د.محمد نصار يكتب:العنف الأسري وتبعاته المفجعة
العنف الأسري جائحة مسكوت عنها تهز أركان ربع الأسر في مجتمعنا العربي وتتحمل المرأة والأطفال النصيب الأكبر من هذا العنف الأسري المفجع
واليوم ندق ناقوس الخطر لما ألت له مجتمعاتنا وأسرنا ، التي عهدنا عليها سابقا العطف علي الصغار والسعي لإرضاء وراحة النساء من الأعمال الشاقة حيث يحثنا ديننا الإسلامي في محكم التنزيل الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ سورة النساء الأية )34) هذه الأيه التي يفهما البعض خطأ ويفسرها للأسف الغالبية تفسيرا مغايرا لمعني الأية الكريمة ، فدرجة القوامة هنا أي : الرجل قيم على المرأة ، وأنه قائم ومسؤل عن قضاء حوائجها وحوائج من فصله الله بهذه الدرجة لقدرته علي التحمل والكسب لتستريح المرأة والأطفال ضعفاء البنية ، ويستندوا علي الرجل صاحب درجة القوامة .
اليوم نسمع عن رجل، وأنا أنفي هنا عنه صفة الرجل وأقول ذكراً لأن ديننا يعلمنا بأنه من المؤمنين رجال، فكلمة رجل كلمة كيرة لا تقال لاي ذكر ، فما أقل الرجال وما أكثر الذكور.
نسمع بأن ذكرا قام بحرق زوجته وأولاده الصغار وذكرا أخر قتل أمه وأخر قتل أباه والأخير قتل كلاهما ومعهم أخوانه .. فما أحوجنا أن ندق ناقوس الخطر الأن ، لنقف علي هذه الفواجح ونبحث عن أثرها وما هي الدوافع التي جعلت ذاك الذكر يقتل أولاده وأهله.
فالعنف الأسري بجميع أشكاله ظاهرة لابد من مواجهتها ، وهذا لا يمكن أن يتحقق دون تضاف رجهود الدولة والمنظمات الحكومية والحقوقية والمؤسسات المجتمعية ، لتشريع القوانين المناسبة واللازمة والرادعة ، ونشر ثقافة الوعي ، والحد من أستخدام العنف في العلاقات الإنسانية سواء العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته وأولاده ، او العلاقة بين الأب وأبنائه ، ومراعاة عدم أستخدام أساليب العنف في تربية الأطفال ، حتي لا يؤثر ذلك سلبا في شخصيتهم التي ستؤثر لاحقا في علاقته عندما يصبح مسؤلا عن أسره وزوجة وأولاد.
واللافت للنظر حدة العنف الأسري ذادت مع بدء جائحة كورونا وأحدثت عاصفة شاملة من القلق الشخصي والنفسي والصحي علاةه علي الضغط المالي والعزلة وترقب الموت في حالة الإصابة أو هاجس العدوي من أقاربه وأهله ، الأمر الذي جعل البعض يميل الي العزلة وعدم الاقتراب من حتي أقرب الناس اليه خوفا من العدوي .
ارتفعت حدة العنف تزامنا مع جائحة كورونا بنسبة 33% خلال الأشهر الأولي من جائحة كورونا ، فبعض الذكور يلجأ الي العنف الأسري والتطاول علي أولاده وزوجته بالضرب نتيجة قلة المال وعجزه في ظل الجائحة عن العمل وتوفير المال اللازم فيعالج هذا النقض من المال بالعنف والضرب ، ليردع أهله عن المطالبه او حتي مسائلته عن أي أموال أو إحتياجات البيت الأساسية .
وتشير بعض التقارير الدولية والحقوقية بأن حوالي أمرأة واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت أثناء حياتها لعنف أسري سواء من الزوج أو من الأب او من الأم او من أخوانها او من البيئة المحيطة بها .
والأخطر في التقرير بأنه وحسب ذلك التقرير فإن 37 % من النساء اللأتي يعشن في البلدان الأشد فقرا تتعرض للعنف البدني أو الجنسي أو كلاهما .
وحتي لا أطيل فإنني هنا أريد أن أهتف بأعلي صوتي مناديا لكل العقلاء والمثقفين ونخب المجتمع للتكاتف معا ً حتي نستطيع أن نعالج ونمنع هذا العنف الأسري بكل الأدوات الممكنه وأول هذه الأدوات :-
أولا :- العمل علي تربية الأطفال دون عنف لان هؤلاء الأطفال هم رجال الغد فالتعليم هو حجر الأساس في القضاء علي هذه الظاهرة .
ثانيا: سن وتشريع القوانين الرادعة لكل من تسول له نفسه في الإعتداء علي أهله أو أولاده وتاتي هذه الخطوه بإعطاء أنذار أول وأخير له ومن ثم معاقبة بالحبس والتغريم في حاتله تكرار هذا الإعتدء .
ثالثا :-تكثيف وتفعيل دور المنظمات والمؤسسات المجتمعية المعنية بحقوق الأطفال والنساء وتفعيل دور الرقابة الحقيقي وإتاحة الفرصة وتسهيل الوصول لهذه المنظمات والمؤسسات عن طريق الهاتف أو إرسال رساله بمحتوي الشكوي التي تتعرض لها ، ومن ثم تتحرك تلك المنظمات بالتنسيق مع الجهات الأمنية لضمان أمن وحماية هذه الأسرة ، مع ضمان عدم تعرضها للعنف لإبلاغها تلك المؤسسة بما حل بها ، فلا تترك دون ضامن لها حقيقي بعد إبلاغها ، لان أغلب السيدات والأطفال يخشون من أن يكشف أمر إبلاغهم وأنهم سوف يلقوا ضغف العقاب عند إنصراف هذه المؤسسه مع الجهه الأمنية .
رابعا :- تسليط الضؤء من الإعلام علي هذه الظاهرة والإتيان بمتخصصين في هذا المجال للحديث علي هذه الظاهرة وكيفية علاجها ، فأنا علي سبيل المثال عندما أستمع إلي حديث الأستاذه هبه عبد العزيز وطريقة عرضها للموضوع وحديثها الرائع عن ملفات المرأة وحيادها التام بين الرجل والمرأة ، وطريقة عرض الفكرة وإسلوبها في الإقناع ، أشعر بأن بلدنا مصر لديها من المقدرات والديمغرافيا التي هي عنصر القوة التي نتباهي به بين الأمم من خروج العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين والنخب التي تقود داخل مصر وخارجها خير دليل علي أن ثروات مصر وكنوزها لا تفني بمشيئة الله حتي يرث الله الأرض ومن عليها.
وفي الختام أدعو الله أن يحفظ مصر وأهلها وجيشها من كل مكروه وسوء
———-
باحث في العلوم السياسية