مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : ياماتحت السواهى دواهى…!!!

0:00

هل هذا المثل منطقى أعنى يدخل تحت عباءة التربية والأخلاق التى عاشها الإنسان خلال مراحل حياته منذ الطفولة وحتى المشيب بمعنى أكتسب هذه الصفة..؟
نعم هو منطقى فالتربية التى ينشأ عليها الفرد وأخلاقه تدخل تحت نطاق هذا المثل الشهير فينتُج عنها السواهى والدواهى..!!
و الساهى هو الأنسان الساكت الذى لاتعرف عنه شيئاً ويدل مظهره على المسكنة والطيبة
وتجده ينظر بعينه دون التدخل فى كلام أو أخذ موقف…!!!
أما الدواهى جمع داهية تعنى المصائب والكوارث التى تحدث بصورة مفاجئة من الساهى ويرتبط هذا المثل بمثل شهير أخر وهو “حيه من تحت تبن” والتى حُرفت إلى “ميه من تحت تبن”
والامثلة والنوعية من هذا المثل من بنى البشر كثيرة وجمة ومتوفرة فى قطاعات كثيرة من المجتمع المصرى والعربى على حد سواء وقد يمثل هذا أسلوب أسر وينفرد به أشخاص بعينهم فى الاسرة الواحدة كل حسب رؤيته لهذا الشخص الذى يمتلك هذه الصفات التى سبق ان ذكرتها فى رأس المقال وعندما يتصرف فى أى حدث فينبرى الجميع فى نعته بهذه الصفه ياما تحت الساهى دواهى وقد ذُكر فى أحد الروايات القديمة بأن هذا المثل يرتبط بها وهى…!!!
فى زمن بعيد عاش رجل عجوز وحيداً ومتعباً لايقوى على خدمة نفسه ورغم أن لديه ثلاثة أبناء متزوجين إلا أنه لايوجد من يسأل عليه منهم أو يحاول مساعدته ولذا قرر الراجل العجوز القيام بحيلة ذكية لكى يستطيع أن يعيش ما تبقى من حياته فى رخاء ورعاية ويتم خدمته من قبل أبنائه وزوجاتهم فقام الراجل بإحضار جرة كبيرة ووضع بها نفايات وأوراق ثم وضع بعض النقود على وجه الجرة وفى اليوم التالى أرسل إلى أبنه البكر وأخبره أن هذه الجرة سوف تكون من نصيبه هو وأولاده عندما يحين ميعاد وفاته ولكن
بشرط أن تأتى زوجة الأبن لخدمته حتى موعد الوفاة..!
فى اليوم التالى فعل الأب العجوز نفس الأمر مع ولديه الآخرين وأصبح كل منهما يرسل زوجته لتقوم بالطبخ والتنظيف وخدمة العجوز وعاش حياة رغيدة وسعيدة بينما يخدمه أولاده وزوجاتهم…!!!
وبعد وفاة العجوز جاء كل أبن لأخذ الجرة وأدعى كل منهم أن هذه النقود هى من حقه بناءاً على وعد والدهم المتوفى لكل منهم وبعد مشاجرات كبيرة قرروا الذهاب إلى القاضى الذى أمر بتعليق الجرة فى السقف بحبل وأمرهم أن يجلسوا تحتها متفرقين..!!!
وبعدما جلس الثلاثة أبناء أخبرهم القاضي بأن كل ما سيسقط على كل منهم من النقود هو حقه وقام القاضى بسحب الحبل وأخذ كل منهم نصيبه من النفايات..!!
وهكذا إنطلت حيالة الراجل العجوز الساهى وأخذ كل من أبناءه حقهم من نفايات الجرة (دواهى الجرة)…!!!
وأيضاً تجد فى مجتمع الأعمال وخاصة المجتمع الحكومى من هذه النوعية الكثير من أصحاب السواهى والتى تجد البعض من الطيبين الذين لايحتفظون بأسرارهم أمام هؤلاء السواهى فينتهزون الفرصة لطعن هؤلاء الطيبين عندما تحين الفرصة لذلك…!!!
ولذا بعض من هؤلاء السواهى قد يصل بطموحه المسموم إلى بعض المناصب والتى قد يخسرها فى منتهى السرعة كما وصل إليها بنفس السرعة فلذا تجد هذا الساهى يُخطط وينتظر فترة لكى يصل لمبتغاه أحيانا بعيداً عن أعُين الآخرين أو العكس وهم الأخطر…!!!
وقد يصف القرآن الكريم هؤلاء فى الآية التالية “أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون” صدق الله العظيم
والنصيحة الأخيرة أحذروا كل الحذر من هؤلاء الذين يمثلون دور السواهى وماينتُج منهم من دواهى تُصيبنا فى مقتل على المدى البعيد أعوذ بالله…!!!
والى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!

زر الذهاب إلى الأعلى