مقالات الرأى

زينب الإمام تكتب : سمعت اخر نكته ؟!

زمان وفي ايام القرن العشرين ..حيث وقعت الحرب العالمية الاولي والثانية وما تلاهما من متغيرات واحداث وضحايا بالملايين.
كان علي الجانب الاخر رواج فني متنوع شمل كافة عناصر الترفيه والعمل علي رفع معنوية الشعوب والتخفيف عنهم ..شمل هذا التنوع الفني التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وطبعا المسرحي والسينمائي.والادبي .وكانت غالبية الاعمال يسيطر عليها توثيق مواقف انسانية تعبر عن ويلات الحروب ونتائجها علي الانسان وما شهده الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي من متغيرات وتطورات يمكن وصفها بالجذرية ..ومن بين تلك الاعمال التي اعتبرت تاريخية ومن اعظم واروع ما قدمته السينما تحديدا من افلام عن البطولات واسرار تلك الحروب كانت الافلام الكوميدية عنصرا اساسيا وجذابا حرص عليه المبدعون وبدورها تطورت وتنوعت وخلدت ابطالها ولعل ابرز هم في السينما الامريكية كان شارلي شابلن ولوريل وهاردى ..ثم من بعدهم چيري لويس ودين مارتن ..ولويس دي فويس.كما صاحب ذلك فن المونولوج والافلام الغنائية الاستعراضية التي كانت تذكر باسماء ابطالها كأن تقول فريد استير او چين كيلي لتكتفي بالاشارة الي نوعية هذا الفن ..مدي نجاحه وانتشاره ..الي درجة ان اعتبر بعض النقاد الاهتمام بالكوميديا ضروري ولازم خاصة في وقت الازمات حتي تساهم في رفح الروح المعنوية للشعوب وتساعدها علي تجاوز الازمات وتحملها ..
كان هذا باختصار شديد ما كان من احوال الفنون في زمن شهد اقسي الحروب التي مرت بها الانسانية من (١٩١٤-١٩١٨)الحرب العالمية الاولي .. ثم من (١٩٣٩-١٩٤٥) الحرب العالمية التانية ويحكي انه كان هناك مؤلفين النوادر والنكت..او اللقطات خفيفة الظل الساخرة الماكرةالتي تناولت شخصيات معروفة او خيالية في اطار هزلي لابد وان تكون نتيجته الضحك من القلب ..يؤديها بالطبع شخصية فنية كوميدية ببراعة وخفة ظل ..مصحوبة بلزمات موسيقية احيانا الي ان تطورت الي ماعرف بفن المونولوج الذي يتخلله اخر نكته !!.ولا ننسي ان النكته كان لها قيمة مادية ربما تساوي قيمة نص ادبي !!تكسب منها كتاب عرفوا ايضا بكتاب الفن الساخر ..ولنا ان نذكر مبدعينا في هذا المجال مثل اسماعيل يسين ومحمود شكوكو والجيزاوي ..وغيرهم .الذين الهموا كتابا كبار مثل بديع خيري وابو السعودي الابياري خالدين الذكر.
ولم تمنع علي مر الايام الازمات من حرص الناس في مجالسهم الخاصة والعامة من السؤال عن اخر نكته ..حتي ان مجرد السؤال كان يثير الضحك قبل سماعها ..
اما اليوم وبينما يشار الي حرب دائرة في بلد اسمها اوكرانيا بانها بمثابة الحرب العالمية الثالثة وسجل تاريخ بداياتها (٢٠٢٢)ولا يعرف من يعرف متي ستنتهي وكيف ..تجدها اثرت تأثيرا سلبيا ملحوظا بازماتها السياسية والاقتصادية وامتد ظلالهما علي الحياة الفنية ومزاج الشعوب بالتالي بصورة تجعلك اقل ما توصف به ان تقول انها مبعثرة المفاهيم والافكار ومكانة الاعمال التي تتراوح مابين صعود وهبوط وحنين للماضي من شدة ضبابية الحاضر والمستقبل .
واذا بحثت عن الكوميديا ستجدها تلك المسماة كوميديا سوداء ..واذ سألت عن( اخر نكته) سينظر اليك علي انك هايف ولا مؤاخذة ..هو ده وقته !!؟
لان النكته في هذا العصر اصبح اسمها التريند ..وغالبا لا تمت لخفة الظل من قريب او بعيد ..وكأن الناس لم تعد تبحث عما يضحكها او يسري عنها ..ولم يعد هناك ذلك السؤال
سمعت اخر نكته ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى