مقالات الرأى

زينب الإمام تكتب : المصالح بتتصالح

كثيرا ما سمعنا هذا التعبير …الذي يلخص مواقف ومعان وامور كثرة ، وهو يستخدم في عدة مجالات ..لعل اولها العلاقات السياسية الدولية ..نظرا لان العالم قد اصبح قرية صغيرة .. متصل علي اتساعه عبر وسائل الاتصال الحديثة التي تعددت وتكاثرت والتقليدية من مؤتمرات ولقاءات ومحافل وحتي المهرجانات.
وبعيدا عن السياسة واغوارها وتقلباتها وضغوطها ومتطلباتها لنا ان نأخذ هذا التعبير الذي اقتصر بالضرورة علي تلك العلاقات الدولية ونطبقه بلا حرج علي العلاقات والاوضاع الاجتماعية .

تلك العلاقات والاوضاع التي تأخذ حيزا كبيرا من تفكيرنا هذه الايام وتجدها محل بحث ومناقشات واول سؤال يطرح بشأنها “ما الذي اصابنا هل غيرت تطورات العصر الناس ام تغيرت الناس وطوعت تطورات العصر لما اصبحت عليه من مفاهيم وفكر ورؤية مخالفه تماما عن السابقين.

لماذا لم يعد الناس في وئام ومودة ورحمه ..(وانظر الي كم القضايا والشكاوي نتيجة خلافات اسرية او بين شخصيات عامة او بسبب سوء الفهم والفساد الي حد التلاعب بمصائر الخلق ) وان بحثت عن عاقل يهديك الي حسن التفكير .. تجد من يقول لك بثقة ..اذا واجهتك مشكلة ولم تجد لها حلا ..فاعلم انها حقيقة مؤكدة وعليك التعامل معها.
بينما يقول لك اخر في محاولة منه لمساعدتك في فهم غيرك ..انه اذا اردت ان تقيم من تتعامل معه راقب معاملته لمن هو اقل من مستواه ..بمعني اذ وجدته متواضعا ..نصوحا ومتفهما ..ذلك هو من يؤتمن ويكون علي خلق ..
واذا سلمنا ان ما سبق ذكره كلاما في العموم يبقي السؤال الاهم لماذا لم يعد الناس يقدرون قيمة مصالحهم واذا ما اختلفوا لا يهتدون الي اهمية التصالح حرصا علي المصالح ..نعم اي علاقة في مجال ما تحكمها مصلحة ..مصلحة طرفين او اكثر ….
غير انك تجد من يتمادي لصالحه غير مبال بمصلحة الاخر بل قل مصلحة الاخرين ..والنتيجة بالضرورة انهيار وان شئت صراع مفتوح ولا جدال له تداعياته مما يحفذ المتابع ان يفسره فتجد من يلحقه بسوء الاخلاق وانعدام الضمير والفساد والجهل وفي احسن الاقوال يلخص بأنه انانية وتسلط بسبب غياب الرقابة والمحاسبة ..واذا اتخذنا الاسرة مثالا يتراوح اللوم بين الام والاب ، او الرجل والمرأة واذا تكلمت في العموم يلخص الامر في سوء اختيار القيادة او المسؤل ..وهناك من يحمل كل شي علي الاحوال العامة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية التي بالضرورة لها تأثيرها وتداعياتها.

وبما انه لدينا اعلام لابد وان تحمله الجزء الاكبر من المسؤولية عن كيفية معالجة الامور المستعصية علي الفهم ونشر ثقافة وقيمة التصالح لاعلاء شأن المصلحة ..و ان بدي الامر الاجتماعي بعيدا عن السياسة تلك التي من اوصافها انها فن الممكن ..إلا انه مرتبط بها ..فهي تعمل دائما من منطلق ان المصالح تتصالح والا انهارت العلاقات الدولية ..
بل هناك تعبير اخر متداول ونلجأ اليه ؛الا وهو عدو الامس صديق الغد …هل مر عليك هذا التعبير ..هل سمعته ..هل استوقفك وفكرت فيه ..فكر اذا ووسع دائرة معلوماتك ورؤيتك فكل ما حولك خاص كان او عام مرتبط ببعضه البعض ، وستجد ان ما يحدث خارج الحدود منعكس علي داخلها شئت ام ابيت ..
وبناء عليه اذا كنت تمر بمشكلة ؛تأكد أنك لست وحدك ، فمثلك كثيرون ..وابحث بقدر الامكان عن مصلحتك مع الاخر وتصالح قبل فوات الاوان .

فقط تنبه انه لا تصالح مع خائن او فاسد او منافق ..ولا كذاب ولا خسيس او خبيث ..او مراوغ يقلب الحقائق محاولا التأثير عليك بمعسول الكلام .

زر الذهاب إلى الأعلى