مقالات الرأى
د٠ إيمان إبراهيم تكتب: الابتزاز الرقمي
الابتزاز الرقمي من أهم أشكال العنف الإلكتروني التي يتعرض لها الكثير لاسيما في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، ولكن لو امعنا النظر لوجدنا النساء والفتيات الأكثر تضررًا من هذا الابتزاز. “الابتزاز الرقمي” ، هو عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو فيديوهات أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلالها للقيام بأعمال غير مشروعة مثل الاستغلال العاطفي أو الجنسي أو الإفصاح بمعلومات سرية خاصة بجهة العمل وعادةً ما يتم ذلك من خلال وسائط التواصل المختلفة مثل البريد الإلكتروني، الفيس بوك، واتس آب، توتير وانستغرام… وربما يحدث ذلك من خلال العثور على هاتف مفقود أو ذاكرة الكترونية (فلاشه) . أسباب الابتزاز الرقمي: هناك العديد من الأسباب التي ربما تؤدى إلى الابتزاز الرقمي ومن أهمها ازدواجية المعايير في التنشئة الاجتماعية بين الإناث والذكور والتي تُلقى باللوم كله على الأنثى ويتم إلامها نفسًا وربما جسديًا، دون إسقاط أي لوم أو نبذ للذكر (المبتز) على ذلك الفعل المشين، مما يؤدى إلى خوف الضحية من الإفصاح عن هوية المبتز لأنها تعانى الأمرين جراء ذلك الفعل. وهناك بعض الأسباب الأخرى التي تؤدى إلى الابتزاز الرقمي ومنها: – قلة الوعى بالأمن الإلكتروني فهناك الكثير ممن يقعون ضحية الابتزاز الرقمي لا يعرفون الكثير عن كيفية التعامل مع هذه التقنية وكيفية التصرف في حال وقوعهم فريسة للمبتز. – عدم احتواء الأسرة لاسيما الأب أو الزوج لابنته أو زوجته ومعاناتهما (الابنة- الزوجة) من الحرمان العاطفي والذى ربما يزج بهما لعمل علاقات عاطفية مجهولة لتعويض ذلك الحرمان. – عدم تفعيل السلطة الأبوية نتيجة مجموعة من العوامل بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية التي فرضها الفضاء الإلكتروني وأصبح المجتمع بأثرة يعانى منها. – الفراغ الذى ربما يعانى منه كلا الجنسين. – ضعف الوازع الديني. – عدم التأكد من محو المعلومات من على الهاتف أو الحاسوب قبل بيعه. – عدم قفل الحساب الإلكتروني عند فتحة على جهاز آخر. – التبادل المفرط للصور بين الشباب والشابات مما يجعل هذه الصور متواجدة على أكثر من جهاز. – قلة الوعى بالعقوبة القانونية للمبتز. – قدرة بعض المبتزين على اختراق بعض مواقع التواصل الاجتماعي واطلاعهم على بعض الملفات أو المحادثات الخاصة. – عدم الاعتراف بأن ذلك العالم الإلكتروني الذى نعيش فيه هو عالم افتراضي لا يمت للواقع بصلة فما يتبادله كلا الجنسين لتعويض ما يحتاج اليه كل منهما مجرد احلام لا علاقة له بالواقع. – غياب الزوج عن زوجته لفترات طويلة مما يجعلها تقع فريسة للمبتز. – عدم وضع كلمة مرور (Pass Word) لفتح الهاتف أو الحاسوب. كيفية مواجهة المبتز: • لا تحاول التفاوض والاستجابة لطلبات المبتز. • التحفظ على جميع المحادثات والرسائل التي دارت بينكما وتسجيل المكالمات الصوتية إن أمكن. • طلب المساعدة من الأهل دون تردد. • اللجوء إلى السلطات القانونية المختصة بمكافحة الابتزاز الرقمي. • التأكد من محو جميع الملفات والصور من أي جهاز قبل بيعه. • عدم ارسال الصور الشخصية لأشخاص عبر مواقع التواصل المختلفة بحجة التعارف. • تقوية الجانب الديني لدى الأبناء. • احتواء الأب لابنته وتعويدها على سماع بعض الكلمات والجمل العاطفية لكى لا يستهويها سماع تلك الكلمات من رجل آخر وكذلك الزوج. • الرقابة الأسرية على الأبناء. • وضع كلمة مرور (Pass Word) لمنع فتح الهاتف أو الحاسوب من أي شخص. • التحدث مع الأبناء عن إمكانية وقوعهم تحت طائلة الابتزاز الرقمي وكيفية التصدي لذلك. • تفعيل دور الأسرة ومراقبة استخدام الأبناء لمواقع التواصل المختلفة لاسيما المراهقين. وفى النهاية أقول للأهل بل والمجتمع بأكمله أنتم البيئة الخصبة والقوى التي يعتمد عليها المبتز لأنكم تلومون الضحية والتي غالبًا ما تكون من النساء والفتيات وتجعلون ذلك وصمة عار ترافقهن مدى الحياة فلولا ذلك لما كان هناك مبتزًا. فالنكن جميعًا الدعم والسند لكل أنثى تقع فريسة لذلك الجائر المبتز من خلال الحوار البناء الهادف الذى يسعى لإنصافهن قبل إدانتهن ولنؤجل تفنيد الأخطاء التي وقعن فيها إلى حين آخر لعدم خوفهن من التحدث معكم عن الأخطاء التي وقعن فيها. وإلى كل انثى حبى نفسك واحترميها واحفظيها واحترسي في تعاملاتك اليومية على مواقع التواصل المختلفة لتجنب الابتزاز الرقمي وفى حالة وقوعك كفريسة للمبتز ارفضي ذلك وبشدة واطلبي مساعدة والديكِ وأهل الخبرة مهما كانت العواقب حفظكم الله جميعًا وابنائكم.
ده مقال
ده مقال