زينب الإمام تكتب : حقا .. يا للهول
ما الدنيا الا مسرح كبير يلعب علي خشبته البشر رجالا ونساء ادواراً متعددة متصلة منفصلة ..كلها تحمل خصائص وتفاصيل وتكوينات النفس البشرية ..في اطار حدث او واقعة وقد تتسع او تقتصر علي قضية ما او تحدد فكر ما ..المهم انها تتعدد وتختلف باختلاف صنوف البشر ..وتلك الصنوف تراوحت بين الهزلي والميلودرامي والرومانسية والساخر ايضا الي التناقضات والاقدار وغرابة تاريخية بما في ذلك ايضا مما استنبط من حكم وعبر وفلسفة
وانظر حولك الي احوال الدنيا او ما يجري في العالم ستجد ولا شك كل ما انعكس بالضرورة علي الادباء والشعراء والفنانين بتنوعهم ودون فيما عرفناه بالنص المسرحي ..وحملت النصوص عناوين تشير الي المضمون .مثل .الصراع ..الاقتتال ..الخيانه ..المؤامرات ..الكراهية .منها ما هو هزلي ومنها اخلاقي
..ومنها .السيطرة ….الحب ..الفداء ..الوطن و الوهم والحقيقة ..كل ما يمكن ان تتصوره مما يجري علي ارض الوقع !!
وكان للاديب الاشهر شكسبير جملته الخالدة “ما الدنيا الا مسرح كبير “سمعناها وارتبطت في الاذهان من خلال عميد المسرح العربي يوسف وهبي ..الا انه بدوره كانت له عبارة ايضا شهيرة ..اذ قال معلقا علي ما يجري من حوله “يا للهول
حقا اي من التعبيرين يخطر علي البال..هذه الايام ونحن نتابع ما يجري من احداث هنا وهناك ..حرب قلبت الاوضاع رأساً علي عقب سياسيا واقتصاديا ..بينما الصراع الازلي بين المحتل وقوة الاحتلال يتجدد بين الحين والاخر في نفس الوقت الذي يذكر فيه ان محادثات تجري من اجل ايجاد حلول.
وازمة اقتصادية لم تترك ارض الا وحزمتها باجراءات وموانع ..ووباء يحارب ولكنه يتنقل ويهدد ويتمحور ..وهؤلاء رحلوا وغيرهم لاجئون في خيام ….واخرون يبحثون عن سلطة وسيطرة بمسميات واعلام سوداء .
والقي نظرة عابرة ستجد جماعة تتبع غيرها مغمضة العين والفكر ..ومظلة قوية تنفرد بالقرارات في مواجهة لمن يتصدي لها دون هوادة ولا استسلام ..
كثيرة هي النصوص علي ارض الواقع تصنف بأنها تجري علي المسرح العالمي ..مسرح الدنيا الكبير.. .حقا ..”يا للهول”.