ووفق مخططاتهم للمنطقة والعالم أن مصر الجديدة المستقبلية الحضارية القيادية التنويرية تستدعي منهم ومن غيرهم كل ذلك. خوفا على اطماعهم ودفاعا عن أحلامهم واوهامهم.  لكن في المقابل هل وضع أصحاب المشروع المصري الجديد كل هذه الصعوبات والمواجهات في حساباتهم عند وضع وتقديم هذا المشروع المصري الجديد نستطيع أن نقول أن قاعدة تقييم الموقف تستدعي من صناع وقادة المشروع المصري توقع كل هذه المواجهات المناهضة واكثر منها حتى وإن تأخر رد الفعل والمبادرة تجاه أحد هذه المؤامرات كسد النهضة الذي بدأ العمل فيه وتجهيزه منذ سنوات طويلة. ووضعه في مواجهة مصر بالإضافة إلى تزامن كل هذه الأزمات والحروب والتهديدات ووضعها في طريق مصر وتلغيم مشروعها الجديد محسوب ومقصود وبدقة بالغة وقبل توقيت إعلان مصر عن مشروعها وتقديمه للمصريين والعالم قدمت جماعات الشر والكارهين لمصر والحاقدين على تقدمها ونهضتها كل ما يملكون من مخططات ومؤامرات لتعطيل وافشال المشروع المصري الجديد كسائر المشروعات الماضية. . وقدمت مصر في مقابل ذلك مشروعها الحضاري الجديد الذي يتسق مع ماضيها وتاريخها العريق الذي يقوم على حب الإنسانية والدفاع عن القيم والمبادئ والأخلاق وترسيخ الدين وجعله من أساسيات الحياة. قدمت مصر مشروعها الحضاري الجديد الذي يتصدى لكل قوى الشر والظلام في العالم ويكرس مفهوم ان العالم بقيمه وأخلاقه وحضارته يستطيع أن يسع الجميع. قدمت مصر مشروعها وجعلت أساسه الإنسان الذي من أجله سخر الله له الكون بكل ما فيه ودافعت من خلال مشروعها عن حق الإنسان في الحياة.  وعلى ذلك هل هذه المقومات المصرية النبيلة تنهزم امام قوى الشر. لذلك فإن مصر حينما واجهت قوى الشر والظلام كانت لا تدافع عن نفسها فقط وإنما كانت تدافع عن الإنسانية كلها.  ورغم كل هذه الصعوبات والمواجهات ستنتصر مصر وسيخرج مشروعها الجديد والذي أعده قادة المستقبل في مصر إلى المصريين والعالم وستنتصر مصر في كل معاركها التي سوف تدخلها خلال الأيام والشهور القادمة لأنها تدرك خطواتها جيدا وتقود معركة حياة لمصر والإنسانية وتدرك مصر جيدا مدى ما تملكه من خيارات المواجهة بكل أنواعها وفي كل ميادين المعارك وكل أنواع الأعداء وأهم هذه الأسلحة وأكثرها فاعلية هو قوة وتماسك المصريين واتحادهم والتفافهم حول بلدهم وقادتهم وهذه الروح  المصرية الوطنية الجبارة التي ينفرد بها المصريون دون غيرهم  وعلى العالم  إن يدرك ان مصر هذه المرة قد استوعبت وفهمت تماما كل عوامل واسباب إفشالها خلال العصور الماضية وأنها في هذه المرة ليست على استعداد إن تفشل في مشروعها الثالث وأنها قد أعدت العدة للنصر والانطلاق والوصول إلى المكانة الحقيقية التي تليق بمصر وتستحقها وسط عالمها ومن خلال العالم أجمع

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى