ماهر فودة يكتب:”جعفر العمدة” .. الخلطة السرية للتميز
“الموهوب” أحمد داش .. يخطف الأنظار .. ويحقق النجومية والتألق
داش .. فنان حقيقى يمتلك قدارت تمثيلية تضعه فى المقدمة
المخرج محمد سامى “حريفجى الدراما” .. قدم عملاً متميزاً بكل المقاييس
تابعت باهتمام بالغ وحرص شديد مسلسل “جعفر العمدة“ للنجم محمد رمضان والمخرجمحمد سامى، الذى تم عرضه خلال موسم دراما رمضان هذا العام ، وتوقفت طويلاً أمامالجدل الدائر حول المسلسل ، وأيضا حجم المشاهدة الذى كان يزيد يوماً بعد الآخر، نتيجةتلك الخلطة “السحرية” للمخرج محمد سامى، وأعتقد أن هذا النجاح منقطع النظير الذىحققه المسلسل قد قلب المعايير التى تتحكم فى الدراما المصرية، فقد استطاع أن يجذب كافةالأعمار لمتابعته، ليصبح هذا المسلسل وعن جدارة تميمة النجاح لكل نجومه.
لقد لفتت نظرى بقوة فى هذا العمل الدرامى الضخم وجود هذا الكم من النجوم المميزين،على رأسهم الفنان الشاب أحمد داش فهو موهوب ومحب للتمثيل وقادر على الظهور أمامالكاميرات بأداء قوي ومؤثر ، فقد استطاع في وقت قصير جدا أن يحصل على أدوارالبطولة مع أكبر النجوم في الوسط الفني، وإستطاع المخرج محمد سامى توظيفموهبته فى مكانها الصحيح، حتى أصبح بمثابة طوفان قوى احتل الدراما المصرية،وتفوق على كل نجوم جيله، ورغم صغر سنه إلا إنه أستطاع أن يصبح نجما بشكل سريع،ما يشير له بمستقبل باهر بمجال التمثيل بعدما لفت الأنظار إليه بقوة خلال مسلسل“جعفر العمدة“، حيث جاء أداءه وانفعالاته معبرة بشكل مثالى عن طبيعة شخصية“سيف” التى جسدها خلال الأحداث، فلا يمكن للمشاهد المتابع لأحداث المسلسل أن يحملسوى مشاعر التعاطف التام مع هذا الشاب الذى حفر بأظافره فى الحياة ليصبح شابمستقل وقوى وواسع الحيلة.
براعة أحمد الداش تجلت في الكثير من المشاهد منها مشاهده مع والدته التى ربته،ومشاهد دفاعه عن نفسه ضد بلطجية حبيبته الراقصة، ومشاهده مع “جعفر” عندما علمأنه والده وعندما كان في السجن، أعتمد الفنان أحمد الداش على تقديم صورة الشابالمصرى الأصيل ابن البلد المحافظ علي مبادئه واخلاقه بدون مبالغة أو افتعال غير مبرر،وضرب “داش” من خلال العمل مثالا للشاب المصرى السوى الملئ بالحيوية ومحب النجاحوالمقدس لحياته العائلية والبعيد عن أى انحرافات فكرية أو سلوكية رغم كونه ناشئ فيأسرة مفككة من وجهة نظره، ليؤكد أنه صاحب موهبة استثنائية ربما تؤهله لأن يكون رقمًابارزًا في الدراما المصرية خلال السنوات المقبلة، فخطوة بعد أخرى يؤكد للجميع أنه يملكقدرات فنية كبيرة، سيكون لها شأن كبير فى المستقبل القريب.
أما المخرج محمد سامى فقد أثبت أن موهبته فى الإخراج والتأليف ليس لها سقف وأنطموحه الفنى سيظل يدفعه للأمام يوماً بعد الآخر نحو تحقيق المزيد من النجوميةوالنجاح والتألق، فقد أعاد العصر الذهبي للدراما الذى كان ينتقي فيه المشاهد أسم المخرجكدليل وبرهان علي نجاح العمل الدرامي وجودته، فأعمال محمد سامى لا يختلف عليهاالجمهور فهي دائما في صدراة السباق الدرامي الرمضاني، وربما استخدام محمد سامىلتكنيكات تصوير مختلفة تعتمد علي الإبهار للمشاهد حتى في ديكورات ومشاهد مصورةداخل الحارة الشعبية البسيطة من أسباب نجاحه، لأن رؤية محمد سامي تثرى الشاشةبتفاصيل كثيرة تضفى بريق علي كل مشاهده، حيث يعتني محمد سامى بكل مشهد فيمسلسلاته كأنه مستر سين، ولا يخلو اعتناءه الشديد بكل التفاصيل الصغيرة بالصورةالشاملة للعمل لأنه يحمل رؤية واضحة عما يريد تقديمه علي الشاشة، وقد حمل مسلسل“جعفر العمدة” الكثير من الأماكن داخل مصر أو خارجها وفي الحالتين ظهرت المشاهدخاطفة للنظر والقلوب، إذ يعرف محمد سامى التوليفة الذهبية التى تجذب الجمهورالمصري والعربي وما يقدمه ينال دائما علي استحسان الجميع.
وأثبت النجم محمد رمضان خلال العمل موهبته الكبيرة وقدرته على تقديم كل أنواع الدراماحيث قدم دوره ببراعة وصدق من ناحية الدراما وأيضًا من ناحية إلقاء الإيفيهات، كما تألقتالنجمة زينة بالفعل ونجحت فى تجسيدها لشخصية “عايدة” لتؤكد أنها صاحبة موهبةقوية فقد استطاعت أن تفرض نفسها بموهبتها على مائدة دراما رمضان، ففى كل عملجديد تثبت أنها تحترم جمهورها ومن هنا تحرص على تنويع أدوارها والتدقيق فى اختيارالشخصيات التى تقتحم بها قلوب المشاهدين بأدائها الصادق وملامحها المعبرة عنالشخصية التى تمثلها، واستطاعت النجمة إيمان العاصى أن تترك بصمة قوية من خلالشخصية “دلال” التى جسدتها بحرفية شدية لتصل الى قمة التألق فى مسلسل “جعفرالعمدة“، أما الفنانة هالة صدقى فقد أثبتت أنها فنانة بمعنى الكلمة بتقديم شخصية“صفصف” على هذا النحو من الروعة والإبداع، فتحية لكل صناع العمل.