د.أحمد رجب يكتب : نكون أو لا نكون

فى ظل جهود الدولة المتواصلة والخلاقة فى البناء والتنمية وتحسين جودة حياة المواطن وظروفه المعيشية.. وأيضاً فى ظل ما يتحقق من نجاحات وإنجازات.. وتغيير حقيقى فيما يتلقاه المواطن من خدمات حضارية واهتمام غير مسبوق من الدولة بالإنسان فى كافة ربوع البلاد.. وبدليل المشروع الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير وتنمية قرى الريف المصرى.. وإرادة تغيير حياة المواطن فى سيناء ومحافظات الصعيد إلى الأفضل.. بعد عقود من النسيان تسببت فى كوارث حقيقية.. لذلك وفى ظل ما تحقق، علينا الانتباه إلى أمرين مهمين للغاية.. أحدهما قضية حياة أو موت لمواجهة ظاهرة الزيادة السكانية.. الأول، أن العالم يعيش أزمات غير مسبوقة، خاصة فى الجانب الاقتصادى بسبب جائحة «كورونا» ، وضغوط وآثار وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية.. وهو ما مثّل ضغوطاً صعبة على كافة الدول والشعوب.. وبطبيعة الحال مصر جزء من هذا العالم، تؤثر وتتأثر وليست فى معزل عما يحدث.. لذلك نحن أمام أزمات فُرضت علينا، ولابد أن ننتبه إلى جهود الدولة الحثيثة فى معالجة هذه التداعيات وإرادتها فى تحويل المحنة إلى منحة، بالتوسع فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية والاهتمام بالصناعة وجذب الاستثمارات فى ظل ظروف مواتية ومهيأة وتقليل فاتورة الاستيراد والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى وتعظيم الفوائد من السياحة والانفتاح على العالم وعرض الفرص المصرية الغزيرة.. لذلك من المهم أن ندرك أننا فى توقيت غير طبيعى وضغوط وتحديات غير مسبوقة.. لكن الدولة تبذل جهوداً خلاقة من أجل عبور الأزمة بسلام.
الأمر الثانى والمهم والمرتبط بالأول، هو الانتباه الشعبى إلى خطورة «الزيادة السكانية» وآثارها السلبية فى التأثير على جودة حياة المواطن وخفض درجة الإحساس بجهود البناء والتنمية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى دائم الحديث عن قضية الزيادة السكانية وآثارها وخطورتها على جهود التنمية ومستوى معيشة المواطن.. وهذا يعكس انها التحدى الأهم والأخطر.. رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى وصفها بأنها قضية حياة أو موت بالنسبة للمصريين.. لذلك لابد أن يتسق النمو السكانى مع حجم موارد وإمكانات وقدرات الدولة وجهودها.. فلا يمكن أن تحمل الدولة فى آتون الأزمات تبعات ومسئوليات جديدة تثقل كاهلها.. فزيادة التعداد السكانى فى مصر سنوياً بمعدل مليونى نسمة هو التحدى الأخطر، والضغط الهائل على مواردها وقدراتها فى التوسع فى الصحة والمستشفيات والمدارس والإسكان وفرص العمل والسلع الأساسية والمياه، وكل مجال يشكل رقماً ضخماً.. فلا يمكن أن نكون مثل الذى يحرث فى الماء.. الدولة تريد أن يشعر المواطن بعوائد جهود التنمية حتى يصل إلى درجة الرفاهية.. وللأسف المواطن لا يعى خطورة النمو السكانى وتأثيره عليه بشكل مباشر وعلى الوطن نفسه.. لذلك علينا أن نعى تحدياتنا بشكل جيد يواكب ضغوط وتحديات العصر.. وأيضا يواكب رؤية مصر فى «بناء الإنسان» ، خاصة على قواعد الكيف وليس العدد والحجم.. فمصر فى حاجة إلى أبنائها الأكثر مهارة وقدرة وصحة وتعليماً.. وليس لنمو سكانى يمثل عبئاً على الدولة، وليس إضافة لمواردها وقدراتها.
تحيا مصر
——-
باحث في العلوم السياسية والصحية