حنان عيد تكتب: قل هو من عند أنفسكم
ان القوانين الإلهية والسنن الربانية ثابتة لا تتغير كما يريد أن يغيرها البعض منا .. فهناك من يعصى الله، ومن لا يصلى ، ومن لا يعمل ويجلس فى البيت ثم ينتظر الرزق، ومن لا يتعلم ويظل جاهلا .. ثم يمنى نفسه بالجنة ، أو ينتظر السماء تمطر ذهبا ، أو يهلك الناس بجهله ، ثم يقول أنّىَ هذا . وقد ورد فى كتاب عادات النجاح السبعة للكاتب ستيفن كوفى ، ذكر فرانك كوخ انه كان واحدا من طاقم إحدى السفن الحربية التى تقوم بتدريبات بحرية ، وفى احد الايام المليئة بالضباب ونحن على السفينة صاح احد البحارة منبها وقال اننى أرى ضوءا أمامنا على الجانب الأيمن ، وسأله قبطان السفينة هل هذا الضوء ثابت أم متحرك ؟ فقال انه ثابت ، فصاح القبطان ارسل لهم إشارة بالانحراف ٢٠ درجة والا اصطدمنا بهم، وجاء الرد من مكان الضوء: الأفضل لكم ان تنحرفوا انتم ٢٠ درجة ، فغضب القبطان وقال انا قائد السفن جميعا ولا بد أن تنحرفوا ٢٠ درجة ، وجاء الرد وانا بحار من الدرجة الثانية وأقول لكم الأفضل أن تنحرفوا انتم، وصاح القبطان هذه مدمرة القيادة انحرفوا بسفينتكم والا اصطدمنا بكم ، وجاء الرد نحن لسنا بسفينة نحن الفنار الهادى للسفن ، وبالطبع ماكان على القبطان الا انه انحرف ٢٠ درجة بعيدا عن الفنار . أيها الغاضب المكبل التفكير والايادى، أيها المتواكل الصامت عن العمل والمنتظر من الله ان يمنحك المنن والرزق وحسن التدبير ، أيها الساخط على دوران الكون وتغيير الحياة أرض وأشخاص، أعلم أنك أنت السبب فى زخرفها .. وانت السبب فى تدميرها ، فبدلا من ان تلعن الظلام أضئ شمعة .. وبدلا من الاصطدام بالفنار أدر محرك سفينتك إلى وجهتك الصحيحة ، لأنك لن تغير السنن الكونية .. فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا، ولا تقل أنّىَ هذا وتنسى قوله تعالى هذا من عند انفسكم .. وتخلى عن ارتكاب المعاصى سرا وجهرا .. وتوكل على مسبب الاسباب وغير من نفسك .. لأن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .