منوعات وسوشيال

بعد 50 عاماً.. ناسا تعيد البشرية إلى القمر

0:00

بعد أكثر من خمسين عاماً على آخر مهمة مأهولة إلى القمر، تقترب ناسا من إعادة البشرية إلى سطح الجرم السماوي الأقرب إلى الأرض ضمن برنامج أرتميس. البرنامج يهدف إلى الهبوط على القمر واستكشافه، وإنشاء أنشطة بشرية مستدامة، لتكون القاعدة الأولى لفهم التحديات والتقنيات اللازمة للمهمات المستقبلية إلى المريخ وما بعده.
من المقرر أن تكون أول رحلة مأهولة حول القمر منذ نصف قرن في عام 2026 ضمن مهمة أرتميس 2، وستشكل اختبارا حاسما لنظام الإطلاق الفضائي SLS ومركبة أوريون، وهما الركيزتان الأساسيتان للبعثات المستقبلية.
صاروخ SLS هو الأقوى الذي بُني على الإطلاق، قادر على حمل رواد الفضاء والمعدات الثقيلة إلى الفضاء العميق، بينما توفر أوريون الأمان والدعم اللازم للطاقم خلال رحلات طويلة خارج مدار الأرض، بما يشمل أنظمة الحياة والدروع الواقية من الإشعاع.
تهدف هذه المهمة التجريبية إلى جمع بيانات مهمة حول السفر حول القمر وتجربة الأنظمة قبل مهام الهبوط المستقبلية، ما يضمن سلامة الطاقم وكفاءة العملية.
كما تركز ناسا على إمكانية إقامة وجود بشري دائم على القمر من خلال إنشاء قاعدة مستقبلية ومنصة في مدار القمر تعرف باسم البوابة القمرية، والتي ستسمح للباحثين ورواد الفضاء بالعمل على الدراسات العلمية، واستكشاف الجانب البعيد من القمر، وتجربة التقنيات الضرورية لمهمات أطول مثل الوصول إلى المريخ.
ويبرز عنصر التنوع والشمول في البرنامج، إذ ستضم الرحلات القادمة رواد فضاء من خلفيات متنوعة. هذا الالتزام لا يهدف فقط للإلهام، بل للاستفادة من المواهب المختلفة لتجاوز التحديات التقنية والعلمية في الفضاء العميق.
تتعاون ناسا أيضًا مع جهات دولية وشركات خاصة لتطوير تقنيات دعم الحياة، وإمداد الطاقة، وبناء المساكن القمرية، وحتى دراسة الموارد الطبيعية للقمر وإمكانية التعدين خارج الأرض. ما كان يُنظر إليه سابقًا كجرم بعيد ومعزول في سماء الليل أصبح اليوم منصة اختبار حقيقية لاستكشاف الفضاء السحيق، وتأكيدًا على أن المستقبل البشري قد يكون متعدد الكواكب، وفقاً لموقع”dailygalaxy “.

مع اقتراب تنفيذ هذه المهمة التاريخية، تتحول أحلام البشر بالعودة إلى القمر من مجرد طموحات علمية إلى واقع عملي، حيث يمهد كل اختبار وكل رحلة للإنسانية طريقها نحو استكشاف المزيد من أسرار الفضاء الخارجي.
برنامج أرتميس
برنامج أرتميس هو مبادرة فضائية طموحة تقودها وكالة ناسا بهدف إعادة البشر إلى القمر وتأسيس وجود بشري مستدام هناك، تمهيدا لاستكشاف المريخ.
انطلقت أرتميس رسميا في عام 2017، مع تحديد هدف الهبوط على سطح القمر بحلول منتصف العشرينيات. تتضمن البعثات الرئيسية للبرنامج:
أرتميس I: بعثة غير مأهولة أُطلقت في نوفمبر 2022 لاختبار صاروخ SLS ومركبة أوريون.
أرتميس II: بعثة مأهولة مقررة في فبراير 2026، ستحمل أربعة رواد فضاء في رحلة حول القمر لاختبار الأنظمة في بيئة الفضاء العميق.
أرتميس III: بعثة هبوط مأهولة على سطح القمر، تستهدف المنطقة القطبية الجنوبية للقمر، حيث يُعتقد بوجود موارد مائية.
تستند البعثات إلى تقنيات متقدمة مثل صاروخ SLS، مركبة أوريون، ونظام الهبوط البشري (HLS) الذي تطوره شركة SpaceX. كما يُخطط لإنشاء محطة “البوابة القمرية” (Gateway)، وهي محطة فضائية تدور حول القمر وتعمل كنقطة انطلاق للبعثات المستقبلية.
يُعتبر برنامج أرتميس خطوة حاسمة نحو تحقيق طموحات ناسا في استكشاف الفضاء العميق، مع التركيز على التنوع والشمول في اختيار رواد الفضاء، مما يعكس التزام الوكالة بتمثيل شامل في مهماتها الفضائية.

زر الذهاب إلى الأعلى